 عباس الغالبي لاشك أن ردود الأفعال التي تصلنا على طول الخط هي ثمار جهدنا واجتهادنا في الصفحة اليومية أو الملحق الاقتصادي الأسبوعي ، حيث تصلنا إطراءات كثيرة على أداء الصفحة أو الملحق من نخب اقتصادية وسياسية وأخرى إعلامية ، في وقت نرى الأداء لا يلبي طموحنا وأفكارنا التي لم تترجم جميعها إلى واقع عملي ملموس لأسباب شتى لا نريد الخوض فيها حالياً .
ومع ذلك فإننا نرى أن الأداء الاقتصادي في ( المدى ) وخلال السنتين الماضيتين انتقل من التنظير المكتبي إلى الميدان ، حيث عملنا وبإصرار على تسليط الضوء على القطاعات الاقتصادية كافة ، وان كانت بنسب متباينة ، إلا أننا لم نترك قطاعاً أو محوراً إلا وجرى تناوله في مختلف فنون العمل الصحفي وبطريقة التحليل ووضع البدائل أو الحلول ، لاعلى طريقة العرض التقريري المجرد ، فهذه طريقة نرى ان الصحافة المكتوبة لابد من مغادرتها بضوء التطور التقني والتكنولوجي لوسائل النشر والإعلام والاتصال  ، حيث ان المتلقي حالياً أحوج ما يكون الى ضرورة التزود بالمعلومة بشكل مباشر ومختصر .وبحكم معطيات الواقع لم يكن عملنا مقتصراً على الأداء الصحفي عبر الصفحة اليومية أو الملحق الأسبوعي فقط ، وإنما أمتد إلى فضاءات الطاولات والندوات والمؤتمرات الاقتصادية والتي حفلت بالكثير من الحواريات والبحوث والدراسات التي أفضت الى جملة من المقترحات والحلول وضعت أمام أصحاب القرار الاقتصادي ، حيث انعكس الكثير منها الى جدليات من الحوار البناء بين النخب والخبراء في وسائل الإعلام الأخرى،فضلاً عن المقالات والرؤى التحليلية التي وصلتنا الى الملحق الاقتصادي وعلى الرغم من الكم الهائل من الصحف والمجلات التي تصدر في العراق ، إلا أننا وخلال فترة وجيزة استطعنا ان نحقق حضوراًَ لافتاً للنظر في الوسط الصحفي انعكس لدينا ذلك من خلال رغبة الكثير من الكتاب والباحثين والخبراء في الكتابة لدينا،فضلاً عن ردود الأفعال التي تردنا يومياً عبر بريدنا الالكتروني والتي تعبر عن مدى تفاعلها مع الموضوعات والمواد الصحفية المنشورة سواء أكانت في الصفحة اليومية أو الملحق الأسبوعي .وكنا حريصين في ( المدى الاقتصادي ) أن ننقل الحقائق كما هي ، في وقت كنا نقف على مسافة واحدة من الجميع كما كانت صفحات الجريدة منبراً حراً للكتاب كافة ، حيث نوهنا الى أن الكثير منهم أبدى رغبة جامحة للكتابة في الملحق الأسبوعي ، حيث يعد هذا الأمر انعكاساً حقيقياً للأداء المهني وطريقة التناول للمعلومة الاقتصادية ، على الرغم من اعتراض المعترضين والذين كنا أيضاً حريصين أشد الحرص على نقل ونشر آرائهم عبر صفحات الجريدة انطلاقاً من قناعتنا بمبدأ الرأي والرأي الآخر .وكنا عبر السنتين الماضيتين من عمر الملحق الاقتصادي نحاول جاهدين أن نراقب الأداء الحكومي الاقتصادي الذي مازالت الاستراتيجيات غائبة عنه والبرنامج الاقتصادي غير واضح المعالم لايرقى الى مستوى الحاجة الفعلية ، فكنا قريبين من الحدث نتابعه ونحلله ونسعى للإتيان بحلول عبر المتحدثين والمصادر والمحللين .ومن وحي ذكرى التأسيس الثامنة لـ ( المدى) نقول إننا اجتهدنا وقدمنا ، ولكن مازلنا لم نصل مستوى الطموح ، فالأفكار والرؤى إن لم تكن متجددة متطورة محدثة متسقة مع تطورات الحياة لا تجدي نفعاً ولا تحقق مبتغاها ، ونحن نسعى للمزيد وان كان الطريق صعباً .