اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ظاهرة متنشرة في البصرة..القطط والقوارض تجتاح بيوت الفقراء!

ظاهرة متنشرة في البصرة..القطط والقوارض تجتاح بيوت الفقراء!

نشر في: 28 ديسمبر, 2012: 08:00 م

حدثني زميلي  الصحفي والرحّالة عبد المنعم الديراوي عن مشاهداته في الهند معبداً للفئران، حيث هناك مجموعة من الهنود يقدسون الفئران .وعن قصة هذا المعبد يقول الديراوي: قبل حوالي سبعة قرون مَرض ابن احد المهراجات بالهند ومن شدة مرضه توفي وكانت أمه المهرجة بقربه، حيث لاحظت ان فأرا خرج من تحت جثة الطفل وهرب داخل القصر، فاعتقدت بان روح ابنها تحولت إلى فأر!!فقررت بناء مكان لإيواء الفئران ظنا منها أن روح ابنها موجودة في كل فارة، وطورت  البناء وبعد فترة كبرت مساحة البناء لتستوعب آلاف الفئران، معتقدة بان هذه الفئران هي أرواح الأطفال الذين يموتون وإذا مات فار فان ذلك يعني – باعتقادها - أن طفلا جديدا قد ولد وانتقلت روح الفار إلى الطفل المولود وتطور الحال بعد وفاتها إلى أن يكون الفار مقدسا ، وتم تطوير بناء هذا المكان ليشبه المعبد وفيه قبة ومنارات واستمر بعض الهنود بتقديسها وعبادتها إلى يومنا هذا .نسوق هذه الحكاية لنتحدث عن القوارض  في البصرة التي أصبحت الأنهار والمجاري وشقوق الأرض والدور القديمة مكانا آمنا لها أو معابد آمنة بدون أن تجد من يعبدها أو حتى يلاحقها ليتخلص منها ومن شرورها .

ما هي القوارض؟

تختلف أحجام القوارض وأوزانها فمنها لا يتعدى وزنه 25 غراما كفأر المنازل وفأر الحصاد، ومنها ما يصل إلى 60كغم .. كالقندس والدعلج (النيص) والكابيبارا وغيرها ..كما تختلف القوارض في أماكن سكنها، فمنها (النعسانيات ) والسناجب تعيش فوق الأشجار ، ومنها ما يعيش كل حياته تحت الأرض كالخلد (أبو عمية) ومنها ما يعيش في الماء أو على ضفاف الانهار (الكعبر (وقد تكيفت بعض أجزاء القوارض ، حسب البيئة ، فمنها ما أصبح ذيله كالمجداف ( القندس) ومنها ما تحول شعر جلده إلى أبر قوية كالسهام (الدعلج) ومنها ما التصق جفنا عينيه ( الخلد) .. ومنها ما طالت رجلاه الخلفيتان للقفز والسرعة كـ ( اليربوع ) في الصحاري و هكذا.. ومنها ما ييبس في الشتاء، حيث تنخفض درجة حرارته من 37 الى 2 درجة مئوية .. وتقل ضربات قلبه حتى يبدو كأنه ميت، وتنخفض مرات التنفس عشرين مرة كما في ( الهامستر و المارموط ) .
تعتبر معظم القوارض ليلية النشاط، لذا فإن حواسها أعدت للقيام بمهارات البحث عن الغذاء واتقاء الأخطار.

حاسة الشم واللمس

تعد حاسة الشم عند القوارض من الحواس المتطورة جدا، فهي تستطيع الاهتداء الى الغذاء وتحديد كميته عن طريق الشم ، فتراها تحرك رأسها في كل اتجاه وتشغل حاسة الشم عندها . ومن الصعب تحديد الروائح التي تحبها القوارض، لكنه من المؤكد أن رائحة الإنسان لا تخيفها كما هي الحالة في رائحة القطط ..   وتفرز الغدد الجنسية والدهنية روائح تستدل العائلات على بعضها و من خلالها تجد الذكور طريقها إلى الإناث .

تمتلك القوارض ، خصوصا تلك التي تتعايش قرب البشر ، حاسة لمس بواسطة الشعيرات الموجودة حول الفم وعلى بقية جسمها ، تحدد فيها الأبعاد للمعابر التي ستخترقها ، وتقلص عضلاتها بتكيف سريع مع حركتها السريعة ، كما تحمي من خلال تلك الحاسة عيونها من الأذى ..حاسة البصر عند القوارض عموما أضعف من كل الحواس ، فهي تميز من الألوان الأصفر و الرمادي فقط .. وتستطيع تتبع حركات لبعد بين 10 ـ 15م ، وتستطيع تقدير عمق حفرة لحد متر واحد بشكل دقيق وصحيح .

مكافحة القوارض مهمة جماعية !

قال مستشار محافظ البصرة لشؤون الصحة والبيئة الدكتور سعد نوري حسين للمدى: إن انتشار السكن العشوائي وعدم إدراج تلك المناطق ضمن الخدمات البلدية والمجاري سببا انتشار القوارض، مشيرا الى انه لم توضع معالجة للعشوائيات والتجاوزات فستطول مسألة القضاء على القوارض.وقال نائب رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس محافظة البصرة الدكتور حسن خلاطي  للمدى: ان التخلص من القوارض المنتشرة في المناطق الشعبية في المحافظة لا يمكن ان يتم برش المبيدات وحدها دون تضافر جميع جهود دوائر البلدية والصحة والزراعة.مبينا: انه لم تسجل لدى الدوائر الصحية اي حالة مهمة لأمراض نقلتهاالقوارض في المحافظة بالرغم من أن وجودها يساعد على انتشار الأمراض، مؤكدا ضرورة  إيجاد بيئة نظيفة وصحية.إلى ذلك، قال مدير دائرة صحة البصرة الدكتور رياض عبد الأمير ان: الفرق الجوالة لمعالجة القوارض في مناطق المحافظة موجودة إلا ان حجم الخلل أصبح اكبر من قدرة الدائرة وان المشكلة تكمن في حواضن الجرذان، وهي القمامة والمستنقعات المنتشرة في المناطق.وأضاف عبد الامير :انه بدلا من صرف الاموال على معالجة القوارض كان من الاحرى صرفها للقضاء على الحواضن مشيرا الى فرق المكافحة لا يمكنها ان تستوعب كل مناطق محافظة البصرة.وأكد مستشار محافظ البصرة  لشؤون الصحة والبيئة سعد نوري حسين ان :القوارض تعد مشكلة كبيرة جدا، ومكافحتها مسؤولية جهات عديدة منها بلديات البصرة، ودائرتا الصحة والبيئة.وشار إلى أن: كثرة العشوائيات والتجاوزات في المحافظة عادة ما تكون قريبة من الأنهر، وتعتبر حواضن كبيرة للقوارض.

معاهدة بين القطط والفئران!!

 

وقال الزميل عبد الكريم العامري: إن أعداد الفئران في تزايد مستمر  وخصوصا في المناطق الشعبية  حتى وصل الأمر الى انها  راحت تهاجم  الأطفال خلال نومهم مما سبب وجود إصابات بينهم .مشيرا إلى أن: ازدياد عدد الفئران والجرذان ناتج عن زيادة  في معدلاتالقذارة وإهمال النظافة وتوافر فضلات الطعام بكميات كبيرة وهذا ماحصل في البصرة ذات الأكثر اكتظاظا بالسكان، وخصوصا الأحياء الشعبية في مثل الجمهورية وخمميل والحيانية وغيرها .وبين العامري: في السابق حين كانت بيوتنا من القصب ولم تزرنا  الجرذان لسبب بسيط وهو وجود أعداد كافية من القطط التي  كانت خير طريقة للقضاء عليها ولكن الغريب أن قططنا اليوم عقدت معاهدة إستراتيجية مع الجرذان والفئران حتى صارت بيوت الفقراء مكانا آمنا  للمحاصصة القططية الجرذية، وراحت الجرذان تمرح أمام أنظارنا بلا خوف من بطش القطط ...وقال مدير إعلام بيئة البصرة خزعل مهدي أن: مكافحة القوارض من مهام قسم الوقاية الصحية وشعبة الأمراض الانتقالية في دائرة الصحة، وذلك من خلال فرق تقوم برش المبيدات والسموم في المناطق السكنية والتجارية المستهدفة بعد تقديم طلب بذلك.

مشكلة مزمنة !

وقال المواطن عبد الزهرة حمدان (موظف):- الجرذان تتسبب سنوياً بخسائر مادية كبيرة، على مستوى العائلة وعلى مستوى البلد؛ على مستوى العائلة، إتلاف بالملابس، إتلاف بالمواد الغذائية ، إتلاف الأشياء الأخرى الموجودة في المنزل  .وقال الإعلامي  حسين الفياض: في الآونة الأخيرة اشتكى العديد من اهالي محافظة البصرة من القوارض والحشرات وغيرها وخاصة في المنازل حيث أصبح العديد من الأهالي يترددون على شراء العشب او الدواء للقضاء على تلك القوارض لكن بعد القضاء عليهن تظهر قوارض جدد.. ففي منطقة الأمن الداخلي غرب محافظة البصرة اشتكى الكثير من الأهالي من القوارض التي عبثت في ملابسهم وغيرهم قد نال من أثاثهم وافرشتهم وغيرها مما سبب إزعاجا كبيرا.. ولا يعلم الأهالي إلا من قضم لحيته ليلا  !!حسين الحيدري من سكنة منطقة الكرمة قال: القوارض منتشرة في كل مناطق البصرة ولكن للأسف لا يوجد من يسعف الناس من ظاهرة انتشارها وخصوصا في المناطق الريفية والشعبية لأنها تتكاثر فيها بكثرة وعدم رفع النفايات من الشوارع وقرب المنازل هو سبب انتشارها  وتتحمل مسؤوليه انتشارها دائرة بلدية البصرة أولاً والصحة ثانياً لأن القوارض تكثر بسبب وجود الأوساخ في المناطق وعدم رفع النفايات وتوفير علاج أو سموم لقتلها سبب انتشارها، وبيّن: في احد الأيام كنا نائمين وقد حسّ والدي بشيء بقرب وجهه ولما حاول إبعاده وجده جرذاً فما أن مدّ يده عليه إلا وقد عضّه في وجهه (في مقدمة اللحية) وقد سببت العضة ورم الوجه بالكامل وتسممه وبعد دورة ابر استعاد عافيته وأدى إلى عدم نمو الشعر في مكان العضة !!المواطن تضامن العضب من حي الزهراء قال: السبب الأول والأخير هو المواطن وإهماله، وقد ألقى أمر النظافة على عاتق الحكومة  فقط وهذا لا يعني أن الحكومة ليس لها ذنب، ولكن القصور الأول هو من المواطن لأنه هو السبب الرئيس بزيادة النفايات ووضعها بغير أماكنها وهذا السبب لانتشار القوارض بشكل كبير.ويضيف: في منطقتنا قوارض وبكل الأحجام في السابق كانوا يخافون حتى من الأطفال أما اليوم فإنهم يعرفون أصحاب المنطقة .وقال هشام شبر حي الرسالة: توجد لدينا قوارض وحيتان  في بيوتنا القديمة وخاصة قرب الأنهر، والسبب هو أن المجاري مطمورة وهناك انهار فيها أنقاض وأوساخ ومتروكة، كما هناك إهمال من المواطن أيضا وعدم تعاون مع الحكومة حيث يجب أن يكون عملهم معا لمحاربة هذه الحالة.وقالت المواطنة هناء جواد من منطقة الحكيمية وسط البصرة : مع الأسف انتشرت هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة وبصورة لافتة وواضحة ولم يقتصر تواجدها على أزقة المناطق القديمة التي كانت متعارفاً على انتشارها بالقرب منها بل طال انتشارها أيضا المناطق الحديثة وتجمعها بالقرب من حاويات الازبال والنفايات ولأسباب كثيرة منها عدم شعور المواطن بروح المسؤولية ورميه الأوساخ بصورة عشوائية ورمي مواد البناء القديمة خصوصا بعد ان شهدت البصرة حركة بناء في الآونة الأخيرة إضافة الى كثرة مساحات من الأراضي المتروكة والمتجمعة بها الأوساخ والازبال التي لم ترفع من قبل سيارات البلدية.

أعدادها في تزايد مستمر

وأضافت جواد: بدورنا نناشد الحكومة المحلية بالمتابعة والاهتمام بهذه الظاهرة التي بدأت تستفحل بكثرة، ومعالجتها حتى لا تضر المجتمع فقديما مثلا كانت توجد سيارات فيها مبيدات للحشرات والقوارض ترش للحد من انتشارها.وقال المواطن احمد حسين من حي الجمهورية: إن أعداد الجرذان أخذت بالتكاثر بصورة كبيرة وبأحجام كبيرة، مشيرا إلى أن دائرة الصحة كانت تنسب فرقا تقوم بزيارة المنطقة للقضاء على الجرذان إلا أن تلك الفرق توقفت.وقال المواطن جاسم محمد من حي المهندسين: إن ظاهرة انتشار القوارض باتت واضحة، محذرا من انتشار الأمراض بين السكان.فيما قال المواطن عباس رسن  من منطقة الكزيزة: إن احد أفراد أسرته تعرّض لهجوم من قبل الجرذان المنتشرة في المنطقة.وقال المواطن أبو قصي  من قضاء شط العرب: ان كثرة القوارض سببت هلعا بين المواطنين، مطالبا الجهات الصحية بمعالجة الوضع.

إن أعمال البناء المنتشرة في محافظة البصرة جلبت كثيراً من الأفاعي والجرذان الى داخل مدينة البصرة من خلال نقل مواد الرمل من المقالع الى مركز المدينة.وقال  المواطن عيدان جعفر من سكنة منطقة الجمهورية، وسط المدينة:"منذ اكثر من عام ونحن نعاني من انتشار كبير للقوارض التي تتكاثر بدرجة مخيفة داخل منطقتنا التي تشكو أصلا إهمالا واسعا في الخدمات البلدية، وتراكم النفايات في الشوارع والساحات الفارغة، بالإضافة إلى أنها من المناطق القديمة داخل المحافظة".

خسائر بالمنتج الزراعي

وكشف أبو علي من منطقة القبلة عن ان: الجرذان تسببت بتلف محتوياتبيتنا، وبدأت تهاجم الأطفال، فتعرض عدد منهم الى جروح في أنوفهم وأصابعهم بسبب عضاتها ، وأشعر بالفزع، خصوصا بعد قيام جرذ بعضِّ اصابع قدم والدتي.وقال المزارع حميد عبد الحسين  من أهالي قضاء القرنة: هناك تواجد الكثير للجرذان والفئران في أرضه الزراعية حيث "تعرضت بسببها لخسائر كبيرة، فهي تأكل البذور قبل زراعتها، وكذلك المحاصيل".أما أبو شهاب صاحب محل لتجارة المواد الغذائية فيقول: ان الجرذان خربت مخازن الأطعمة والحبوب، وعبثت بالمواد المختلفة، وأتلفت الكثير من الأجهزة الكهربائية. والأخطر من هذا أنها تسبب أحيانا تماسا كهربائيا يؤدي إلى حدوث حرائق، وهو أمر يشكل لنا كارثة.وكشف احد سواق "لوريات نقل الرمل" ويدعى قاسم جعفر عن ان ازدياد الجرذان يأتي من الرمال والسبيس التي تجلب من خارج المحافظة، فهي عادة ما تحتوي على جرذان وقوارض وأفاعٍٍٍٍٍٍٍٍٍ مختلفة.وقال  حيدر كاظم صاحب محل لبيع  المبيدات: لاحظنا في الآونة الأخيرةازدياد زبائننا بشكل ملحوظ  لشراء مختلف المصائد، المصائد الصمغيةللفئران المنزلية الصغيرة، والمصائد المستطيلة والصندوقية للجرذان، وهناك إقبال على السموم الكيميائية التي تقتل الفأر.وبين أنه يجب تغيير الطعم من وقت لآخر، لأن الفئران ذكية فعند تكرارالطُعم نفسه فان الفأر لن يأكله.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طقس العراق.. أجواء صحوة وانخفاض في دراجات الحرارة

أسعار صرف الدولار تستقر في بغداد

تنفيذ أوامر قبض بحق موظفين في كهرباء واسط لاختلاسهما مبالغ مالية

إطلاق تطبيق إلكتروني لمتقاعدي العراق

"في 24 ساعة".. حملة كامالا هاريس تجمع 81 مليون دولار

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram