TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمـود الثامـن: المدى والرقم" 15697211 "

العمـود الثامـن: المدى والرقم" 15697211 "

نشر في: 3 أغسطس, 2011: 11:24 م

علي حسينفي يوم 25/5/2010 كتبت مقالا في هذا المكان قلت فيه أن عدد متصفحي "المدى" خلال عام واحد تجاوز الخمسة ملايين قارئ، وبالأمس 3/8/2011 الساعة السابعة مساءً وقت كتابة هذه السطور، اكتشفت أن المدى دخل لها خلال الفترة الفاصلة بين هذين التاريخين 15697211، هذا الرقم لقراء وضعوا ثقتهم بالصحيفة المدى التي سعت منذ تأسيسها لتبنّي منهج الدفاع عن قضايا العراقيين كافة،
 وقفت بصلابة وهي تحارب أمراء التطرف من إرهابيين أو مفسدين، رافعة شعار الحرية والأمان للإنسان العراقي أينما كان، ومن ينسى معركتها الشهيرة حين فضحت سراق الشعب العراقي في قضية كابونات النفط والتي كان مجرد الحديث عنها يعد خطاً أحمر خاف كثير من السياسيين الاقتراب منه، رفعت شعار الحريات أولا فكان أن أشعلت فتيل انتفاضة شعبية ضد الفساد والمحسوبية والانتهازية والتخلف، دافعت عن بغداد والبصرة والحلة وواسط والانبار والموصل ووقفت في وجوه من يريدون تحويل مدن العراق إلى إمارة من القرون الوسطى.ملايين القراء كانوا مع المدى وهي تتصدى لشيوخ التطرف الذين يحاولون خلط الدين بالسياسة. ملايين القراء تنشقوا عطر صحيفة مفتوحة الرئتين لكل هواء نظيف، ملايين القراء أصبحوا جزءاً من عقل الصحافة العراقية النظيف، العقل الذي يحدد كل يوم أجندة الكتاب والأقلام من خلال القضايا التي تطرحها المدى دون هوادة أو خوف، ملايين القراء رافقوا كتابا خبروا جرأة القلم وفروسيته، وعرفوا كيف يكون الاشتباك العنيف مع الأفكار الخاطئة، التي ينبغي هدمها وإفساح الطريق أمام عالم جديد. دروس ودروس طرحتها وتطرحها المدى أمام البعض من الذين يتصورون أن القلم مجرد سهم، يرشق في الأجساد والسمعة والشرف، بدون وازع من ضمير، دروس في النقد السياسي العنيف الذي يحقق الهدف، بدون أن يجرح أو يدمي، ملايين القراء أدمنوا كتابات تُشرّح الواقع السياسي العراقي، وتثبت للجميع أن القلم الصحفي الحقيقي يمكن أن يصبح سلاحا في مواجهة الفساد، وباقة زهور لمن يخدم الوطن والناس.دروس تجيب عن السؤال المهم: لماذا أطلقوا على الصحافة لقب "صاحبة الجلالة" ؟.. فقد كانت "المدى" وما زالت "ملكة" متوجة يحرسها صحفيون شجعان. هذه هي المدى التي ذاب في حبها ملايين القراء وحتما هناك ملايين جديدة سيكونون شهوداً على معاركها وانتصاراتها واشتباكها الدائم مع قضايا المجتمع وهمومه ومشاكله، قراء يؤمنون بان من يتسلح بأخلاق المدى وجرأتها وشفافيتها وقلمها العف ولسانها النظيف هو الذي يكتب له البقاء، التسامح السياسي هو الذي جعل المدى الساحة التي تضم في جنباتها كل ألوان الطيف السياسي العراقي، يتحاورون ويتعاركون، وفي النهاية يدشنون ثقافة الاختلاف والاحترام.  ملايين القراء يقولون للمدى وهي تدخل عامها التاسع: ما أروعك من مائدة عامرة بالحب والحرية والجرأة والإقدام والشجاعة والمواقف النبيلة والجملة النظيفة والنقد الذي لا تحركه مصالح شخصية ولا دوافع ذاتية، ما أروعك وأنت تقودين كتيبة الوعي والتنوير، التي تحارب التطرف والغلو والظلامية.  ملايين المتصفحين ومعهم ملايين ممن طالعوا الجريدة بنسختها الورقية يثبتون لنا نحن الكتاب بان المدى فخر لكل كاتب، فخر بأن تكون وان تبقى.. جريدة ذات أشواك.. جريدة قررت أن تكون واجهة المجتمع المدني المدافع عن حقوق الإنسان،وان يكون صوتها قويا صادحا بقضايا الناس.. يعلو ويعلو فوق أصوات الخائبين والخائفين. ملايين القراء يحملوننا مسؤولية جديدة، ان نحافظ على الخط الذي اختطه مؤسس المدى منذ اليوم الأول، خط مفعم بالصدق والحقيقة ومحبة الوطن والدفاع عن قضايا الناس، في النهاية لا يمكن أن ننكر أن وراء نجاحات المدى يقف رئيس تحرير، كاتب ومبدع ورجل يختلف معه البعض ويتوق إلى قراءاته الجميع. ومن حيث يدري أو لا يدري، يدرون أو لا يدرون، شكل فخري كريم مدرسة في الكتابة الصحفية. يمارس الحرية على أنها حرية الضمير، والتذوق على أنه الذوق العام، والرأي على أنه شراكة حتى مع الذين يختلف معهم، يكتب في السياسية والثقافة وربما في المنوعات بشغف واحد واتزان واحد.. من مسرات الناس وأحزانهم، إلى تأثير الغلاء فيهم، يوسع صدره للنقد فيوسع آفاق قرائه، ويكتب في السياسة فيصدق مع نفسه أولا، ويرى في ذلك أقصر الطرق لكي يصدقه الآخرون، وقد تيسر له ذلك بسبب أسلوبه الخاص والطري وبسبب شجاعة واضحة ومستوى أخلاقي لا يتغير رغم الضغوط، وبصفته رئيسا للتحرير واحد رواد الصحافة العراقية يلعب اليوم فخري كريم دورا مؤثرا، وربما غير ملحوظ، في مسار الصحافة العراقية الحديثة. هذه هي (المدى) التي يحتفل معها اليوم "15697211" قارئاً أو أكثر، تحتضنهم بقلبها العامر بالحب والمفعم بالأمل.أيتها الصحيفة الحبيبة نحن نحتفل بك لا بأنفسنا، فما أروعك وأنت تدشنين من جديد احتفالية الحب والتألق والإصرار على رفع راية الحرية والصدق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram