بغداد/ المدىانتقد سياسيون وإعلاميون وأساتذة جامعات تهميش الإعلام العربي لمحاكمة صدام، واعتبار ان محكمة مبارك هي الأولى لزعيم عربي في المنطقة.عضو لجنة النزاهة في مجلس النواب عمار الشبلي، يرى ان الإعلام العربي حين تجاهل محاكمة صدام، لخشيته من امتداد الديمقراطية التي كان العراق منبعا لها في المنطقة الى الدول العربية، وحين بدأ الزعماء العرب بالتساقط اعتبروا محاكمة حسني مبارك واعوانه اول محاكمة عادلة وهم في حقيقة الأمر كانوا في أقفاص مذله، في حين كان صدام حسين واعوانه جالسين على كراسي لا يجلس عليها وكيل للوزارة.
بالرغم من تأكيد الشبلي ان محاكمة صدام كانت عادلة ، فانه وصف محاكمة مبارك بالمسرحية الغرض منها إرضاء الثائرين المصريين، والذين سرقت ثورتهم من قبل.ويخلص بالقول "ان المصريين معروفون بالسيناريو والافلام وقد تكون هذه احداها".عضو اللجنة القانونية حسين الصافي استغرب تجاهل وسائل الإعلام العربية لمحاكمة صدام، واعتبار محاكمة مبارك هي الاولى من نوعها في المنطقة، متسائلا "كيف لهذه الوسائل القول بهذا الامر وكيف استدلوا عليه؟".وتابع الصافي "ان الاطالة بمحاكمة رموز النظام السابق كانت احدى العوامل الايجابية للمتهمين"، واصفا إياها بالشفافة لانها معلنة امام جميع وسائل الاعلام وتم الاطلاع عليها.وفيما يخص القرارات التي اتخذتها المحكمة يقول عضو اللجنة القانونية انها رصينة مستمدة من الادلة المادية الملموسة وغير قابلة للشك"، مؤكدا ان كادرها والياتها كانت خاضعة للمعايير الدولية، مشددا على ان قضاتها لديهم حصانة اقرانهم الدوليين وكذلك الحال بالنسبة لامتيازاتهم، وتم ارسالهم الى لاهاي للاطلاع على اجراءات التقاضي الدولي ذات ارتباط بالجانب الجنائي، فضلا عن ان القضاء العراقي معروف منذ القدم بمهنيته وحرصه على تطبيق العدالة بحذافيرها.أكد الخبير القانوني طارق حرب ان اجراءات محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك اختلفت قليلا عن محاكمة رئيس النظام السابق صدام حسين .حرب في تصريحات صحفية امس، " الاجراءات القانونية التي اتخذتها ادارة المحكمة الخاصة بمحاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك ونجليه بالاضافة الى عدد من رموز نظامه من بينها ان القضاة المصرين كانوا اكثر تأنيا وهدوءا مقارنة بالقضاة العراقيين ".واضاف ان " مدة التحقيق في قضية مبارك كانت اقل بكثير من نظيرتها  مع صدام حسين ورموز نظامه حيث ان صدام استغرقت مدة التحقيق معه ما يقارب السنتين بينما في مصر لم تتجاوز الثمانية اشهر "مشيرا الى ان " محامي الدفاع المصريين كانوا اكثر تمسكا باحكام القانون مقارنة بالعراقيين الذين طالما اعتمدوا الخطب الاعلامية والسياسية في مرافعاتهم ".وتابع حرب ان " المحكمة المصرية كانت موفقة في إجراءاتها السليمة من حيث منع دخول غير المواطنين المصريين سواء من المحامين لكلا الطرفين من الادعاء العام وهيئة الدفاع او حتى من الإعلاميين و الشهود وهذا لم يحصل في العراق خلال محاكمة صدام ورموز نظامه ".وانتقد حرب " اجراءات المحكمة المصرية الادارية اذ انها لم توفق في وضع المتهمين في قفص حديدي داخل قاعة المحكمة لما لها من تأثير نفسي ولا تتناسب مع  حرص المحكمة في مراعاة الشعور الانساني للمتهم لانه بريء حتى تثبت ادانته وهذا راعته المحكمة العراقية خلال وضع رئيس النظام السابق صدام حسين ورموز نظامه في قفص خشبي ينطبق ومعايير حقوق الإنسان المعمول بها في الأنظمة الدولية ".النائب عن ائتلاف دولة القانون خالد الاسدي أكد الإعلام العربي كان ممولا من صدام وأبنائه وبالتالي من الولاء لهم، ان يدافعوا عنهم بعد سقوطهم، وتابع "بالفعل هذا ما حدث حيث دافعت الفضائيات عن أزلام صدام وبشراسة وحاولت النيل من هذه المحكمة"، مستدركا "الا ان الشعب العراقي استطاع ان يقتص من اكبر دكتاتورية في المنطقة والعالم العربي في محكمة تعد من الطراز الاول حظي فيها المتهمون وهيئة الدفاع بكامل حريتهم في الدفاع عن حقوقهم".ويتوقع الاسدي في اتصال هاتفي مع "المدى" امس ان محاكمة صدام بالأسلوب الحضاري الذي تم فيه لم ولن تتكرر بالنظر للكثير من الإشادات الدولية التي حظيت بها.ويشدد القيادي في حزب الدعوة تنظيم العراق على ان محاكمات كل من صدام ومبارك يجب ان تكون عبرة لكل حاكم ظالم لانها وضعتهم في قفص العدالة والاتهام بجرائم ضد الانسانية وسرقة المال العام وعلى جميع الزعماء العرب الاتعاظ منها.rnالنائب عن كتلة الاحرار، التابع للتيار الصدري جاود الجبوري، يرى العكس من ذلكـ ويقول "ان محاكمة مبارك الاولى من نوعها لان الذي اسقط النظام هو الشعب المصري اما العراق هم الاميركان وقدموه للمحاكمة والتي كانت باشراف من واشنطن".الا انه قال "اذا اردنا القول بأن محاكمة مبارك هي المحاكمة الثانية فهذا الامر صحيح كونها ثاني محكمة لرئيس عربي ولكن مع اختلاف الطبيعة".ويتابع الجبوري في حديث لـ"المدى" كان الافضل لصدام حسين الاستجابة للضغوطات التي كانت عليه ويتجنب دخول الاميركان وحبل المشنقة ويترك الحكم كما فعل مبارك والذي يراه الجبوري اكثر تعقلا من صدام، مستدركا بالقول "حب السلطة وهوس الدكتاتورية هما من أوصلاه الى هذه المرحلة وبات اليوم مجرما في انظار العراقيين جميعا".النائب عن ائتلاف ا