TOP

جريدة المدى > سينما > في مقهى "البطالة ".. خريجون يائسون من إيجاد فرصة عمل

في مقهى "البطالة ".. خريجون يائسون من إيجاد فرصة عمل

نشر في: 5 أغسطس, 2011: 06:52 م

بغداد/ قيصر البغداديدارَ حديثٌ بين مجموعة من الشباب في احد المقاهي الشعبية في بغداد، كان الكلام يتناوب بينهم مع دوران عصا النرجيلة بين ايدي المدخنين وتمتزج عباراتهم  المشفرة مع الدخان الأبيض. قال الشاب الأسمر الذي يجلس على يمين الاريكة: أنا "حديقة " (لا يملك شيئا) وأنتظر دخولي الجامعة حتى  "اشوفلي وحده اصادقهه وأنام براسهه "، وبعد أربع سنوات سأفكر في العمل! كلامه أثار ضحك الآخرين، ليس لانه خبير في اطلاق النكات، لكن كلامه  أدخلهم في دوامة أسمها العمل ونقيضها أو مرادفها لم يعد الفارق كبيراً "البطالة ".
حسين الشاب الذي يتوسط الجلسة، يدخل هذا العام في مرحلته الاخيرة من الدراسة الجامعية في كلية علوم الحاسبات، حسين لم يكن يحلم بدراسة الكومبيوتر، بل كان حلمه دخول كلية الطب او الصيدلة، ولم يكن السبب ولعه في هاتين المهنتين، بل السبب الحقيقي وراء ذلك هو الخوف من الوقوع في بئر البطالة. حسين يقول لأصدقائه " الكليات في العراق أصبحت تؤدي الى طريق واحد لا ثان له، إن كنت مهندسا او فيزيائياً او بايولوجيا او اي شيء اخر ستكون النتيجة الجلوس لفترة طويلة دون عمل، والأطباء والصيادلة هم من يعملون فقط ".rn الهم الواحد يتحدث حارث احد الجالسين ايضا في المقهى بعد ان اتسعت دائرة المشاركة حول موضوع البطالة عملا بقاعدة (الهم الواحد)، حيث يقول: العمر الطويل الذي يقضيه الطالب في الدراسة يجعل فرص العمل بعد التخرج ضعيفة سيما ان المؤسسات الحكومية متخومة بالموظفين وسوق العمل لا يناسب في احيان كثيرة خريج الجامعة، وإلا لماذا قام بالدراسة وخسر كل هذا الوقت والعمر؟!" في حين يقول جعفر سلام خريج كلية الآداب:  المشكلة اصبحت تشبه  الصداع المزمن الذي يؤرق فئات مختلفة ليس الشباب فقط،والخريجون يأملون في  أن يجدوا أعمالا تتناسب مع مؤهلاتهم، ولكنهم في اوقات كثيرة  يصطدمون بواقع مختلف ولم يجدوا فرص عمل، وان وجدت فهي لا تتناسب مع شهاداتهم، ولا قدراتهم أو استعداداتهم النفسية". الكثير من الإحصائيات والحلول التي ساقها المسؤولون والاختصاصيون والناشطون في المنظمات الدولية والمحلية التي تناولت مشكلة البطالة تارة بالتضخيم وتارة اخرى بالتبسيط لكن الحال مازال كما هو وجيش البطالة تزداد صفوفه، وقد حذر المركز الوطني للبحوث والدراسات التابع لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية في وقت سابق من خلال  تقرير نشر على موقع الوزارة، من خطورة  استمرار تفشي ظاهرة البطالة، وخصوصا بين الشباب الذين باتوا يشكلون ما نسبته 75% من الحجم الكلي للظاهرة والبالغ 16% من المجتمع  ممن هم في سن العمل المحصورة بين 15 و 65 سنة، وتقارير وزارة العمل تقدر حجم البطالة بـ مليون و200 الف شخص، ووزارة التخطيط العراقية تقدرهم بأكثر من مليون ونصف المليون عاطل، فيما تقدر الامم المتحدة في تقاريرها ان عدد العاطلين هو 50% من عدد القادرين على العمل.rn حلول أصحاب المشكلةوبهذا يفترض الشباب الجالسون في المقهى ان الحلول لا يمكن ان تكون إلا من اصحاب المشكلة نفسها وهم العاطلون،  حيث يرى "كاظم محمد " 27 عاما، خريج كلية الادارة والاقتصاد" الحل في تنظيم مظاهرات واعتصامات مستمرة في ابواب رئاسة الحكومة والبرلمان وامام الاعلام حتى يجبر المسؤول والحكومة بشكل عام على التحرك باتجاه حل جذري لمشكلة البطالة ". بالمقابل يمازح "اكرم " أصدقاءه ويقول " ان البطالة اتسعت حتى اصبحت تشمل البرلمان والحكومة، ويسألهم عن اي دور حكومي و برلماني نتحدث ان الكل يتمتع بإجازة طويلة ". ويقول " حيدر مصطفى " خريج جديد:  لا ازعم إني املك حلا جذريا او املك تصورا معينا لفك شباك  هذه الأزمة، ولكنني أريد ان اضع صوتي بجوار اصوات زملائي في هذا الهم والمشكلة التي صارت تصيب   كل الفئات والاعمار، وأضم صوتي إلى جميع الأصوات المطالبة بوضع خطة فعالة لتوظيف الخريجين، عسى أن تجد أصواتنا صدى لدى من يملكون الحل، ويجدون حلا لهذه القنبلة الموقوتة، ويستغرب "حيدر " من ان ينصب الاهتمام فقط في البحث عن مقاعد لخريجي الدراسة الاعدادية ووزارة التربية تبذل جهوداً استثنائية لتأمين الكليات والمعاهد للخريجين الجدد فيما لا توجد خطة لما بعد التخرج. في حين يقول " لؤي سعد " خريج كلية العلوم: لو جمعت الاموال التي انفقتها في استنساخ الأوراق الثبوتية والمستمسكات ووثائق التخرج واجور سيارات  الاجرة والاكراميات والهدايا لهذا وذاك، والجري وراء المؤسسات بحثا عن وظيفة لكنت الان املك سيارة تكسي صفراء واعمل عليها بدلا من انتظار الوظيفة الحكومية، ويضيف  "الطالب حين يروم الدخول الى احدى الكليات  يكون لديه أمل كبير في أن تثمر دراسته في النهاية عن عمل ووظيفة مناسبة لاختصاصه، ولكن مايحدث هو الجلوس لفترة طويلة بعد التخرج والبحث مطولا عن عمل وفي النهاية يستسلم لأية وظيفة او مهنة. ويعتقد "لؤي " ان هذا سببه عدم وجود تخطيط صحيح للوظائف، إضافة إلى الفوضى العارمة في مسألة التوظيف، حيث سمعنا ولأكثر من مرة، وجود أشخاص لديهم وظيفتان أو أكثر في دوائر حكومية، وبذلك يأخذون فرص آخرين".rn&nb

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

كتائب القسام تعلن "استشهاد" قائدها محمد الضيف

ترامب: لم ينج أحد من حادث اصطدام المروحية وطائرة الركاب قرب مطار ريغان

"الاتفاق غائب".. تعديل الموازنة يدفع الى انقسام نيابي

برشلونة يعلن رسميا تجديد عقد بيدري حتى 2030

مكتب السيستاني: يوم غد الجمعة هو الأول من شهر شعبان

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram