بغداد / أكرم عزيزفي احد الممرات بالكرادة وبين المحال التجارية، يجتمع الشباب هناك ليضع لهم احد المتخصصين بهذا العمل، الاوشام على صدورهم وأذرعهم. حيث أصبحت هذه "الموضة " شائعة جدا، والشباب يعتقدون بانها تلفت انتباه الفتيات. الوشم احد التقليعات الجديدة التي يحرص على وضعها أعمار معينة من الذكور، بينما الفتيات فلهن أيضا اوشام خاصة وهي ما تعرف باسم "التاتو"، حيث  بات الشباب من كلا الجنسين متأثرين بظواهر جديدة  في إتباع موضات مستوردة و ارتداء ملابس غريبة،واستخدام "مشية " خاصة لكل شاب!
يشير اشرف إلى مشهد أثار فضوله في احدى كليات الجامعة المستنصرية عن مجموعة شباب غريبي الأطوار.اشرف وهو طالب في كلية التربية يوضح بأنه يرى ستة شباب يرتدون في كل يوم ألوانا متشابهة، ويتفقون ايضا على ان يكون لون الحذاء موحدا، فضلا عن تسريحة الشعر والنظارات الشمسية. معتقدا بأنهم يستخدمون هذا الشكل لإثارة انتباه الآخرين على طريقة "خالف تعرف "!وعن رأيه في موضوع الأزياء والتغييرات الحاصلة في مظاهر الشباب التي تصل حد المبالغة أحيانا وفيما اذا كانت تستهويه قال: التغيير الجميل هو الذي يجذب الأنظار ولا يسيء لأحد أو للأذواق وليس الغريب أو المنافي للعادات والتقاليد.rn"ستايلات" عجيبة ويتحدث بعض الشباب عن ما أسموه بـ"الستايلات" الحديثة في ارتداء الملابس وطريقة المشي والموسيقى التي يسمعونها، ومنهم مجموعة تطلق على نفسها "الايمو ".ويشرح لنا ليث (26) عاما " عضو سابق " عن هذه الموضة قائلا: إن كلمة "الإيمو"جاءت من كلمة   Emo اختصاراً لـEmotion الانكليزية والتي تعني الانفعال والإحساس. وبدأت تظهر هذه الجماعات في واشنطن، ويعتبرون بأنهم تطور لجماعات البانكس punk شبه المنقرضة. مبينا بأنهم يتميزون -"الإيمو" - بان معظمهم من المراهقين الذين لا يتجاوز عمرهم الـ17 سنة، لهم طريقة عيش خاصة بهم، ولباس معين وموسيقى يتميزون بها، وهي من انواع موسيقى " الروك والميتال"، وعادة ما تتحدث كلماتها عن الألم والحزن. أما عن ملابسهم فيؤكد ليث بأنهم يرتدون  الجينز الضيق،والقميص الضيق الذي يحمل علامة "الإيمو" أو أحد شعارات فرق "الروك-إيمو"،وغالباً ما تكون القمصان سوداء ذات مربعات بيضاء وعلامات زهرية,  ويضعون "الحلق"  في كافة أعضاء الجسد, ويلبسون الكثير من الأساور، والنظارات  ذات الأطراف العريضة السوداء.بينما يصف  "احمد"  وهو مصفف شعر، مظهر زبائنه من الشباب المراهق، ويقول ":إن "القصات" والتسريحات  الغريبة هي السائدة اليوم، حيث يستخدم في تسريح الشعر  "الواكس"  وتصفيفه على طريقة "سبايكي"، أو "النكروش" أو الكبس "بالجل".احد زبائن احمد شاب وسيم قص شعره بطريقة "عرف الديك"، كما اتجه البعض الى حلاقة شعره بالكامل  كنوع من الموضة الدارجة، ليختار بإرادته أن يكون أصلعاً، لكنه لا يسلم من انتقادات المحيطين به في كثير من الأحيان.rnأنواع قصات الشعر ويعدد  "حاكم"  وهو مصفف شعر رجالي أنواع القصات والموضة للشعر، فمنها  "السبايكي والكات والكبس والتخصيل والحفر والتدريج " وغيرها من أسماء موضة تصفيفات الشعر المستوردة، التي جذبت إليها العديد من الشباب والمراهقين رغم تعرضهم للوم والتقريع من المجتمع المحيط بهم.أما "هادي" وهو مصمم أزياء فيرى أن هناك مبالغة في الاهتمام بالمظهر، ويؤكد ان الهدف من ذلك هو محاولة لفت الأنظار، لكن يجب أن لا يكون ذلك على حساب الذوق العام والسياق الاجتماعي المتعارف عليه.rnمخاوف اختلاط الحبر بالدموبالنسبة إلى نماذج الشباب العراقي الذين يحاولون محاكاة الموضات الغريبة، فيتقدمهم جاسم  "18سنة" إذ يقول ":كنت اشعر بالخوف من وخز الإبر واختلاط الحبر بالدم، لكن انتشار الوشم على أجساد من حولي جعلني استسلم". بينما يقلد "سليم الجبوري"، وهو شاب وسيم،  اللاعب الانكليزي "ديفيد بيكهام" في رسمه للوشم المزخرف، الذي يتربع بين يديه وكتفيه ورقبته، وكان ذلك مدعاة لأن يضع وشماً على كتفه. وفي تعبير عن الامتعاض من تلك الموضات المستهجنة، يتساءل الشاب العراقي "سلطان" في ذاته، عما إذا كان  جيل "الواكس والخصر الساحل" من الشباب سيقدم انجازاً علمياً أو مجتمعياً، لاسيما أن أغلبهم ممن ترك الدراسة والتجأ إلى " الحيلة " في العيش.ويشترك في  المداخلة زميله "فاروق"، الذي كان يستمع الى الحوار بالقول ":إن صرعتين للموضة تغزوان اهتمامات الشباب العراقي بين كلا الجنسين وكلاهما عبارة عن بنطلون الجزرة أو (بوري)، المعروف بضيقه من الأسفل، وبنطلون "الساغي" أو (الخصر الساحل) أو (الكاحت)، ويعني الممزق، و" البرموده"، ويعني نصف بنطلون و"الثلجي".rnبعد سنوات الحروب ترتدي الطالبة "سوسن الخفاجي" وهي في المرحلة الرابعة قسم اللغة الانكليزية زياً غريباً ب