عالية طالب ودعت ثماني سنوات وخطت نحو التاسعة في احتفالية عجيبة كانت كأنها بوتقة المجتمع العراقي وأطيافه وأحزابه وتكتلاته ومذاهبه وقومياته ونسائه ورجاله وشبابه وشاباته، احتفالية الخطوة التاسعة ستدخل بثبات وقوة ومهنية واحترافية ووطنية وانتماء ترجمتها "حشود" المحبة التي توافدت على المكان بلا انقطاع
حتى بعد انتهاء مائدة الإفطار العامرة بساعة وساعتين، مراسم قلوب عراقية أصيلة تعرف معنى أن تلم شملها مؤسسة تحفظ كيان الحريات وحرية التعبير ومفهوم الحقوق المدنية وصون الدستور، كنت أرقب السياسي وهو جالس مع الأديب والإعلامي وهما يناقشان أهمية وجود الإعلام النزيه عن التحزب والانحياز والسكوت عن الحق ويشيدان بالمدى، وكنت اسمع "عضو البرلمان وهو يحادث عضوا آخر ممن يشتد خلافهما في أروقة قبة البرلمان على واقع العملية السياسية ومناصبها ومسؤوليات إدارة دولتها، لكنهما في احتفالية "المدى" كانا لا يختلفان في الهدف ويناقشان التفاصيل المؤدية إلى النجاح والتميز ومفهوم المواطنة والمدافعين عنها كما فعلت"المدى" ببراعة المحب لوطنه وسيادته.المح الفنان المسرحي يجالس الأكاديمي المختص ويتفقان على مشاريع لا حصر لنجاحها وإبداعها وكما فعلت"المدى" باحتضان مبدعي عراقنا بلا استثناء وقدمت لهم مكانها في شارع المتنبي ليحتفي بهم وأسابيعها الثقافية وصفحاتها الإعلامية ومطبوعاتها المتميزة ودوراتها التأهيلية والتدريبية ومعارضها الدائمة للكتاب وقوائمها الدورية للدعم المادي والإعلامي للمشاريع المتميزة.زخرت الاحتفالية بحضور الشباب "شباب نصب الحرية" وتظاهرات إقرار الحريات وتكريسها، وحمل عنوان احتفالية المدى لفظة الشباب تأكيدا لأهمية دورهم في قيادة مستقبل العراق المرتقب بإبهاره على أيديهم، عزفت السيمفونية التي جاءت من إقليم كردستان برعاية كريمة من زوجة رئيس الجمهورية، السيدة التي تعرف كيف تؤازر الإبداع جيدا ببراعة المبدع، جاءت الفرقة بشاباتها وشبابها وقائدها المتميز فأبهرت الحضور وألهبت تصفيقهم وكانت ترجمة لرهافة الأذن الموسيقية العراقية وحبها للفن الراقي الأصيل، كل فعاليات الحفل قادها الشباب من فن تشكيلي إلى الغناء إلى العزف إلى الموسيقى إلى الفلم الوثائقي والى..وإلى.. وما أكثر ما زخرت به الفقرات من إبداع.هذا "الحشد" الرائع المنتمي إلى الكلمة الصادقة والمخلصة حقق في هذا الزمن الصعب الذي يعيشه العراق نجاحا يحسب للعراقي الصعب الذي لا يعطي ثقته بسهوله للآخرين، ولا يلتفت إلا بعد قناعة ثابتة بمن يستحق الالتفات حوله، ويترجم امتنانه لمن يقدم له المصداقية والشفافية والبرهان يترجمه مواقف تضامن وتواصل وعرفان ومحبة، وهو ما اتضح في الاحتفالية التي كانت بوتقة عراقية خالصة من برلمانيين وسياسيين ورجال إعلام وأدباء وفنانين وأكاديميين ورؤساء منظمات ورجال قانون وقضاء وطلاب ودارسين وهم من خصتهم المدى برعايتها وتكفلت بمصاريف دراستهم الجامعية لتقدم مساهمتها في رعاية الشباب الذين يستحقون كل اهتمام.السنة التاسعة بدأ "مداها" ومؤكد ستشهد السنة العاشرة حشدا اكبر يؤمن إن المدى المفتوح لكل الآفاق هو الباقي والراسخ والثابت في إعلام يكرس مواثيق الشرف ومبادئه المهنية الحقة ويعمل من اجل عراق يضم الجميع بلا استثناء ولا يقصي أحداً من مشهده الذي يعرف القاصي والداني براعته الفكرية والإبداعية الخلاقة دائما.
وقفة :حشود محبة "المدى"
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 5 أغسطس, 2011: 09:33 م