بغداد/ احمد الموسوي اجمع نواب على أن موقف رئيس الجمهورية جلال طالباني من التصريحات الاتهامية بين الأطراف السياسية والتي يتم الإدلاء بها على وسائل الإعلام جاء ليضع حداً لها. فيما وصف بعضهم طبيعة الحوار السياسي السائدة أنها تسهم برفع التوتر في الشارع العراقي.
النائبة عن ائتلاف العراقية شددت على أن تصريحات طالباني لم تأت من فراغ، وقالت "إن حصيلة العمل السياسي مليئة بالمهاترت والاتهامات، موضحة "أن تاريخ العمل السياسي يزخر بمثل هذه المهاترات، ومن غير المعقول أن تصب هذه الاتهامات بين الأطراف السياسية في مصلحة المواطن واستقرار الشارع".ونوهت الجبوري في اتصال هاتفي مع"المدى" أمس إلى "أن تراشق الاتهامات بين الأطراف خلال وسائل الإعلام الصلة الأساسية بين المواطن والسياسيين، سيكون له التأثير السلبي الكبير على الشارع العراقي".وأعربت الجبوري عن اعتقادها بأن "المواطن العراقي لن يذهب إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات القادمة بسبب عجر السياسيين عن تلبية احتياجاته واقتصار جزء كبير من نشاطهم السياسي على هذه المهاترات".وترى الجبوري أن الأحزاب السياسية لا تزال في طور النمو، مشيرة إلى انه "نحن بحاجة إلى فترة من الزمن لكي تنضج العملية السياسية وبالتالي نضج الأحزاب في العراق".ومن جهة أخرى اعتبر النائب عن ائتلاف دولة القانون علي الشلاه أن "رئيس الجمهورية جلال طالباني أراد أن يأخذ زمام المبادرة في وضع حد للغة الحوار المتدنية والتي يستخدمها بعض السياسيين".وعن مدى تأثير لغة التخوين بين السياسيين هذه على الشارع العراق قال الشلاه "لا بد من أن يكون هناك تأثير كبير، فلكل طرف سياسي جمهوره، هذا الجمهور يتبنى وجهة نظر طرفه السياسي وأحيانا يؤمن بها، وبالتالي من الممكن أن يؤدي شد الوتر بين الأطراف السياسية إلى زيادة في نسبة التوتر بين المواطنين"، وتابع الشلاه "أنا قلت مرة في مجلس النواب إن لغة الحوار التي يستخدمها بعض السياسيين لا ترقى إلى أن تكون لغة حوار سياسي".وطالب النائب عن ائتلاف دولة القانون أن يكون هناك ميثاق شرف سياسي قائلاً "نحن بحاجة أيضا إلى ميثاق خاص بالسياسيين وذلك للحفاظ على لغة الحوار السياسي من الانزلاق إلى منحدر الاتهامات والتخوين، ومن غير الصحي أن تستمر لغة التخوين بين السياسيين لما لها من تأثير سلبي يصل حتى إلى الطفل العراقي".وفي سياق متصل أكدت النائبة عن تحالف الكتل الكردستانية آلا طالباني في اتصال أجرته المدى أمس "إن رئيس الجمهورية متخوف من هذه المسألة لما لها من تأثير على سير العملية السياسية، فأحيانا كثيرة يتم الاتفاق على أمور معينة داخل الاجتماعات بين القادة السياسيين، إلا أنهم في الكثير من الأحيان يدلون بعد هذه الاجتماعات بتصريحات لا تمت بصلة إلى ما توصلت إليه هذه الاجتماعات". وتابعت طالباني "يتبين من هذه التصريحات أن أصحابها لا يعرفون بحقيقة الواقع السياسي".وبينت طالباني "أن بعض التصريحات تنم عن عدم شعور بالمسؤولية من قبل السياسي تجاه الشارع".وعرجت النائبة عن تحالف الكتل الكردستانية على "أن المسؤولين بحاجة للمزيد من المسؤولية بما يدلون به حتى أن في بعض الأحيان من غير الضروري التصريح تجاه قضايا معينة وخاصة عندما تكون هذه القضية محور بحث وتفاوض بين الأطراف السياسية لحين أن يتم التوصل إلى حل معين تجاه هذه القضية".ومن جهة أخرى اعتبر أستاذ العلوم السياسية عبد الجبار احمد أن اللغة السياسية ذات الطابع التخويني،السائدة بين الأطراف تعود إلى أزمة الثقة بين هذه الأطراف السياسية نفسها، وتحدث الأستاذ في العلوم السياسية في اتصال أجرته المدى قائلاً "إن المواطن لا يعلم بحقيقة ما يجري داخل الاجتماعات بين القادة السياسيين وبالتالي هو يتماهى مع التصريحات".وأضاف عبد الجبار أن "العراق من أكثر البلدان في العالم امتيازا بكثرة تصاريح السياسيين على كافة الأصعدة (التشريعية،القضائية، والتنفيذية) وبالتالي لا بد من تحديد وسائل لضبط هذه التصريحات"، وتابع قائلا "إن الضمير الذاتي للسياسي هو ذلك الدافع الأساسي والذي يجب أن يضعه نصب عينيه عند إدلائه بالتصريح، مبديا المصلحة العليا للبلد على المصالح الشخصية الضيقة"، وتابع: "إننا بحاجة إلى تنشيط دور منظمات المجتمع المدني في هذا المجال،كما أن الممكن أن تخصص بعض الصحف أعمدة في صفحاتها تختص برصد هكذا تصريحات وكشف أسبابها ودوافع المدلين بها".وفي سؤال عن أهداف هكذا تصريحات أجاب "غالبا ما يلجأ السياسيون من خلال هكذا تصريحات الى تحشيد الشارع والمواطنين بما يتناسب مع مصالحهم وأجنداتهم السياسية".يذكر ان رئيس الجمهورية جلال طالباني اصدر بيانا الخميس الماضي طالب فيه الأطراف السياسية بتوفير أجواء أكثر صفاءً والامتناع عن كل ما من شأنه أن يعكر الأجواء ويزيد من نسبة التوتر.
سياسيون لـ"المدى": الابتعاد عن لغة التخوين الطريق الأقرب لحل الـخلافـات
نشر في: 5 أغسطس, 2011: 09:36 م