في مثل هذا اليوم من عام 1955 أعلن عن وفاة إحدى أميرات الأسرة المالكة في العراق انتحارا، وكانت تلك من الحوادث التي هزت المجتمع لغرابتها وسببا لتقولات عديدة أطلقها خصوم النظام، وعلى وجه التحديد على الأمير عبد الإله شقيق الأميرة المنتحرة.
كانت الأميرة جليلة أصغر بنات الملك علي بن الحسين شقيق الملك فيصل الأول، وقد ولدت عام 1922، وانتقلت مع أسرتها إلى بغداد بعد انتهاء العهد الهاشمي في الحجاز، وتزوجت في عام 1947 من ابن خالها الشريف حازم بن سالم بن عبد الإله، وكان أكبر منها بستة عشر عاما. وتذكر شقيقتها الأميرة بديعة في مذكراتها المنشورة باسم (وريثة العروش) أن زواج جليلة كان قلقا، وبعد عودتها مع زوجها من فرنسا في السنة الأولى لزواجها، بدأت حالتها النفسية والصحية تتراجع ، وقيل إن حالات غير طبيعية ووساوس كانت تداهمها بين حين وآخر ولا تعرف أسبابها ، وفي مساء يوم 29 من كانون الأول 1955 سكبت النفط على نفسها وأحرقتها في حمام البيت ،على الرغم من المراقبة المستمرة لها . وشيع جثمانها إلى المقبرة الملكية في الأعظمية، وأقيمت الفواتح على روحها في عدد من المدن العراقية، وأعلن الحداد من قبل الحكومة والبلاط الملكي مدة ثلاثة أيام.
لقد حاقت بأسرة الملك علي في العراق نكبات عديدة، منها وفاة الملكة عالية بمرض السرطان وانتحار شقيقتها جليلة ومصرع عبد الإله وأخته وأمه في أحداث ثورة 14 تموز 1958.