TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما يا عراق: يا شعبنا

سلاما يا عراق: يا شعبنا

نشر في: 6 أغسطس, 2011: 08:40 م

 هاشم العقابيكنت اتوقع أن موجة الحر الأخيرة بالعراق ستكون فرصة لعودة التظاهرات إلى الواجهة بشكل اشد حرارة. وحين أعلنت الحكومة أن يوم "الحر" عطلة رسمية في كثير من المدن وبينها بغداد العاصمة، وجهت نظري صوب البصرة قبل غيرها. فأهل البصرة هم أول من انتفض في منتصف العام 2010 ضد جريمة حرمانهم من الكهرباء في عز الصيف. لذا ظننت هذه المرة أن تهب البصرة من جديد لتجعل من يوم عطلة الجحيم يوما لإيقاف من ظلم الناس عند حده، ولتعيد به ذكرى انتفاضتها الكهربائية. لكن خاب ظني.
ان موجة الحر ليست كارثة مفاجئة مثل اعصار توسونامي او تحطم طائرة، حتى نحيلها للقدر ونعفي الحكومة من تحمل مسؤوليتها. فهي ظاهرة موجودة في العراق منذ الأزل. والدول اعتادت ان تنقذ شعوبها منها بمخترع انساني، صار قديما جدا، هو الكهرباء. وأي حكومة لا تستطيع توفير الكهرباء لشعب يعيش تحت خمسين درجة مئوية حرارية أو اكثر، وهي تمتلك الإمكانات لذلك، خلال سنة أو سنتين لا أظنها تصلح لإدارة مدرسة ابتدائية وليس لإدارة شؤون بلد. فما بالكم أن لم توفرها خلال ثماني سنوات؟ في عمود الأمس مررت على سرقات ومواعيد لم تنفذ. وأسئلة ظلت بلا جواب، لم نأت بها من عندياتنا، بل جاءت على لسان عضو في مجلس النواب. ثم كشفت الأخبار عن محطات فساد أخرى ومليارات تنفق باسم الكهرباء من المال العراقي على شركات وهمية بلبنان وكندا. أضف لذلك ما صرح به وزير المالية قبل أيام بان المبالغ التي أنفقت على الطاقة الكهربائية في العراق منذ 2003 تكفي لشراء شقة تمليك مؤثثة في منتجعات أوروبا الفخمة لكل عائلة عراقية. والطامة الكبرى انه مع كل ذلك لا توجد كهرباء. يا عم: جزنا من العنب ونريد شقتنا.كل هذا يحدث علنا وعينك عينك، والشعب ساكت. فما الذي يمنع الحكومة من ألا تستهين بمطالب شعب أن هو ارتضى الهوان؟ يكذب من يقول انه الصبر الذي ترغمنا عليه الظروف. فالصبر ليس له حدود، حسب، بل وليس مرغوب به في كل الأوقات. فهناك الصبر السلبي الذي يعني الاستمتاع بدور الضحية. ويعني أيضا تحمل الذل والمهانة تحت ذرائع وحجج ما هي إلا حيل دفاعية للتغطية على تقبل الظلم واستطابته. لست هنا في معرض التحريض على العصيان المدني، كما يحلو للحكومة أن توصفه أحيانا، فدعوة الناس كي تأخذ حقوقها الدستورية بالتظاهر والاحتجاج من اجل إنقاذ حياتها من الإبادة، ليست دعوة للعصيان. أوعدوا الشعب أن العام 2009 سيشهد انتهاء مشكلة اسمها الكهرباء. وحل الموعد ولم ينفذوا من دون ان يستحوا او يعتذروا من الشعب. ألم نقل أن "من لا يستحي منك لا تستحي منه"؟ فعلام هذا "الحياء" ؟ وهل هو حياء حقا أم ...؟أوعدتك، أمس، يا شعب أن افتح قلبي وأناشدك. وها انا أناديك مرة أخرى بمقطع من قصيدة كنت قد كتبتها لك يوما:وينك يا شعب وينك؟اذا ما تدري بيك شصار؟ .. گابل صورتك وتبحر بعينكشوف الحزن بيك شسوه يا مسكين .. وشوف بيا قهر گضيتها اسنينكغم هذا العمر من يگضي سكته وخوف .. شمتاني بعد ما تطلب بدينك؟شگ ثوب الصبر وطلع على الباگوك .. خذوا صوتك وباگوا فرحة اسنينكلتصدگ اذا گالوا نفكر بيك .. بس احنه النذكرك همه ناسينكاطلع للشوارع دوس فوگ الخوف .. يمدوخ الدنيا سنين چا وينك؟شجاك ودامنت عالسكته مدري شبيك؟ .. وشظل بعد متطلع سوادينك؟انها شقشقة هدرت. وأسأل الله في هذا الشهر، الفضيل الملتهب، أن لا يجعلها تستقر حتى يستعيد العراقيون فرحتهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram