رعد العراقي ربما تكون شهادتنا مجروحة حينما نغوص في ثنايا بيت المدى الرائع فأحاديث الأبناء تبقى في عيون الآخرين اقرب الى المجاملة وتمجيد الذات لكن طريق الحق والكلمة الصادقة التي وجدناها في رحاب المدى وطوعنا أقلامنا على ان نخطها في كل مواقفنا هي من تجبرنا اليوم على ان ننزع كل وجوه التردد والخوف وننطلق نحو آفاق الإدلاء بشهادة بيضاء لا تعرف غير الحقيقة عنواناً.
قبل سنتين تشرفت ان أكون احد أعضاء (المدى الرياضي) والحق اني تمنيت ان اكون وسط نخبة رائعة من الصحفيين الرياضيين طالما تابعت كتاباتهم التي اخذت منحى جديداً ومختلفاً في عرض المعلومة والخبر الرياضي والتحليل والإبحار في أعماق الموضوعات الساخنة، تشخيص دقيق وطرح جميل للحلول بمهنية عالية وجرأة كتابية اشتقنا اليها طويلاً. حينما كتبت موضوعي الأول تكلمت مع الزميل المبدع إياد الصالحي رئيس القسم الرياضي وسألني سؤالا صريحاً هل تكتب بدافع العاطفة ام لأجل كلمة حق ، وهل يمكن ان تنتقد يوما إياد الصالحي اذا شعرت انه أخطأ ؟ جوابي كان بمستوى صراحته حينما أخبرته بأن الإنسان لا يمكن ان يتجرد من العاطفة لكنها بذات الوقت لا يمكن ان تكون هي من تسيّر آرائنا وتشخيصنا لجميع المواقف وإذا كنت تضعني في اختبار المجاملة فانا انتقدك الآن لأنك حاولت ان تصادر حقاً لي في ان أبني مواقفي في الوقت واللحظة المناسبة التي تستوجب ان اقول رأياً بها بكل صراحة! ضحك وقال يا رعد نحن نبني هنا أنموذجاً جديداً عنوانه حرية الرأي بعيداً عن كل الضغوط وهدفنا الإصلاح وليس الانتقام والساحة الرياضية بكل شخوصها هم سواسية أمامنا لا يميز البعض عن الآخر سوى عمله وحرصه على تطوير الرياضة العراقية ، تلك هي الأسس التي نعمل بها ونتمسك بالمهنية الصادقة في كل خطواتنا، تلك هي أجواء العمل في مطبوع أراد ان يكون منذ ولادته قبل ثماني سنوات ساحة مفتوحة للعمل المهني الجاد والكلمة الجريئة في تشخيص الأخطاء من دون ان تنال منها مقصات الرقيب او المصالح الشخصية وآفة المجاملات التي ابتلينا بها. لقد استطاعت (المدى) ان تصنع عهداً جديداً ومتميزاً للصحافة العراقية بعد ان حررت الأفكار ودفعت بالاقلام نحو طريق التحرر من الخوف والانطلاق نحو التجديد والابتكار والمنافسة الشريفة ليكون القارئ هو صاحب الرأي والحكم على نجاحها حينما يشعر انها تسابق الزمن لتكون متميزة من اجله أفعالا وليس أقوالا. نحن اليوم عندما نحتفل بالذكرى الثامنة لصدور (المدى) فإننا نتذكر بفخر واعتزاز جهود الأخوة في القسم الرياضي وما قدموه من جهود كبيرة اسهمت في رسم بصمة مميزة على الساحة الرياضية وجعلت من الصحيفة ملاذاً للأصوات الحرة والتغطية المميزة للأحداث الرياضية أشاد بها الأخوة العرب ونالت الجوائز التقديرية وآخرها حصولها على جائزة أفضل تغطية لصحيفة عراقية لبطولة كأس الأمم الآسيوية 2011 . من حقنا أن نفتخر بأننا جزء من هذا البيت الصحفي الجميل وأن نواصل الجهود من اجل الارتقاء به نحو آفاق واسعة نخترق بها حدود المحلية ونفرض تواجداً على الساحة الصحفية العربية بثقة اكبر وبأسلوب متميز ونكهة عراقية تستمد جذورها من بلد الحضارات والأصالة والثقافة . مبارك للجميع .. وشكرا للمدى لأنها منحتنا معنى آخر لحرية الرأي والكلمة الصادقة لنكون اقرب الى نبض الشارع الرياضي وأكثر دقة وحرصاً في تناول الأحداث بحيادية أصبحت ركناً مهماً في روحية وتوجه كل العاملين بها.
في رحاب المدى: لحرية الرأي معنى آخر
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 6 أغسطس, 2011: 09:01 م