TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عواقب بسماية ورسالتها

عواقب بسماية ورسالتها

نشر في: 28 ديسمبر, 2012: 08:00 م

مشروع بسماية وحتى أجل غير مسمى كما يبدو من تصريحات النواب وكما جاء في جريدة المدى ليوم 25/12/2012 وتعزى الأسباب الى قلة المسجلين على الوحدات السكنية لأنها وببساطة مكلفة وهذا فشل ذريع للتصميم ودراسة الجدوى الاقتصادية أولاً. مما يعني أن الشريحة المستهدفة لم تتجاوب مع المشروع.

كما أن الدفع الآجل والبرلمان والحكومة كأطراف نزاع كان سبباً رئيسياً ثانياً لمشكلة بسماية التي يبلغ عدد وحداتها السكنية  ( 100 ألف ) وتستوعب ستمائة ألف عراقي. وهذه ضحية لا نعلم ما يأتي بعدها نتيجة مشكلة الدفع الآجل الذي تقيده السياسة أو المناكفة وليست المعارضة الايجابية. وثالث الأسباب أن الشركة الكورية تريد ضمانات من البرلمان لأنها تعتقد أن الحكومة (الوزارة/ الجهاز التنفيذي) في دولة ديمقراطية يمكن أن تسقط وتأتي غيرها فهنا استجارت الشركة الكورية بالرمضاء أي أنها استعانت بمن يعارض الفكرة أساساً.

ماذا يعني هذا وفق أبسط المقاييس؟ يعني أولاً أن المشروع لم تدرس جدواه وإلا كان سبباً على الأقل بتحويل مبالغ معينة للشركة المنفذة أو غيرها وأن الشريحة المستهدفة ليست لها ثقل انتخابي فلو كانوا هؤلاء من سكان العشوائيات ينتقلون مجاناً أو بإقساط زهيدة .  لزايد عليهم الكثير من الساسة المعارضين أو على الأقل يسكت الباقون خوفاً من الناخبين.  كما سكنوا وتبرؤوا من التموينية أو التعرفة الكمركية  ويسكتون كذلك في قضايا سياسية لأنها لا تفيد عند التوظيف السياسي.  وهي ليست مجال بحثنا.

فإن بسماية أكبر مشروع لأكبر محتاج وهي بغداد إذ لديها حسب إحصائيات التخطيط  24% عجز، أي ربع العاصمة محتاجون الى سكن، تأتي بعدها الموصل 22% عجز.  ولذلك فشلت بسماية لأنها لم تستهدف هؤلاء الذين ينضم قسم كبير منهم الى مساكن طينية أو متهرئة البالغ عددها وحسب إحصائية التخطيط ( 421404 ) دور. هؤلاء هم الشريحة المستهدفة وكانت "حوبتهم" كبيرة، إذ جعلت  ولاة الأمر كيدهم بينهم  .  وهم يعلمون أولاً بهذه الإحصائيات والا كيف يخططون لأن التخطيط ليس عملية فنية فحسب.  وبالإضافة لهذا العجز في السكن تتحدث التخطيط عن مليون وحدة سكنية للسنوات الخمس القادمة ونحن لحد الآن لم تقدم  10%  منها التي هي بسماية، باعتبارها مئة ألف وحدة سكنية   .

ألا يعلم السادة المخططون أن في البلد 11%  من السكان معدمون بالكاد يجدون الطعام الكافي، يتكونون من 40% كبار سن، 30%  نساء حوامل وغير متمكنات و17%  حالات مستعصية وعوق (مجلة الثقافة الجديدة  عدد /  353 ــ 354/ 2012 ص97 ).  هل هذه الشريحة لها نصيب في بسماية وغيرها. أم في صندوق الإسكان الذي لم يقرض غير (16 ألف قرض). ولدينا عجز فعلي الآن ( 759122 ) داراً.

في الختام أن تجربة بسماية درس قاس علينا التعلم منه الكثير سواء  في التخطيط والسياسة والهندسة والاقتصاد والاستفادة من تجارب الشعوب في البلدان النامية وحتى تجارب إسكان المهجرين أثناء الحرب العراقية الإيرانية ووحدات قليلة الكلفة المحسوبة  ( كلفة ومناخياً وأرضاً ) والعودة لها ومثلها كتجربة يعني استمرار العجز الحقيقي أعلاه وإعادة إنتاجه لأن التصويب على الهدف كان خطأ فادحاً.  لأن المستحق كان خارج اللعبة ولأن العملية كانت استعراضية أكثر منها استحقاقاً لمستحق كان خارج اللعبة ولأن العملية كانت استعراضية أكثر منها استحقاقاً لمستحق مع مشكلها التمويلية  ، ولكن المصادر المتاحة كثيرة إذا كان هناك جد وصدق، فقنوات التمويل كثيرة ومشروعة فهي من أموال صناديق التقاعد وما أكبرها، وأموال مصارف الرافدين والرشيد و    TBI المتخمة وأموال الأوقاف التي لا نجد أنسب من إسكان العشوائيات ثواباً وحتى الفائض السيادي للبنك المركزي من الاحتياطي بالإضافة الى حصة الموازنة الاستثمارية .      

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. علي الخزعلي

    لو كانو جادين في تلبية احتياجات الفقراء لاشترت الحكومة وحدات سكنية كثيرة تدفع كل سنة بواقع 3 مليار دولارمن الميزانيةوتسكن فيها ساكني العشوائيات بدلا من فكرة توزيع الفائض النفطي سيكون بامكان الحكومة توزيع 30 الف شقة سكنية اذا كان سعر الشقة 100 الف دولارمجا

  2. علي الخزعلي

    لو كانو جادين في تلبية احتياجات الفقراء لاشترت الحكومة وحدات سكنية كثيرة تدفع كل سنة بواقع 3 مليار دولارمن الميزانيةوتسكن فيها ساكني العشوائيات بدلا من فكرة توزيع الفائض النفطي سيكون بامكان الحكومة توزيع 30 الف شقة سكنية اذا كان سعر الشقة 100 الف دولارمجا

يحدث الآن

أطراف شيعية تفضل "الحرب" على حضور "الشرع" قمة بغداد!

المرأة الموصلية تغزو سوق العمل.. الاستقرار الاجتماعي أبرز الأسباب

كاردينال ساكو: نتمنى من البابا الجديد مواصلة تعزيز الحوار بين المسيحيين والمسلمين

انكماش يُنذر العراق بأزمة مالية "الأشد" منذ سنوات

العمود الثامن: حلال وحرام !!

ملحق معرض اربيل للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: البابا فرنسيس وعقدة ساكو

العمود الثامن: درس بارزاني

22 عاماً بين "جمهورية الخوف" و"دولة المافيا"

(50) عاماً على الحرب الأهلية اللبنانية حياة بين قذيفتين

العمود الثامن: حلال وحرام !!

العمود الثامن: حلال وحرام !!

 علي حسين اقرأ في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي خطب ثورية تتهم الحكومة "بالانبطاح" لأنها اطلقت سراح احمد العلواني المتهم بقتل أحد افراد القوات المسلحة عام 2013، والغريب ان معظم المعترضين ينتمون الى جهات...
علي حسين

قناديل: ميراثُ (يوسا) أكبر من رواية وسياسة

 لطفية الدليمي لا أحبُّ المراثي والمقالات التأبينية. كلّما سمعتُ بخبر رحيل شخصية ذات مثابة عالية في أيّ نشاط معرفي أو إبداعي كان هذا الرحيل إيذاناً بمعاودة التفكّر المديد في هذه الثنائية الغريبة للحياة:...
لطفية الدليمي

التغيرات المناخية وتداعياتها في العراق.. واقع صارخ ومعالجات متعثرة

د. كاظم المقدادي (1) العراق من البلدان الأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية الكبيرة والمتسارعة، التي يشهدها العالم، والتي تحولت الى واحدة من أخطر المشكلات البيئية الساخنة عالمياً. وإودراكاً لخطورتها، إعتبرتها الأمم المتحدة قضية مصيرية، منبهة...
د. كاظم المقدادي

"النظام السياسي" في العراق وإنهيار أسعار النفط؟

دعماد عبد اللطيف سالم هذا المقال يُحاوِلُ (بإيجازٍ شديد) تقديمَ "وجهة نظر شخصيّة" لتحليل " الميكانزمات –الآليات" التي يعمل بها الريع النفطي بشكلٍ خاص، و"الفائض الاقتصادي الفعلي" الذي تهيمن عليهِ "الدولة" الريعية بشكلٍ عام،...
د.عماد عبد اللطيف سالم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram