- قال الحسن البصري رحمه الله: ان الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته الى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا! فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون! ويخسر فيه المبطلون!
- قال محمد بن واسع:إن كثرة الطعام تمنع صاحبها عن كثير مما يريد. وقال سلمة بن سعيد: ان كان الرجل ليعير بالبطن كما يعير بالذنب يعمله! وقد تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: «كف عنا جشاءك، فان اطولكم شبعا في الدنيا اطولكم جوعا يوم القيامة».- قال النبي صلى الله عليه وسلم لاشج عبدالقيس: «ان فيك لخلقين يحبهما الله: الحلم والأناة. قال يا رسول الله، أهما خلقان تخلقت بهما، ام جبلني الله عليهما؟ قال: بل جبلك الله عليهما. فقال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما ورسوله».- دخل صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد، فاذا هو برجل من الانصار يقال له ابو امامة، فقال له: يا ابا امامة، ما لي اراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: «افلا اعلمك كلاما اذا انت قلته اذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك؟ قال: قلت بلى يا رسول الله، قال: قل اذا اصبحت واذا امسيت: اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن، واعوذ بك من العجز والكسل، واعوذ بك من الجبن والبخل، واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، قال: ففعلت ذلك فاذهب الله عز وجل همي، وقضي عني ديني».- عن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله: الا تستعملني؟ فضرب بيده على منكبي ثم قال: «يا ابا ذر انك رئيف وانها امانة وانها يوم القيامة خزي وندامة إلا من اخذها بحقها وادى الذي عليه فيها. فضل الدعوة  الدعوة الى الله تعالى هي اشرف مقامات التعبد، وهي وظيفة الأنبياء، والداعي الى الله هو نبراس يضيء الطريق للضالين وتسير معه الملائكة وتصاحبه في الفكر والذكر والدعاء اينما حل واينما ارتحل.والدعوة هي الهدف الاسمى من خلق الانسان اذ بها يعرف العباد ربهم، قال تعالى «وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون»، وقد جاء كل نبي يأمر بالدعوة، فيدعو قومه لعبادة الله وتوحيده، وادل على ذلك خير داع وهو سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي اخرجنا من الظلمات الى النور ورسم لنا طريق الهداية وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك.ولنا في اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة في الدعوة الى الله تعالى، وها هو مصعب بن عمير أول سفير في الاسلام يترك حياة الترف والنعيم ويسافر الى المدينة المنورة ليواجه التقشف وحياة الناس العامة، ويدعو الناس الى عبادة الله الواحد، وقد اسلم على يديه الكثيرون، ولماذا ترك مصعب متاع الدنيا؟.. لأنه عرف فضل الاسلام والدعوة اليه، انها حياة الايمان وحياة النور لا يشعر بسعادتها الا الاتقياء والورعون الذين اصطفاهم الله من خلقه.