علاء حسن بعد تعرض السفير الإيراني في بغداد لحادث سقوط عارضة تفتيش داخل المنطقة الخضراء على مركبته، أعلنت الحكومة تشكيل لجنة تحقيقية للوقوف على أسباب الحادث، وكغيرها من ملايين اللجان لم تكشف الجهات الرسمية عن النتائج، والقضية لا تقبل التأجيل او التسويف، خصوصا ان العراق مازال يتعرض لتجاوزات إيرانية بدءا من قصف القرى الحدودية،
في إقليم كردستان مرورا بقطع مياه نهر الوند، واثر ذلك ارتفعت أصوات داخل مجلس النواب، تطالب باستضافة وزير الخارجية لبيان الإجراءات العراقية تجاه المواقف الإيرانية، في حين ذهب النائب عن ائتلاف الكتل الكردستانية محمود عثمان الى المطالبة بكشف مذكرات التفاهم الأمنية السرية المبرمة بين بغداد وأنقرة وطهران.مع انشغال المشاهدين العرب خلال شهر رمضان بالمسلسلات العربية، افتقدوا هذا العام فرصة متابعة المسلسل السوري الشهير باب الحارة، أما العراقيون فمازالوا يتابعون مسلسلا آخر بعنوان "باب الجارة " يستعرض في حلقاته الاعتداءات الإيرانية، وحلقاته مفتوحة، تبدأ بفتح مياه البزل على مناطق حدودية جنوب شرقي البلاد، ودعم الميليشيات بالأسلحة والكواتم، وسرقة آبار النفط العراقية بالحفر المائل، وتكرار القصف المدفعي لقرى حدودية في إقليم كردستان، وغيرها من الحوادث الأخرى التي جاءت في مسلسل " باب الجارة" المنتج خصيصا للمشاهد العراقي، لتعميق شعوره بدور دول الجوار في دعم تطلعاته في توطيد نظامه الديمقراطي ومساعدته في استقرار أمنه.ترسخت أحداث مسلسل "باب الجارة " في أذهان العراقيين وباستطاعة احدهم استرجاعها في كل دقيقة من دون الحاجة لعرض الأحداث عبر شاشات التلفزيون، والجانب المأساوي في المسلسل يتجسد باحتفاظ إيران وحتى هذه اللحظة بمئات المعتقلين العراقيين صدرت بحقهم أحكام بالسجن لا تنسجم مع التهم الموجهة إليهم، وهي عبور الحدود بطريقة غير شرعية، والمضحك في هذا المشهد ان الجانب العراقي وتنفيذا لاتفاق تبادل المعتقلين، أطلق سراح الإيرانيين، وتجاهل المطالبة بمعتقليه، وعندما دخلت لجنة حقوق الإنسان النيابية على الخط تم إبلاغها من قبل وزارة العدل بأنها تلقت وعودا من طهران لإطلاق سراح المعتقلين، وبعد زيارة وزيرنا الى إيران، أكد قرب إطلاق سراحهم، في حين لم يتضمن مسلسل باب الجارة مشهدا واحدا يؤكد الإفراج عن معتقل واحد.المتابعون للمسلسل يتساءلون عن أسباب اتخاذ إيران مواقف لا تخدم تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، باستثناء حجم التبادل التجاري من طرف واحد وتكبر التساؤلات، ولكن لا احد من الجانب العراقي يكشف السر، ويعلن بصراحة ان مسلسل "باب الجارة " تم إعداده وإخراجه من الطرف الآخر، ولنا حق الاستمتاع بالمشاهدة، من دون تعليق او استفسار او احتجاج.إيران ؤول دول المنطقة رحبت بالعراق الجديد، وأبدت دعمها اللامحدود في المجالات كافة لشعبه وحكومته، وبعض القوى السياسية مازالت تحتفظ بعلاقاتها المتينة مع طهران، وبرغم ذلك لم تستطع أن تقنع المسؤولين هناك بانتهاج سياسة أخرى تعبر عن صدق النيات والحرص على تحقيق مصالح الشعب العراقي، حتى أصبحت السياسة الإيرانية موضع خلاف بين الأطراف المشاركة في الحكومة. الجهات الرسمية أعلنت أكثر من مرة التزامها وتمسكها بالخيار الدبلوماسي لحسم الملفات العالقة والشائكة مع إيران، ومع مرور الوقت لم يلمس العراقيون المتابعون لمسلسل باب الجارة موقفا ايجابيا يضع حدا لتساؤلاتهم حول التجاوزات المستمرة، وهناك سؤال موجه للطرف العراقي اين حضورك في"باب الجارة"، مع تمنيات المشاهدين العراقيين بأن لا يكون طرفنا ضحية او متهما بارتكاب جريمة فيجبر على المثول أمام محكمة في طهران.
نــص ردن :بــاب الجــارة
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 7 أغسطس, 2011: 08:59 م