عن/ نيويورك تايمز للمرة الثانية خلال أسبوع واحد تقوم قوات مشتركة عراقية – أميركية بغارات تستهدف متمردين و تؤدي إلى مقتل مدنيين. حيث ذكر شهود في قرية الإسحاقي جنوب تكريت أن قوات عراقية أميركية مشتركة قامت يوم الجمعة الماضي بفتح نيران أسلحتها على مدنيين مع رمي رمانات يدوية أثناء شنهم غارة في المنطقة.
و يقول أهالي القرية إن القوات ردت على إطلاق نار صادر من القرية، ما أدى إلى مقتل فتى يبلغ الثالثة عشرة من العمر و ضابط شرطة كان يتمتع بإجازته، واقر مسؤولون عسكريون أميركان بالعملية دون إعطاء تفاصيل عنها. يقول العميد جيفري بيوكانن، الناطق باسم الجيش الاميركي في بيان له "إنها عملية خططت لها ونفذتها قوات محاربة الإرهاب العراقية و هي المسؤولة عن كل النشاطات التي جرت على الأرض، أما الاميركان فقدموا الإسناد لها من خلال طائرات الهليكوبتر و بعض المستشارين الاميركان". و أضاف "وبسبب القتال الذي اعقب ذلك، فقد استجابت قوات أميركية إضافية تكفلت بتأمين المنطقة لكنها لم تشارك في العملية". لم يذكر البيان ما إذا كانت القوات الاميركية قد أطلقت النيران من أسلحتها أم لا. من جانب آخر رفض الناطق باسم القوات الخاصة العراقية التعليق على الموضوع. من المؤكد ان هذه العملية، التي جاءت بعد غارة 30 تموز في قرية الرفيعات، سوف تعقد المحادثات بشأن بقاء القوات الاميركية بعد نهاية العام. فوسط ضغوط من المسؤولين الاميركان الذين قالوا سابقا بوجوب بقاء بعض القوات في العراق، أعلنت الحكومة العراقية الأربعاء أنها ستبدأ بالتفاوض حول استمرار وجود القوات الاميركية. بعض السياسيين كانوا ضد الاميركان في غارة الجمعة وانتقدوا القوات الاميركية في الصحف المحلية لانتهاكها السيادة العراقية. و حسب مسؤولين عسكريين أميركان، فان عملية الإسحاقي كانت تستهدف خلية من المتمردين الذين كانوا يخزنون المتفجرات. و لم يعرف حتى الآن هل تم العثور على هؤلاء المتمردين أم لا. و قال المسؤولون بأنهم وفروا دعما بالهليكوبتر و ربما سبّب ذلك اشتباها بان الاميركان هم الذين نفذوا العملية، كما ان ملابس الجيش العراقي قد جعلت الناس تعتقد ان الاميركان هم من قام بالعملية بسبب التجهيزات والأساليب. لكن بعد التساؤلات المبنية على تقارير شهود عيان، اصدر الاميركان بيانا يقول إن بعض القوات الاميركية قد شاركت في العملية. وقال مسؤول محلي و اثنان من الشهود بان إطلاق النار بدأ عندما أطلق احد أهالي القرية النار على القوات لاعتاده بأنهم من اللصوص. تقول غنية غماس "سمعنا إطلاق نار قرب بيتنا، فاستيقظ ولدي واتجه إلى الحديقة لأنه كان خائفا فأطلقوا النار عليه و على والده". اما الغارة التي شنت في 30 تموز في قرية تزرع العنب في منطقة الرفيعات، فقد خلفت ثلاثة قتلى من بينهم احد الشيوخ، و هناك تقارير متضاربة حول من الذي أطلق النار أولا. و قال الجيش الاميركي بان الاميركان شاركوا مع العراقيين الا ان الغارة كانت موضع خلاف لعدم العثور على الهدف. ويقول مسؤولون محليون مع إن القرية كانت تتعاطف مع المتمردين سابقا إلا أنها ليست معقلا لهم. من جانب آخر يود الاميركان إبقاء بعض القطعات في العراق لخلق توازن مقابل إيران. كما أن الكثير من الساسة العراقيين والقادة العسكريين يعتقدون بحاجتهم الى المساعدة الاميركية في تدريب القطعات العراقية. لكن هناك آخرون، خاصة رجل الدين مقتدى الصدر، يقولون إن بقاء القوات في العراق هو استمرار للاحتلال. أما بالنسبة إلى محمد فرحان، مزارع من الاسحاقي، فان النزاع السياسي قد أصبح مسألة شخصية، وأضاف أن القوات العراقية و الاميركية طرقوا بابه بالساعة الثانية صباح الجمعة و قاموا بتكتيفه مع ثلاثة من اقربائه و أخرجوهم خارج الدار. ثم قاموا بتفتيش بيته و سرقوا منه صكا و جواز السفر العائد لشقيقه". ترجمة عبدالخالق علي
عملية الجمعة بتكريت تعقد محادثات بقاء الأميركان
نشر في: 7 أغسطس, 2011: 09:12 م