اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > على هامش الصراحة: عن النقود واستبدالها (1)

على هامش الصراحة: عن النقود واستبدالها (1)

نشر في: 8 أغسطس, 2011: 08:24 م

 إحسان شمران الياسريأعلن البنك المركزي العراقي إن الكتلة النقدية المتداولة بحدود (30) تريليون دينار عراقي، وهي الكتلة التي ستخضع لعملية الاستبدال عندما يباشر البنك طبع السلسلة النقدية الجديدة بعد حذف الأصفار الثلاثة.
وكأمة بدأت بواكير الحضارة الإنسانية من أرضها، علينا أن نكون فخورين بوجود مؤسسة كبيرة وعريقة في بلادنا مثل البنك المركزي. فهذهِ المؤسسة التي تطرح إلى الناس واحدة من أهم رموز سيادتهم، وهي النقود، تستحق منا الوقوف باحترام وأداء التحية.. فمن بين كل المؤسسات (المهمة) وغير المهمة في بلادنا، يقف البنك المركزي كالطود الهائل للدفاع عن المكتسبات الاقتصادية، بل ولخلق هذهِ المكتسبات وإدامتها.. ويوم تتوقف الحياة في البلد في مختلف المراحل السياسية، يظل البنك رمزاً وعلامة لدولاب الحياة الذي يظل يدور، ويسحب وراءه كل العجلات التي لولاه لتوقفت وأتى عليها الصدأ.فكيف سيستبدل البنك المركزي عملتنا الحالية ويأتي بأخرى؟وكيف سيستقبل الناس هذهِ العملة ويتعاملون معها؟وكيف سيستوعب البلد عمليتين في آن واحد، وبأيهما سنُرتب أمور حياتنا، وأيهما ستكون الأعز، فتسود على الأخرى. تقول التجارب القريبة إن منطقة اليورو استوعبت عملية استبدال العملات الوطنية للدول باليورو بمرحلتين، الأولى عندما باشرت العمل باليورو محاسبياً، أي في السجلات والمعاملات غير النقدية، وإن ذلك استمر نحو عامين (من عام 2000 إلى عام 2002 على ما اعتقد). والمرحلة الثانية، وقبل 1/1/2002 تم توزيع عملة اليورو على المصارف والبنوك المركزية، وقد قام الجمهور بإيداع ما عنده من نقود وطنية في المصارف لكي يستطيع يوم 1/1/2002 سحب ما يعادلها باليورو دون متاعب.وإن 1/1/2002 كان موعد استخدام اليورو بطريقة سلسة..أما فترة الاستبدال التي تلت ذلك التاريخ فاستمرت في البنوك المركزية للدول الأعضاء. حيث يستطيع المواطن استبدال ما تبقى عنده من عملته الوطنية باليورو.وفي تركيا، تم استبدال الليرة القديمة بحذف عدد من الأصفار (ستة كما أعتقد). وظلت الليرة القديمة مع الليرة الجديدة لمدة خمس سنوات دون مشاكل. وكل ما يدخل للمصارف وللبنك المركزي من العملة القديمة لا يعود للتداول يتم إتلافه من قبل البنك المركزي وتعويضه بعملة جديدة. وهكذا سارت عملية استبدال الليرة التركية بدون مشاكل.وفي العراق، عندما يتخذ البنك المركزي قراره النهائي بطبع النقود الجديدة، سوف يواجه الناس عدداً من الأسئلة حول مُعامِل التبديل وأقيام السلع والخدمات ومصائر ديونهم والتزاماتهم. وكل تلك الأسئلة، لأن تجربة استبدال نقود ما قبل عام 2003 (نقود صدام) كانت سريعة بسبب الظروف التي حدثت خلالها.إن استبدال النقود بنقود جديدة ذات حُلّة جديدة وسعر صرف جديد ومزايا أمنية عالية ستزيد بلادنا فخراً بالبنك المركزي وبإدارته، إذ سيكون دينارنا هوية راقية لعراقنا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram