الصيام يهذب النفوس ويرهف المشاعر الصيام لغة: الإمساك عن الشيء، كلاماً كان أو طعاماً. ودليل ذلك قوله تعالى، حكاية عن مريم عليها السلام: «إني نذرت للرحمن صوماً»، أي إمساكاً وسكوتاً عن الكلام. والصيام شرعاً: إمساك عن المفطرات، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس مع النية. وفرض صيام شهر رمضان في شعبان من السنة الثانية للهجرة. وقد كان الصيام قبل ذلك معروفا عند الأمم السابقة، وعند أهل الكتاب الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون». وللصوم حكم وفوائد كثيرة قد يطلع العباد على بعضها.
ويبقى الكثير منها خافياً عليهم. ومن هذه الحكم والفوائد التي يمكن أن يستشفها المسلم ويلمها في الصوم: إن الصيام من شأنه أن يوقظ قلب المؤمن لمراقبة الله عز وجل، ذلك لأن الصائم ما إن يستدبر جزءاً من نهاره حتى يحس بالجوع والعطش، وتهفو نفسه إلى الطعام والشراب، لكن شعوره بأنه صائم يحول دون تحقيقه لرغبات نفسه، تحقيقاً لأمر الله عز وجل، ومن خلال هذا التدافع يستيقظ القلب، وينمو فيه شعور المراقبة لله تعالى، ويظل على ذكر لربوبيته وعظيم سلطانه، كما يظل متنبها إلى انه عبد خاضع لحكم الله تعالى، ومنقاد لإرادته. وفي الصيام من الفوائد ما يهذب نفس المسلم، ويرهف مشاعره، وان من أهم المبادئ التي ينهض عليها المجتمع الإسلامي تراحم المسلمين وتعاطفهم، وهيهات أن يرحم الغني الفقير رحمة صادقة من غير أن يتخلله شعور بآلام الفقر وشدته، ومرارة الجوع وضراوته. وشهر الصيام خير ما يكسب الغني شعور الفقير، ويجعله يعيش معه في آلامه وحرمانه، ومن ثم كان الصوم خير ما يثير في نفس الأغنياء دوافع العطف والرحمة والمواساة.rnرمضان فـي تونس التونسيون يحسون بمقدم شهر رمضان قبل شهر على الأقل قبل أن يهل هلاله . . هذا الإحساس يتأتي من الحركية التي تشهدها المتاجر التي تشهد إقبالاً كبيراً من ربات البيوت اللاتي يعمدن قبل فترة تزيد على الشهر من حلول رمضان إلى شراء العديد من المواد الغذائية التي يكثر استهلاكها وترتفع أسعارها من جراء كثرة الإقبال عليها . هذه العادة التي قد تختص بها نساء تونس من دون غيرهن تتمثل في تخزين بعض المواد الاستهلاكية غير القابلة للتعفن أو التلف وتهدف إلى التقليل من مصاريف شهر رمضان التي تتضاعف لدى كل العائلات التونسية بتضاعف الاستهلاك أو بالأحرى تضاعف أنواع الأطعمة استجابة لشهوات الصائمين خاصة الرجال منهم .وتسمى هذه العادة التونسية الفريدة “عولة رمضان” وعادة ما تكون مشفوعة بشراء عديد من أنواع الأواني والأطباق، والسلطات التجارية والاقتصادية بتونس تستعد أيضاً لشهر رمضان قبل حلوله بمدة طويلة . فتجمع المتدخلين في تزويد الأسواق وتموينها وتدرس معهم حاجيات السوق التي تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في الاستهلاك بغية المحافظة على المعادلة بين العرض والطلب والتحكم بالتالي في الأسعار.rnحدث في رمضانفي مثل هذا اليوم من عام 93 للهجرة ( 18 حزيران 712 م ) قام موسى بن نصير بحملة عسكرية لاستكمال فتح بلاد الأندلس ، فتم فتح اشبيلية وطليطلة .وفي مثل هذا اليوم من عام 212 للهجرة (كانون الاول 827 م ) نزل المسلمون على شواطئ جزيرة صقلية واستولوا عليها بقيادة القائد زياد بن الأغلب .وفي مثل هذا اليوم من عام 222 للهجرة ( 837 م ) تمكن الافشين قائد الجيش العباسي على عهد الخليفة المعتصم من القضاء على حركة بابك الخرمي ، فقد دخل جيشه من دخول مدينة ( البذ ) مقر بابك الذي فر ثم القي القبض عليه وبعض أتباعه فاعدموا جميعا بعد أن اقض مضاجع الدولة زهاء عشرين عاما .وفي مثل هذا اليوم من عام 297 للهجرة توفي امام المذهب الظاهري محمد بن داود بن علي احد أئمة الفقه في القرن الثالث الهجري . وقد اشتهر بكتابه الزهرة وهو من اجل الكتب الأدبية . وفي مثل هذا اليوم من عام 479 للهجرة (17 كانون الأول 1086م) وقعت معركة الزلاقة التي انتصر بها جيش المرابطين بقيادة ابن تاشفين على الفرنجة بقيادة الفونس السادس . وفي مثل هذا اليوم من عام 920 للهجرة هزم السلطان محمد البابر المغولي والشاه إسماعيل الصفوي أمام شعب بلاد ما وراء النهر ، فقد تعاون الاثنان للاستيلاء على تلك البقاع الإسلامية ونجحا في ذلك إلا إن أصحاب الأرض عادوا وحرروا أراضيهم.اعداد: رفعة عبد الرزاق محمد
رمضانيات
نشر في: 8 أغسطس, 2011: 09:08 م