زياد مسعودالعدد الأخير من مجلة الحياة الثقافية التي تصدر في تونس (جوان 2011) خصص معظم بحوثه عن الثورة التونسية. إذ كتب محمد عبد العظيم عن (ثورة14 جانفي  والاستحقاق الثقافي) حيث عد الثورة رغبة في نقض واقع سائد مرفوض وبناء نقيضه وعد التكون الثقافي في تونس عاملا مؤثرا في قيام الثورة.  ودعا إلى انتباهة قوى السلطة إلى القوى المثقفة والإفادة من بنيتها لتفعيل صورة لخطاب ثقافي جديد ورفع سيف السلطان عن كينونة الإبداع الثقافي.
من دراسات العدد(الثورة  ودور المثقف العربي بين الكائن والممكن) لمصباح الشيباني وهو دراسة مكرورة التفاصيل في غياب دور المثقف وضرورة إنهاضه مع التأكيد على دور المثقف في منظور غرامشي كمثقف عضوي والتبشير بدوره  الريادي في التنظير للثورة والسعي من اجلها.مقالة سامي الشايب (باحث من تونس) جاءت تحت عنوان (الارتباط بالجماهير خريطة طريق للمثقف في تونس) أوضح فيها أن زلزال الثورة التونسية أزال الغشاوة عن كثير من المثقفين ووضعهم أمام واجبهم موضحا أن المعركة الحقيقية ليست في التخلص من الدكتاتور، بل في هدم المعالم الدكتاتورية واجتثاث فكر الاستبداد وناقش المقال مفاهيم متعددة بينها النقاش بين أزمة المثقف والأمير –لمثقف وصدمة الثورة – أزمة الهوية – ثقافة الوصاية والاستعلاء – سجن الأيدولوجيا.من مقالات العدد (شعرية الثورة أو في مواجهة الثقافة النظامية) لعادل المعيزي جاء فيها: ((أن الشعراء مثلهم مثل  بقية  المثقفين يعيشون من خلال حرفتهم لذلك فقد ساهمت  اطراف كثيرة في تجويعهم بدءا بالسلطات التي قامت بتهميش معنى الشعر ومحاصرته وعملت على ترك الشعراء يواجهون مصيرهم عزلا من أي سلاح وزاد في حصار الشعر التونسي النقد العربي وإعلامه الذي ظل متجاهلا لهذا المنجز  ... فلم ينجح أي من الشعراء التونسيين في العيش من خلال  كتابته)) وكتب المسرحي عبد الوهاب الجملي عن (التوظيف السياسي للفضاء الثقافي) ويحيى يحيى عن (الجمعيات المسرحية بين مسرح الثورة وثورة المسرح) فيما كتب الجليدي العويني بحثا عن (الثورات في الشعر التونسي الشعبي) وجاءت المواد الأخرى  متنوعة بين نقدية وسردية وشعرية كان ابرز منشئيها احمد الباهي ودلال بن رمضان عن (عين في الحلم) رواية عبد الرحمن الربيعي وفتحي الصيفي الذي شارك بقصته (واحدة فقط قد تكفي) وشاركت القاصة العراقية فاطمة ناظم العتابي بقصة تحت عنوان (الباب المغلق) وشارك الروائي عبد الرحمن الربيعي في هذا العدد في تحرير ونقد الكتب الحديثة الصادرة تحت باب (مكتبة الحياة الثقافية).