غضنفر لعيبي
700 شاب وشابة ، جمعهم حب "بغداد" أطلقوا حملة في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) راغبين بالعمل الطوعي في حملة لتنظيف وتأهيل شوارع بغداد، مؤكدين استعدادهم للتعاون مع أمانة بغداد من اجل حملتهم.
عمار الجابري صحفي وناشط مدني مؤسس مجموعة (من اجل بغداد أنظف) قال لــ"المدى" "نحن مجموعة شباب نعمل في مجالات مختلفة بدأنا تأسيس تجمع مدني من اجل تثقيف الشارع العراقي بشأن موضوعة النظافة ومساندة امانة بغداد بعملهم في حملة تنظيف وتوعية".
واضاف: ان "جهودنا شخصية والتفاعل كبير وهنالك اشخاص أبدوا رغبة كبيرة بالتعاون معنا واستعدادهم للمشاركة الفعلية، إذ وصل التجمع الى اكثر من 700 شخص خلال فترة قياسية ونحتاج للدعم المادي والمعنوي من اجل تفعيل الدور المهني فنحن على اعتاب حملة توعية وحملة عمل ميداني وكلاهما يحتاج الى مستلزمات يصعب الحصول عليها بجهودنا الشخصية نحتاج للدعم من اجل خدمة عامة وليس دعما من اجل مصلحة حزبية او سياسية".
وأوضح "سنبدأ العمل الميداني بطريقتين، الأولى هي اختيار إحدى الجامعات الكبرى لتثقيف شريحة الشباب الذي يعد اهم مكون في المجتمع من حيث التأثير على الأسرة والأصدقاء, والطريقة الأخرى اختيار منطقة معينة في بغداد بعد ان نحصل على المستلزمات والمتطلبات الضرورية من اجل حملة التنظيف ونقوم بالحملة في تلك المنطقة ونطمح الى حملات اخرى بعد اتمام الحملة الاولى."
محاضرات عن البيئة
وتتضمن الحملة فعاليات توعية وربما محاضرات عن النظافة والبيئة وعن الصحة العامة للفرد" .
فيما أوضحت الناشطة المدنية شروق العبايجي ان "المشاريع التي تقوم بها امانة بغداد غير خاضعة لدراسة علمية مستفيضة ولا تأخذ بنظر الحسبان هوية بغداد العمرانية والحضارية ،المشاريع هذه تخضع الى أمزحة فردية وفي اكثر الاحيان يتم تجاهل اهم الامور التي تعــد من المحرمات مثل قطع الاشجار المعمرة وتجريف المساحات الخضراء التي تشكل رئة بغداد على دجلة الوحيدة في حين يمكن تطبيق مثل هذا المشروع على مناطق اخرى كثيرة على دجلة تعاني من الاهمال وتراكم الاوساخ" .
واشارت العبايجي: ان "شارع ابو نواس الحالي بحاجة الى تطوير ولكن ليس على طريقة مشروع امانة بغداد، هناك خصوصية عالية لهذا الشارع عند الذاكرة البغدادية اشتهر بها وأصبحت له علامة مميزة تحدث عنها الكثير ممن زاروا بغداد من العرب والاجانب، التطوير يجب ان يأخذ بنظر الحسبان انحسار المياه في دجلة واستمرار تناقصه وعليه فان المناطق المليئة برمال الكري يمكن ان تحوّل الى مناطق للركض والمشي والمنتزهات الجديدة، كذلك فان طبيعة الابنية على ابي نواس يجب ان تحافظ على معايير المدرسة البغدادية للعمارة وليس فتح المجال لكل من يريد ان يزوق واجهات العمارات والابنية بالوان واشكال عجيبة غريبة لا تمتُّ الى الذوق ولا الى روح بغداد بأي شكل!
معظم شوارع بغداد بحاجة الى تطوير ولكن وفق رؤية علمية ومدروسة ومتفق عليها من قبل مجموعة من المعماريين المعتمدين وليس بشكل عشوائي وفردي ومزاجي جعل اللون البرتقالي هو الطاغي في صبغ البنايات وتغطية اكثرها بالاكوبوند المزركش بطريقة فجـَّة بعيدة عن الذوق مما يشكل تلوثا بصريا يسوِّد هوية هذه المدينة المنكوبة بهذه المشاريع العشوائية عديمة الذوق والسبب الرئيس في كل ذلك هو الفساد وعدم وجود آلية حقيقية لتطوير عاصمتنا المسكينة التي غطتها المزابل والأوساخ والإهمال.
رئيس لجنة الخدمات النيابية فيان دخيل" قالت لــ"المدى" ان "البلد بحاجة الى تضافر جهود المؤسسات الحكومية وأمانة بغداد ومؤسسات المجتمع المدني من اجل النهوض بالواقع الخدمي في بغداد وعموم العراق."
"نمتلك المعلومات الكافية عن تطوير شوارع بغداد ومن ضمنها شارع ابو نؤاس، اذ قدمت الامانة مجموعة من الخرائط والصور والرسوم للاعمال في الشارع وكل ما يتعلق بتطور الشارع وستقوم الامانة بتطوير وتأهيل شوارع اخرى تباعاً" ، مبينة أن "الشركات التي تتعاقد معها امانة بغداد تراعي مسألة الحفاظ على جمالية الشارع والاهتمام بالاماكن التراثية والقديمة لما لها من أهمية كبيرة مع إضافة لمسات تواكب التطور الحاصل في ميادين البناء والعمران".
وأكدت ان "كل الجهود التي تُبذل من قبل المواطن في مدينة بغداد وكل المدن الاخرى هي جهود يشكرون عليها اذا ما كانت تصب في المصلحة العامة".
مجموعة من الشباب يبدأون حملة من الجامعات للنظافة
نشر في: 12 أكتوبر, 2012: 06:14 م