نيويورك/ رويترزتستعد مركبة فضائية تابعة لوكالة بحوث الفضاء الأميركية "ناسا"، يطلق عليها "جونو"، للقيام بمهمة إلى كوكب المشتري، في محاولة للكشف عن أسرار النظام الشمسي.وتعتبر تلك المهمة واحدة من أكثر مهام الوكالة طموحاً، وستحاول كشف الأسرار التي تقف وراء أضخم كواكب النظام الشمسي. ومن المنتظر أن تنطلق "مهمة جونو" غير المسبوقة التي تقدر تكلفتها بـ 1.1 مليار دولار (674 مليون إسترليني) من محطة كيب كانافيرال الجوية في ولاية فلوريدا الأميركية، في مهمة ستستمر على مدار خمسة أعوام إلى قلب كوكب المشتري الذي يلقب بـ "ملك الكواكب".
وقال العلماء إن تلك المركبة الفضائية، التي ستصل كوكب المشتري عام 2016، ستقوم بدراسة لب الكوكب، وكذلك الغلاف الجوي، والمجال المغناطيسي القوي، والشفق. وبمجرد أن تبلغ المركبة غايتها، فإنها ستكون أبعد مسبار يعمل بالطاقة الشمسية وأسرع شيء من صنع الإنسان في التاريخ، بعد سيره بسرعة 160 ألف ميل في الساعة. وأشارت وكالة ناسا من جانبها إلى أن الهدف من وراء تلك الرحلة الرائدة التي ستقطع مسافة قدرها 1.7 مليار ميل هو معرفة المزيد بشأن الطريقة التي تتكون من خلالها النظام الشمسي وإماطة النقاب عن كثير من أسراره التي لا تزال أمراً غامضاً حتى الآن.وذكرت في هذا السياق أمس صحيفة التلغراف البريطانية أن مسؤولين كبار بوكالة ناسا قضوا الأعوام العشرة الأخيرة في التخطيط لتلك المهمة. وأوردت عن دكتور سكوت بولتون، العالم الرئيس بالمهمة، قوله:" يحتفظ المشتري بأسرار عن الطريقة التي تكون من خلالها النظام الشمسي. ونحن نريد أن نعرف قائمة المكونات التي أنتجت الصيغة الخاصة بتكوين الكواكب. وهو ما سيوجهنا بشأن ما حدث في ذلك الوقت المبكر، الذي أدى في نهاية المطاف إلينا. وإن أردنا العودة عبر الزمن إلى الوراء لنفهم من أين أتينا، وكيف تكونت الكواكب، فالسر موجود لدى كوكب المشتري".وتابع بولتون حديثه في الإطار عينه بالقول "نرجح أن يكون كوكب المشتري هو أول الكواكب تكوناً، وبمعرفتنا المزيد عن الخطوات الأولى في تاريخ النظام الشمسي، فإننا سنعرف عن تاريخنا أيضاً. ومن خلال العودة إلى المربع رقم واحد مع كوكب المشتري، علينا أن نفهم كيف جئنا إلى هنا". هذا وسيتم إطلاق المركبة على متن الصاروخ أطلس V551، وهو أقوى صاروخ في مخزون ناسا، بعد تقاعد مكوك الفضاء.بعدها، ستقوم المركبة (التي يبلغ وزنها 3.5 طن) بنشر لوحات شمسية يبلغ طول كل منها 29 قدماً لتوفير الطاقة اللازمة للوصول إلى كوكب المشتري، الذي يبعد عن الشمس بمقدار خمسة أضعاف المسافة التي يبعدها كوكب الأرض. ومن المخطط أن يُحَلِّق ذلك المسبار الآلي لمدة عام بداخل أحزمة الإشعاع القاتلة لكوكب المشتري، بصورة أكثر قرباً عن أي مركبة فضائية مدارية سابقة. كما أن أجهزة المسبار، وعددها تسعة، تتغذى معلومات من 29 جهاز استشعار، قد تم تطويرها بحيث تكون قادرة على اختراق سحب الغاز الكثيفة لكوكب المشتري التي يبلغ سمكها 25 ألف ميل، من أجل معرفة المزيد من المعلومات بشأن الأشياء التي يتكون منها الكوكب.وسيقوم المسبار بتجميع أدلة بشأن كمية المياه المتواجدة على الكوكب العملاق، وما الذي يثير مجالات المغناطيسية الكبرى، وما إن كانت نواة صلبة تتواجد أسفل غلافه الجوي الساخن الكثيف. كما سيحاول قياس عمق "البقعة الحمراء" للكوكب، التي هي عبارة عن عاصفة ضخمة تشبه الإعصار ويزيد عرضها على 15 ألف ميل. وعاود هنا دكتور بولتون ليقول " نحن نعد في الأساس دبابة مدرعة لكي تذهب إلى كوكب المشتري. ونحن إذ نقترب منه الآن بصورة لم يسبق أن حدثت من قبل. ولعل أهم ما يميز مهمة جونو الجديدة هذه هو أننا ننظر في واقع الأمر في واحدة من الخطوات الأولى، أو بالأحرى الأوقات الأولى في تاريخ نظامنا الشمسي".
ناسا تطلق مسباراً جديداً للكشف عن أسرار النظام الشمسي
نشر في: 9 أغسطس, 2011: 06:18 م