اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > ولو ريشة بيضاء واحدة

ولو ريشة بيضاء واحدة

نشر في: 9 أغسطس, 2011: 06:32 م

د.طالب المحسن يقول البير كامو في روايته الطاعون : انتهى الطاعون،الكل عرف بذلك إلا الموتى ......عصفت بالعراق أيام اشد ضراوة وقسوة من طاعون وهران،أطاحت بالناس وحصدت الشباب وهكذا غادرونا وقد واجهوا مصائرهم،الشيطان نفسه عاجز عن رسم ملامحها ...... غادرونا ..... وتركوا عوائلهم
 وهم لا يعرفوا أن شعبهم قد عبر تلك الأيام ..... لكنهم يعرفون أنهم راحوا ثمنا لهذا التغير،وان هنالك رجالا سوف يرعون ويراعون بقيتهم .بإمكان أي شخص أن يذهب الى منطقة (الكرفانات) في الشعب،أنها محمية مسيّجة ضيقة فيها نقطة حراسة وداخلها أعداد هائلة من الكرفانات المجاورة لبعضها،إن عطس احدهم فعلى الجميع أن يقولوا رحمكم الله وإلا فأنهم يدعون عدم الاستماع بعضهم للآخر . بدون خدمات،جرداء،تتحول الى صفيحة ساخنة في ايام الصيف مع كهرباء العراق العصية،وفي الشتاء تدخل الأمطار من ثقوبها وسقوفها،فهي عوائل شردتها الايام السود وآوتها الحكومة ...... رجالات التغيير على أحسن ما يرام،أليسوا هؤلاء عوائل شهدائهم ...... أليست النسوة المتبقيات الملتفات بالسواد والأطفال هم ضحايا التغيير ....... فحسنا وضعوا بهذه المحميات ليكون متحفا يروي قصة عن العراق في احد منعطفاته .ليس المتنبي فقط من قتله (شعره) فهنالك طائر قتله (ريشه) !!!! ولشدة بياض ريشه واعتزازه به،يطارده الصيادون ويحاصروه في منطقة المستنقعات لكنه يأبى أن يغوص في هذا الوحل فيفضل ان يكون تحت رحمة سكين الصياد خيرا من إلحاق القذارة بريشه الأبيض .حسنا ..... أتى رجال التغيير،وبالمناسبة هنالك عوائل تحسد سكنة (الكرفانات )،أتى رجال التغيير وبنظرتهم الأبوية العطوف اسكنوا ضحاياهم هذه الصفائح في بلد شاسع المساحة كثير الخيرات . وبالمناسبة ثانيةً كان الدكتاتور المهزوم يسبغ على ضحاياه من قطعة ارض وعقار وسيارة وامتيازات أخرى ..... كانت حينها بعض النسوة تتندر وتتمنى أن يكون زوجها شهيدا لتنعم بالبيت والسيارة و............اليوم ولا ادري إن كانت الأجواء تتحمل التندر،فهل توجد امرأة تتمنى أن يكون زوجها وزيرا او مديرا عاما حتى تسكن بيتا !!!!! الموضوع أولا بعيد جدا عن الأمنيات وثانيا هل يعقل أن من وصل لهذه الوظائف لم تتوفر له الإمكانات بعد لكي يأكل من لحم العراق الحي !!!! وإلا من أين لنا كل هذا الفقر . يقول شاعر تشيلي العظيم بابلو نيرودا في قصيدة عن اسبانيا: اسبانيا فقيرة بفضل الأغنياء من هم أغنياء العراق اليوم غير رجال السلطة وحاشيتهم وان ألوان العقود الوهمية وغير الوهمية تتداولها أيديهم فقط .أنا أقول :العراق فقيربفضل الساسة اللصوصأتمنى اشتراط ريشة بيضاء واحدة فوق جلد من يتربع على كرسي أية مسؤولية علها تمنعه من أن يحشر نفسه في طابور القروض والأراضي والعقود  ويترك شيئا لهذا الشعب،للضحايا الأحياء منهم والأموات .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram