وديع غزوانهل يفترض ان نفرح نحن معشر الصحفيين بإقرارمجلس النواب بالاجماع امس القانون الذي بدل اسمه من قانون حماية الصحفيين الى حقوقهم دون ان يتبين لي المعنى والغرض من هذا التغيير الشكلي الذي لايمس الجوهر فهل يقصد منه اغداق نعم الحكومة علينا ومساواتنا بامتيازات طبقة المنطقة الخضراء ام انه تسمية فضفاضة كغيرها..
مرة اخرى نتساءل هل ان علينا ان نهلل للتصويت على القانون دون اعتبار لكثير من الملاحظات التي ابدتها اوساط اعلامية لم يكترث بها المجلس الذي قام في وقت سابق بالاستماع اليها.. ام علينا ان نحزن ونتألم ونحن نعيش زمن تحكم النخب بمصائرنا دون اعتبار لرأي او ملاحظة , فهذه "الصفوة المختارة " من المتحكمين برقابنا في الحكومة او مجلس النواب هم الذين يقررون وما علينا نحن الغالبية من الشعب المسكين غير طاعة اولي الامر منا لانهم هم وحدهم اهل الحل والعقد في زمن التلاعب بشعارات الديمقراطية والقفز عليها يومياً . تصويت مجلس النواب على القانون لم يكن موفقاً و بشهادة عدد من اعضائه كان متسرعاً لانه ضرب عرض الحائط باعتراضات وملاحظات عدد غير قليل من الصحفيين الذين تحدثوا في اكثر من مناسبة عنها , كما انه اشر تمسك بعض المسؤولين بصفة ظلت ملازمة لهم تتمثل بلعق وعودهم او كما يقول المثل الشعبي ضربها عرض الحائط , حيث سبق لرئيس مجلس النواب ان وعد عددا من الصحفيين الذين التقاهم في حزيران بالتريث وتأجيل التصويت على القانون . ومع انني من جيل كان قدره الظلم و قضى ما يقارب نصف عمره في العمل الصحفي, فانني لاامتلك الا الاسف على صدور مثل هكذا قانون لايحقق العدالة في النظرة الى المواطنين بشكل متساو كما ينص على ذلك الدستور, وكنت اتمنى لو ان اهتمام مجلسنا الموقر انصب بشكل اكبر نحو ترسيخ الحريات لجميع المواطنين وتصحيح المسارات الديمقراطية عندها يمكن ان يجد الصحفي مكانه بين ابناء شعبه , وليس متميزاً عنه , كما فهمته من القانون الذي نصت المادة 12 منه على قيام الدولة بتوفير العلاج المجاني للصحفي الذي يتعرض للاصابة اثناء تاديته لعمله او بسببه , اليس العلاج المجاني حق جميع العراقيين على الدولة التي ليس لها من شاغل غير هدر المال العام والحقوق معاً . وليس من الغريب القول ان الحقوق والحريات , تحتاج لتحقيقها الى اكثر من قوانين , خاصة في عالمنا المليء بالخروقات والتأويلات , بل ان واقع من سبقنا اثبت ان تجسيد الحريات وحقوق الافراد يحتاج الى احترام لمفهوم المواطنة وتطبيق واقعي لسيادة القانون , عندها سنكون نحن الصحفيين اذا ما تحقق جزء يسير من هذا , في طليعة تظاهرات الفرح التي غيبتها عنا المحاصصات ومساوئها .. فاي قانون هذا يامجلس النواب الذي لايؤخذ فيه رأي اصحابه ؟ واين حقوقهم في كل هذا ؟
كردستانيات: قانون حقوق الصحفيين؟
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 9 أغسطس, 2011: 06:40 م