هاجم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ، أمس الجمعة، الدعوات لتحريم زيارة النساء إلى مدينة كربلاء لإحياء أربعينية الإمام الحسين، في حين عدها تأتي من باب "خالف تعرف"، أكد أن سير النساء هو "نصرة للحق وشعيرة من شعائر الله".
وقال بيان صادر عن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وحصلت (المدى برس) على نسخة منه، إن "الدعوات لتحريم سير النساء إلى مدينة كربلاء خلال زيارة الأربعينية لعلها تأتي من باب خالف تعرف ، وبئس المعرفة التي تبنى على تقليص شعائر الله".
وأضاف الصدر أن " وجود مفاسد في سير النساء الى الإمام الحسين لا يعني التحريم بل التمحيص والتثقيف وتربية النساء على الأسس والضوابط الصحيحة والالتزام بالأحكام الشرعية، كعدم الاختلاط وملامسة الرجال والالتزام بالحجاب الشرعي".
ولفت الصدر الى أن "في سير النساء الى الإمام الحسين نصرة للحق وهي شعيرة من الشعائر التي تغيظ الأعداء "، مبينا "لو كان الاختلاط محرما لكان لزاما على من قال بتحريم السير إلى الإمام الحسين إن يحرم زيارتهم لكل المعصومين وصلوات الجمعة والندوات وعدم الزج بالنساء بالسياسة والبرلمان".
وأكد الصدر في بيانه "أن المسارعة الى تحريم سير النساء الى الأمام الحسين لوجود مفاسد، (حسب قول بعضهم)، قد غفلت عن المفاسد التي تترتب على سير الرجال واذا كانت المفاسد موجودة فلا تدرأ بالترك والتحريم وإنما بالإصلاح والصلاح".
وربط الصدر بين دعوات تحريم سير النساء إلى الأربعينية ودعوات سابقة بتحريم التطبير قائلا أن "من سعى إلى تحريم سير النساء الى إمامهم فهو قد سعى في ما سبق الى تحريم التطبير وأظن كما يقال ( الحبل على الجرار)".
وكان المرجع الديني محمد اليعقوبي دعا الجمعة ،14 كانون الأول الحالي، النساء إلى الامتناع عن زيارة أربعينية الإمام الحسين بسبب الاختلاط مع الرجال الغرباء وتعرض المرأة طوال الرحلة إلى كربلاء والتي قد تستمر أياما إلى بعض ذوي النفوس المريضة، وحصول فتنة وظروف مريبة ، مبينا أن غياب النساء عن بيوتهن أطفالهن ومن يحتاج الى رعايتهن طوال فترة المسير الى كربلاء يؤدي الى تقصيرهن عن وظائفهن".
ويخرج المسلمون الشيعة من محافظات الجنوب والوسط مطلع شهر صفر أفراداً وجماعات مشياً على الأقدام إلى كربلاء، حيث مثوى الأمام الحسين، ثالث أئمة الشيعة الاثني عشرية، ليصلوا في العشرين من الشهر ذاته، الذي يصادف زيارة (الأربعين) أو عودة رأس الحسين ورهطه وأنصاره الذين قضوا في معركة كربلاء عام 61 للهجرة، وأصبحت هذه الممارسة أو هذه الشعيرة تقليداً سنويا بعد انهيار النظام السابق، الذي كان يضع قيودا صارمة على ممارسة الشيعة لشعائرهم.