TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما يا عراق :رب رسالة خير من ألف هيئة

سلاما يا عراق :رب رسالة خير من ألف هيئة

نشر في: 9 أغسطس, 2011: 09:28 م

 هاشم العقابي كم أتمنى أن أحصل على إحصائية بالمبالغ والرواتب والمخصصات التي صرفت لمحاربة الفساد من قبل هيئة النزاهة والمفتشين العامين واللجان المماثلة في مجلس النواب والمحاكم. أضف لها تكاليف الندوات والاجتماعات والسفرات والجولات التفتيشية من هذه الجهة أو تلك. خوفي أن يكون ما صرف على ذلك يعادل ما سرق من قوت هذا الشعب. وحتى إن لم يكن مثلما أتوقع فاني متأكد بان كل تلك "الفعاليات"
لم تنجح في طرد مفسد وكشف ملفه لفضحه علنا أمام الله والشعب المقهور الذي لو: "كان من مازن لم تستبح (إبله)    بنو اللّقيطة من ذهل بن شيبانا".وبالمقابل لو سألنا الدكتور جواد هاشم وزير التخطيط الأسبق وهو الآن مواطن عادي مثلنا: كم كلفه الكشف عن عقود الكهرباء الوهمية من مال وجهد؟ وكم عدد الموظفين وفرق الحماية وحجم البنايات التي شغلها كي يكتشف أكثر من مليار دولار في طريقها للغياب ببئر الفساد؟ لا أظن أنها كلفته ثمن ربع وجبة شاي يقدمها أي وزير بالحكومة لضيوفه "المحترمين". فان كان مواطن عراقي لم يتسلح بغير وعيه ويقظة ضميره كشف عما لا تكتشفه هيئة النزاهة وأخواتها، ولا الحكومة وأجهزتها، فماذا يعني وجود كل أجهزة الدولة الرقابية؟ وان صح خبر إقالة وزير الكهرباء بفعل رسالة بسيطة رفعها هذا المواطن الحريص؟ أما كان الأولى أن تقال كل أجهزة الرقابة لا بل والحكومة من رئيسها إلى آخر وزير عاطل عن العمل فيها؟أما إذا ثبت ما أخشاه، فتلك فعلا قاصمة للظهر. إنها ستبقي حال العراق والى الأبد كحال "أم حسين" التي "راحت بوحدة فجاءت باثنين". تأكد لي من بعض تصريحات "الجماعة" ومقالات لكتاب الحكومة، أن هناك من يعض إصبع الندم لان الرسالة تسربت للرأي العام وجعلت الحكومة أمام لا خيار سوى أن تفعل شيئا، لان الفضيحة يصعب طمطمتها. مرغمة أختنا لا بطلة.آخر ما كنت أظنه أن تستجيب الحكومة لرسالة مواطن أو تأخذها على محمل الجد. ولا اعتقد أن هذا من باب الرجم بالغيب. فالتجربة والمتابعة تنبئان بان هناك ما يشبه "فرقة" خاصة مهمتها إخفاء رسائل الناس عن رئيس الوزراء. إما لتضليله او حرصا على عدم "إزعاجه". وشخصيا امتلك على ذلك أكثر من دليل. وإلا فكم وكم من رسالة كتبها المواطنون ولم يجدوا لها جوابا؟ وكم من مقال ومقال كتبه عراقيون مخلصون لا يبتغون غير مرضاة الوطن، لم يجد أذنا صاغية عند أي مسؤول؟ اللهم إلا تلك التي يحلمون أن يجدوا بها فرصة لمطالبة الكاتب بأكياس من المليارات بحجة أنها مست سمعتهم "النظيفة" جدا.لو كنت مكان رئيس الوزراء، لا قدر الله، لاستدعيت المواطن جواد هاشم لأقلده وسام النزاهة. ولعينته رئيسا للجنة شعبية تهتم برسائل المواطنين، وأخوله عرضها علي من دون أن يمر على ناطق او مستشار او مسؤول حزبي. لا بل وأوفر له خطا ساخنا بمئات الخطوط لتلقي شكاوى اليتامى والأرامل والمحرومين والعاطلين عن العمل و .. و .. و...تحية تقدير واحترام كبيرين لصاحب الرسالة، الذي اثبت أن محاربة الفساد بجدية لا تحتاج غير  ضمير حي وقلب يحب العراق وأهله. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram