تظاهر العشرات من اهالي منطقة الشعب، احتجاجا على سوء الخدمات البلدية المقدمة، ورفع المتظاهرون لافتات طالبت المجلس البلدي في المنطقة بـ "الرحيل"، على خلفية فشله في صرف مياه  الامطار من المدينة، بينما اغلق قسم المجاري التابع لبلدية الشعب خشية من هجوم المتظاهرين الغاضبين جراء فشله في صرف مياه الامطار

وقال علي كريم احد منظمي التظاهرة لـ "المدى"، ان "مياه الامطار اختلطت بالمياه الاسنة وهي تغطي منازلنا لليوم الرابع على التوالي ولم نلحظ اي جهد بلدي تقوم به الجهات المسؤولة في بلدية الشعب" .

وأضاف كريم ان "المواطنين منذ الصباح الباكر ولحد الان يقفون امام مبنى قسم المجاري التابع لبلدية الشعب ولا يتواجد اي مسؤول بلدي سوى رجال الجيش والشرطة الذين حضروا لحماية المتظاهرين" .

مبينا أن "العوائل في حالة يرثى لها بسبب المياه التي غطت منازلهم ما اضطرهم لأخلاء منازلهم أو الجلوس في الطابق العلوي للمنزل مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن المحلة 335 منذ يوم الثلاثاء ولغاية الجمعة" .

بينما طالب المتظاهر ياسر ابراهيم في حديث لـ "المدى"، دائرة بلدية الشعب بتوفير الخدمات اللازمة للتخلص من المياه الثقيلة التي تغطي المنازل منذ اربعة ايام وهو امر ينذر بتفشي الامراض اذا ما بقيت المياه الثقيلة داخل منازلهم .

واضاف ابراهيم ان "تجمع المواطنين بدأ بشكل عفوي حين توافد مجموعة من اهالي المنطقة للاستفسار والاستعلام عن سبب اهمال الامانة لأحياء كبيرة من منطقة الشعب واقتصار الخدمات على الطريق الرئيسي فقط، الا ان الغريب في الامر ان ابواب قسم المجاري بدت موصدة وخالية من اي شخص ما اثار استياء المواطنين ما دفعهم لحمل الشعارات والهتاف ضد المسؤولين في بلدية الشعب" .

وبين ان "سيارة حوضية واحدة وصلت يوم امس الجمعة الى المنطقة لسحب المياه، لكنها مستحيل ان تستوعب المياه الكثيرة في مناطق فاضت بالكامل ما ادى الى ذهاب هذه الالية وعدم عودتها الى المنطقة" .

البالوعات من دون غطاء

المواطنة هناء كاظم من منطقة الشعب محلة 317 ذكرت لـ "المدى" ان "بالوعة المجاري التي امام منزلها بدون غطاء منذ عدة اشهر، وبسبب تراكم المياه في الشارع وعدم رؤيتها من قبل المارة، ادى ذلك الى سقوط شخصين في البالوعة وتم نقلهم الى المستشفى على الفور وهما بحالة خطرة" . وطالبت كاظم دائرة المجاري بإعطائها غطاء فوهة المجاري خوفا من سقوط الاطفال الذين يلعبون بالمياه المتراكمة في الشارع ولم تستجب لها دائرة المجاري لحد الآن، علما ان الفتحة على عمق كبير يؤدي الى غرق وموت من يقع فيها" .

بينما قال المواطن كاظم عبد الله ان "المشكلة تتفاقم يوما بعد يوم بسبب الإهمال الكبير والفساد الواضح في المشاريع الخدمية والمواطن البسيط هو من يتحمل المأساة"، مبينا ان " اختلاط المياه الثقيلة بمياه الشرب أدى الى تركنا الصلاة بسبب نجاسة المياه والحكومة تتحمل الذنب" .

واضاف عبد الله ان "امانة بغداد اشارت في وقت سابق الى تواجد المسؤولين في المناطق المتضررة لكننا لم نشاهد اي مسؤول أو عامل سوى تواجدهم في شوارع المسؤولين الأعلى منهم واقتصر تواجدهم في الطريق العام المؤدي الى المناطق الشمالية من البلد من اجل نقل الصورة للجهات العليا إنهم يعملون، والمواطن البسيط داخل احياء مدينة الشعب يفتقر الى أدنى الخدمات".  فيما ذكر موظف في أمانة بغداد رفض الكشف عن اسمه أن "شفط المياه من الشوارع بواسطة السيارات الحوضية هو ضحك على الذقون بسبب قلة الآليات مقارنة بالمياه التي تراكمت بلا تصريف".

مضيفا أن "منطقة الشعب تقع أقصى شمال العاصمة بغداد ويجب تصفية مياه امطار المناطق التي تقع جنوب بغداد كلها تباعا لأن بلدية الحبيبية وبلدية الغدير توقفت عن استلام المياه من منطقة الشعب لعدم استيعاب الأولى كميات المياه الكبيرة ما يتسبب برجوع المياه على المواطنين في حالة تشغيل مضخات المياه"، مبينا أن "تصريف مياه منطقة الشعب قد يستغرق 10 أيام على الأقل مما يتسبب ضرر كبير وفادح على المواطن وربما انتشار الأمراض بسبب المياه الآسنة" .

وكان مدير عام الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي داود شاكر قد صرح لوسائل الإعلام في يوم الأربعاء الماضي (26 -12)، أن "الأمطار التي سقطت على العاصمة بغداد هي اكبر كمية لمطرة واحدة ‏مستمرة، منذ نحو 30 سنة تقريبا".

وأضاف شاكر أن "هذه حالة نادرة جدا في العراق إذ استمرت الأمطار ‏بالهطول فوق بغداد لمدة 12 ساعة متواصلة، وبلغ معدل تساقطها 67,5 ملم، ما يشكل نحو 45 بالمئة ‏من المعدل السنوي لتساقط الأمطار فوق بغداد وهو 150 ملم". ‏

وأغرقت الأمطار معظم شوارع العاصمة، ووصلت المياه إلى ارتفاع متر في بعض الاحياء ودخلت ‏العديد من المنازل واعاقت حركة المرور بشكل تام ما دفع الحكومة الى اعلان الاربعاء الماضي ‏عطلة رسمية بسبب الفيضانات. ‏ وفي مدينة الصدر، شمال شرق بغداد، حاصرت المياه مستشفى فاطمة الزهراء التي احتاج المرضى ‏ساعات للوصول اليها بعد ان كانت الرحلة تستغرق 15 دقيقة. ‏وقالت ام ليث (38 عاما) ان قريبتها الحامل في شهرها التاسع احتاجت الى ساعتين لبلوغ المستشفى ‏. ‏ واعلن مصدر طبي لفرانس برس أن "منزلا انهار في أقصى شمال شرق بغداد، ما ادى الى مقتل ‏أربعة أشخاص بينما أصيبت امراة اخرى بجروح في الحادث نفسه". وتسببت الفيضانات أيضا في ‏إغلاق العديد من الأسواق والمحال التجارية.‏