TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > عين:دراما رمضان 3

عين:دراما رمضان 3

نشر في: 9 أغسطس, 2011: 09:30 م

 عبد الخالق كيطان من المبكر الحديث عن المسلسلات العراقية في شهر رمضان، ولكن بعض الزملاء، في أحاديث خاصة أو عن طريق الفيس بوك، يريدون أن يقفوا عند هذه الظاهرة التي صارت لازمة في كل رمضان. ولهذا أتحدث اليوم عن الظاهرة نفسها وليس عن المسلسلات المقدمة.
في البدء لابد من الإشارة إلى أن الكثرة تجلب معها الخبرة. وعلى سبيل الاستطراد، فإن موجة أفلام السكرين ( أفلام تلفزيونية منفذة بكاميرات خاصة وبتقنيات سينمائية وعرضت في دور العرض السينمائي) التي اجتاحت العاصمة في تسعينيات القرن الماضي قد نظر إليها النقد ونظرت الصحافة أيضاً بريبة، ولكنني شخصياً كنت معها، وعندي سبب أساس لذلك، فتوقف عجلة الإنتاج الدرامي التلفزيوني، وانحسار ظاهرة المسرح الجاد، وغياب السينما الكامل قاد إلى التفكير بحلول عملية، وكانت أفلام السكرين تمثل نوعاً من الحل. والآن ما الذي حققناه من هذه التجربة؟ باختصار شديد: حققنا مجموعة من الأفلام ذات المواضيع الرديئة وعدداً كبيراً جداً من الفنيين المشتغلين والذين تكونت لديهم خبرات قد تفيد، أو أنها أفادت فعلاً في مرحلة تالية. أغلب المشتغلين في الدراما العراقية الحالية هم من نتاج تلك الفترة.الأمر ينطبق على الإنتاج التلفزيوني العراقي اليوم. نحن بإزاء كم هائل من الأعمال الدرامية، بل أستطيع القول أن هذه هي المرة الأولى التي تتبارى فيها المحطات العراقية على تقديم الدراما بهذه الطريقة الكبيرة واللافتة، الأمر الذي أفرز وسيفرز عدداً من الكتاب، الممثلين، الفنيين، الخ.. وهو أمر مهم إذا ما علمنا أن الدراما العراقية، وبالرغم من تاريخها الطويل بالقياس إلى تاريخ الدراما في دول المنطقة العربية، ظلت متأخرة جداً، بل أن الدراما الخليجية والسورية تجاوزتها بمراحل بعيدة. والدراما تعتمد على الكثرة أكثر من أي شيء آخر، بمعنى أن كثرة الإنتاج الدرامي ستولد خبرة نحن بأمس الحاجة إليها، كما أن هذا السباق الرمضاني قد اضطر القنوات والمنتجين المنفذين إلى الاستعانة بخبرات عربية وأجنبية في بعض الأحيان، وهو ما سيقود إلى تراكم وتطوير في الدراما العراقية.ومن الصحيح القول أن مواضيعنا مازالت: سوداوية، أو بعيدة عن اهتمام المشاهدين، ولكن الصحيح أيضاً أن هذه المرحلة ضرورية للغاية إذا ما أردنا الاستمرار. والأمر ينطبق على عناصر العمل الفنية الأخرى كلها من إخراج وتمثيل وإكسسوار وتقنيات وأزياء وموسيقى... ألخ.. كل هذه العناصر تمرّ اليوم، في تقديري، بمرحلة التمرين من أجل الوصول إلى النموذج الذي لا أستطيع التكهن متى يأتي.إن واحدة من أبرز مشاكل الدراما العراقية اليوم هي التمويل. والفضائيات العراقية التي تتبارى في شهر رمضان يقودها عاملان أساسيان جعلاها تندفع في الإنتاج الدرامي، والعاملان هما: السياسة والمنافسة من أجل جذب الجمهور. فمن المعلوم أن الفضائيات العراقية بمجملها قائمة على مال سياسي بطريقة أو بأخرى، ولهذا فهي تنتج أعمالاً تدعم خطابها السياسي حتى ولو كان بطريقة غير مباشرة. أما المنافسة، فإن هذه القنوات تعتقد، وهي محقة في ذلك، بأن شهر رمضان يعد فرصة سانحة للوصول إلى أكبر جمهور ممكن، وهي تدرك تعطش الناس إلى الدراما العراقية تحديداً، ولهذا فهي تدسّ له ما يريد وما تريد هي في الوقت عينه. وكما ترون، فالمسألة تجارية صرف.مع ذلك كله، أقف مع هذه الظاهرة، لا أتعامى عن سلبياتها، ولكنني آمل الكثير من إيجابياتها المستقبلية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram