عن: نيويورك تايمز بعد سقوط النظام في العراق عام 2003 ، انشأ الاميركان مضيفا يقدم القهوة الحارة و غيرها من كرم الضيافة للزوار الرسميين الذين يزورون الجيش الأميركي في العراق. يقع هذا المضيف في إحدى مجمعات القصور التابعة لأقرباء و أصدقاء صدام حسين و التي كانوا يمارسون فيها صيد الغزلان و الاستمتاع بالغواني. لقد صار هذا المضيف
مثل مقهى ريكس ، حيث يجتذب وزراء الدفاع الاميركان القادمين للعراق و المراسلين الذين يجرون المقابلات و وفود الكونغرس الذين يصطحبون معهم نجوم السينما ،الممثل روبن وليامز كان هنا . هذا المضيف هو جزء من قاعدة تمتد خلف مطار بغداد و هي منطقة اختارها الجيش الاميركي مقرا له و اطلق عليها اسم معسكر النصر. خلال اشهر بعد السقوط ، اصبحت هذه المنطقة اكبر قاعدة قتالية اميركية في الخارج بعد حرب فيتنام . اول الضيوف الواصلين في ربيع 2003 وجدوا انفسهم بلا كهرباء او هواتف او حتى شبابيك ، فالاثاث تعرض للنهب ماعدا منضدة بلا شبكة كانت تستعمل للعب البنغ-بونغ . القمل و السحالي تملأ المكان . بعد مرور اشهر ، تم صبغ المكان و تبديل الأرضية بالمرمر و السقوف بالخشب المزخرف و دخل الانترنت كما في بعض فنادق اوربا . لكن مع غروب الشمس على الفجر الجديد و مع انتهاء مهمة الجيش الاميركي في نهاية هذا العام ، فان الجنود في هذا المضيف يبدون مثل قوة متضائلة تزحف للملمة مليارات الدولارات التي كلفها الأثاث و التجهيزات. اليوم يحتمي حرس هذا المضيف تحت ظل امني باهت و يحذرون الضيوف من السير ما بين الغسق و الفجر ، حيث تحذر الاستخبارات من المجاميع المسلحة التي تحاول خطف رجال الخدمة الاميركان الذين بقوا بلا حماية بسبب الانسحاب . في السنوات الماضية لم تكن تلك مشكلة ، فقد كان هناك آلاف الجنود يعج بهم المعسكر و كانت الطرق مزدحمة على مدار الساعة و القطعات المسلحة تملأ المكان. اما اليوم فلم يعد كل ذلك موجودا، و المكان اصبح مدينة اشباح خطيرة، في الاسبوع الماضي و اثناء تواجد رئيس هيئة الاركان المشتركة، مايك مولن، في هذا المكان دقت صافرة الانذار في منتصف الليل .قفز الجميع من الفراش و زحفوا الى داخل مواضع امينة و بقوا هناك لمدة 15 دقيقة الى حين انتهاء فترة الانذار. سابقا، و من اجل تمضية ساعات هادئة ، فقد كان الجنود المنسبون للعمل في هذا المضيف يقضون الوقت في صيد السمك في البحيرة التي يتكاثر فيها سمك الكارب ، و التي يستمتع الجنود بالسباحة فيها ، و يلعبون الغولف بالقرب منها . وكانت الحكومة العراقية قررت قبل شهرين حصر استخدام تسعة من قصور صدام حسين للأغراض السياحية والثقافية.ويقول المراقبون ان هذه القصور التي تستعد الحكومة لاستلامها من القوات الاميركية ستشكل اضافة نوعية للمشهد السياحي العراق، فلكل قصر منها قصتان في الذاكرة العراقية، قصة بنائها الباذخ في وقت كان فيه العراقيون يفتقدون ابسط مقومات الحياة من مأكل ومشرب ودواء، وقصة تحوّلها الى مقار عسكرية للقوات الأميركية بعد ان تركها صدام وهرب الى حفرة على اطراف تكريت.وكانت هذه القصور طوال السنوات الثماني الماضية مدار بحث في كيفية استثمارها، وكان خيار تحويلها الى متاحف ومنتجعات سياحية هو الخيار الأنسب، كي تواصل رواية قصتيها للأجيال، وهذا ما قررته الحكومة العراقية مؤخرا وهي اليوم تستعد لاستلام تسعة من تلك القصور من القوات الاميركية.وبحسب مسؤول حكومي، ان لجنة حكومية اقرن حصر استخدام القصور التسعة لاغ راض سياحية وثقافية فقط، مضيفاً ان هذه القصور تمثل أهمية سياحية كبيرة بما تحمله من ابداع عمراني.ويشير المسؤول الى أن بعض القصور ستكون متاحف ومقار لبعض المؤسسات العلمية الرسمية.وفي غضون ذلك، يرى خبراء اقتصاديون ان دخول قصور صدام في المشهد السياحي العراقي سيشكل دعما كبيرا لهذا المشهد، مشيرا الى ان استخدام القصور لاغراض السياحة سيشجع السياح من مختلف دول العالم على السياحة في العراق.ومن بين قصور صدام، كل من قصر الموصل.. الذي بني على مساحة ميل مربع و أكمل بناؤه في 1994، ويعتبر المسكن الرئاسي الشمالي لصدام. ويحتوي هذا القصر على عدد من القصور والمساكن المهمة، ثلاث بحيرات وعدد من الشلالات وقصر تكريت.. يغطي هذا القصر مساحة 2.5 ميل مربع ويقع على مسافة 90 ميلا شمال بغداد كما أنه يعتبر أحد أكبر القصور الرئاسية في العراق، ويحتوي هذا القصر على عدد من المزارع والقصور الصغيرة. قصر بحيرة ثرثار.. يقع هذا القصر على بعد 150 ميلا شمال العراق وقد أكمل بناؤه في تشرين الثاني 1993. تبلغ مساحته 2.5 ميل مربع ويحتوي على عدد من القصور الرئاسية والمساكن المهمة.قصر الأعظمية.. أكمل بناء هذا القصر في 1995، ويعتبر من أهم خمسة قصور في بغداد. يقع هذا القصر على بعد 6 أميال من وسط المدينة ويطل على نهر دجلة.المجمع الرئاسي في بغداد.. عرف أيضا بالقصر الجمهوري، بني هذا القصر على مساحة ميلين مربعين ويعتبر محورا للحكومة العراقية. يحتوي هذا المجمع على المكتب الرئيسي لصدام وعدد من القوات الأمنية الخاصة.قصر الرضوانية.. يعتبر هذا القصر القريب م
"مضيف" معسكر النصـر يلفـظ أنفـاسه الأخيرة
نشر في: 9 أغسطس, 2011: 09:55 م