ترجمة : عباس المفرجيفلم " السنافر " لراجا غوسنل هو أكثر فلم سنفرةً سنفرته في حياتي. لا، مهلا. يبدو هذا الرأي إيجابيا جدا . ماذا عن ((أنا لا أتمنى أن أسنفر " سنافر " غوسنل حتى على أكثر اعدائي سنفرةً .)) هكذا أفضل.غوسنل ، الذي سلب منا ذكريات صباحات عطلة نهاية الإسبوع عن السنافر،
جنبا الى جنب مع مغامرات " سكوبي- دو " المليئة بالأكشن ، أطلق فيلما بطريقة السي جي آي (الشخوص السينمائية المنتجة بالكومبيوتر) في مرحلتها الأكثر تطوّرا ، وبنسخة الثري دي غير الضرورية ، كي ينقل أبطال طفولتنا الصغار من غابتهم الطبيعية الساحرة الى مدينة نيويورك الضاجّة . في تلك الغابة التي كانوا يوما يتفاعلون فيها مع البشر الشكوكيين ، يفصحون عن حكمة شعبية صغيرة ويساهمون بجعل إسلوب حياتنا الوسخ بعض الشيء أكثر حيوية . هذا يعني ، ان السنافر في هذا الفيلم هم بالضبط مثل الأميرة في مانهاتن أمي آدامز في الفيلم الكوميدي " المسحورة " ، فقط انهم أقل بكثير ذكاءً ، وطيبة ، وأصالة ، وتشويقا أو تسلية .لفائدة قراءنا الذين لم يترعرعوا في سنوات الثمانين ، نقول أن السنافر هم ابتكار فذ لرسام الكرتون البلجيكي بيو ، ومغامراتهم الاسبوعية غذّت مسلسل كرتوني على قناة الأن بي سي منذ عام 1981 وحتى 1989 . المخلوقات الزرقاء النحيلة ، التي لا يتجاوز طول قامتها على ارتفاع ثلاث تفاحات ، يرتدون بناطيل بيضاء وطاقية ملائمة ، يتغذون على أوراق نبات الفشاغ المعترش والتوت السنفوري ، ويقيمون في بيوت مستكينة في عمق الغابة على هيئة نبات الفطر . لأن السنافر كلهم يبدون شبه بعض ، فإنهم جُعِلوا مختلفين بنعوت تصف على احسن وجه شخصياتهم ، كالسنفور الذكي ، السنفور الأخرق أو السنفور المنفعل العدواني (أنا ولد أنت لا) . هذا الفيلم يستحق أيضا مثل هذا اللقب . وهناك السنفور البغيض ، السنفور المغفل ، السنفور الأحمق ، وسنفور آخر لا يصح ذكره اسمه هنا ، بسبب ولع الفيلم بنكات دورة المياه المقززة .كي أكون منصفا ، أحببت "السنافر" القديم ، عندما كان الأقزام الخرافيون الزرق يهيمنون على تلفزيون عطلة نهاية الاسبوع ،لأنني، كما أفترض ، كنت في السابعة من العمر في ذلك الوقت ، وهذا يساعد على تفسير الانجذاب. (علي الاعتراف : من هو في السابعة من العمر في عائلتنا ، والذي لم ير كرتون " السنافر" في حياته ، تمتع بالكامل بأبطال غوسنل هو يزمع منذ الآن على ارتداء زي السنفور في عيد الهلاويين . من حسن الحظ انه ليس هو الناقد هنا). وللأبوين ، أقول ، احذروا : بخلاف أفلام العائلة التي تنتجها بيكسار ، فيلم " السنافر " سوف لا يجذب سوى المشاهدين من عمر قبل المراهقة .أربعة كتّاب سيناريو موثوقون عُهد إليهم بمهمة إعادة تقديم جيل جديد من " السنافر " ويدبرون مؤامرة واهية ، نجد فيها ستة سنافر ــ يقودهم بابا سنفور (جوناثان ونترز) والسنفورة (مغنية البوب كاتي بيري) ــ تمتصهم دوّاة مياه سحرية وترميهم في سنترال بارك في نيويرك ، ويكون في اعقاب السنافر الزرق الساحر الشرير غارغامل (هانك أزاريا) وقطته الصغيرة ، آزريل، اللذان يدبران بطريقة ما أمر مطاردة مغامرينا الى البغ أبل (لقب مدينة نيويورك) . لحسن الحظ ، يتمكن السنافر الصعود الى المترو برفقة غريس اللطيفة (نجمة مسلسل " غلي " جايما مايس) وزوجها المدمن على العمل ، باتريك (نايل باتريك هاريس) ، اللذين يحتاجان معا الى تذكيرهما بأن الحياة قصيرة جدا ، وإذا لم تتوقف عن سنفرة الزهور في كل حين ، فإنك ستفوّت ربما لحظات استثنائية .ليس لدى " سنافر " غوسنل أي لحظات إستثنائية للمشاركة . وبإستثناء سلسلة لقطات محلّقة تتبع السنافر وهم يمتطون ظهور طيور ، فإن " الثري دي " لا ينطبع في الذاكرة مثله مثل حبكة الفلم التي هي عرضة للنسيان على الفور . قد يكون فلم " السنافر " إستخدم بمهارة تكنولوجيا الديجتال المتفوّقة ، لكن بإستثناء المشهد الذي يظهر فيه المتسوّقون الجشعون في المحل الشهير أف أي أو شوارتز في مانهاتن ، وهم يحاولون شراء السنفور الأحمق متوهمين أنه يجب أن يكون أحدث دمية ، فلم يُنجَز الكثير لجلب هؤلاء الزوّار الفاتنون الى عالمنا غير الفاتن بالمطلق .على الأقل ، حين جاء الموبيت (شخصيات المسلسل الشهير " موبيت شو ") الى مانهاتن عام 1984 ، تمتعنا مع نخبة من المشاهير البارعين مثل آرت كارني ، لايزا مينيلي ، بروك شيلدز وعمدة نيويورك الأسبق إد كوش . في فيلم " السنافر " ، مشهد يبدو فيه أزاريا يقضي حاجته في وسط مطعم ، وبلقطة ، معززة بالتصوير بالديجتال ، نرى آزريل تلعق عورته . من يريد أن يدفع بضعة دولارات إضافية ليشاهد ذلك في نسخة الثري دي !عن واشنطن بوست
فيلم "السنافر".. زُرْق (البغ أبل) لتلاميذ الروضة
نشر في: 10 أغسطس, 2011: 06:27 م