TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الاشتراكية مجدداً

الاشتراكية مجدداً

نشر في: 10 أغسطس, 2011: 08:16 م

فريدة النقاشمع اندلاع ثورة 25 يناير في مصر وتفجر الثورات العربية في كل من تونس وليبيا، سوريا واليمن والبحرين، يستعيد مفهوم الثورة الوطنية الديمقراطية ألقه، ويصبح مجددا أداة ثاقبة للتحليل تساعدنا على فهم التطورات الجارية في المنطقة والآفاق المستقبلية التي تفتحها للانتقال إلى الاشتراكية على المدى الطويل.
سبق أن تبلور هذا المفهوم، أي الثورة الوطنية الديمقراطية في سياق نضال الشعوب من أجل الخلاص من الاستعمار الخارجي، حيث تحتشد مجموعة من الفئات والطبقات لانتزاع الاستقلال وطرد المحتل الأجنبي وعزل الطبقة أو الفئة المتعاونة معه، وطالما تحددت المهام الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للثورة الوطنية الديمقراطية بكل من الظروف المحلية من جهة وبطبيعة العصر الذي تجري فيه من جهة أخرى وبالعلاقات بين القوى الاجتماعية التي تنجزها من جهة ثالثة، وأخيرا بآفاق المستقبل الذي تفتحه لتطور البلد المعني، ومن تفاعل هذه العوامل كلها تنتج الثقافة الوطنية الديمقراطية التي تتخذ طابعا عصريا أصيلا بتملك هذا العدد الهائل من الشباب لثورة الاتصال.كنا نصف عصرنا هذا قبل ثلاثين عاما بأنه عصر الانتقال إلى الاشتراكية حيث تبلورت على الصعيد العالمي قوى ثلاثة هي المعسكر الاشتراكي، وحركة التحرر الوطني في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وتحالف الطبقات العاملة في أوروبا وأمريكا مع دولة الرفاهية الاجتماعية التي نشأت نتاجا لنضال هذه الطبقات ولانتصار الثورة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي.واستطاعت هذه المنظومة الثلاثية التي نشأت بعد الحرب العالمية الثانية أن تحاصر الإمبريالية العالمية وتحد من أشكال تطرفها، بل وتلحق بها الهزائم في بعض الأحيان، ولكن المنظومة الثلاثية تآكلت ووصلت ذروة التآكل بانهيار المعسكر الاشتراكي الذي تواكب مع صعود سياسات الليبرالية الجديدة، ونجاح أحزاب اليمين في أوروبا وأمريكا، وانتعاش الثقافة العنصرية المعادية للشعوب، وبروز الحركات الفاشية والنازية الجديدة والإسلاموفوبيا، وارتداد بلدان التحرر الوطني التي كانت قد شهدت من قبل تحولات عاصفة وتطلعات اجتماعية قوية نحو الاشتراكية لدي شعوبها حتى ولد مفهوم طريق التطور اللارأسمالي الذي كان وصفا آخر للثورة الوطنية الديمقراطية.وخاض الاشتراكيون في كل مكان مجادلات واسعة حول طبيعة هذه الثورة وقواها الاجتماعية وأعدائها وحلفائها، ثم جاء استقلال جنوب أفريقيا بعد كفاح مرير أدي لهزيمة العنصرية البيضاء في عام 1994 وبعد أعوام قليلة من تفكك الاتحاد السوفيتي، ليطلق مرحلة جديدة من مراحل الثورة الوطنية الديمقراطية التي تتصارع في داخلها التوجهات الرأسمالية الخالصة التي يمثلها رأس المال الكبير والاحتكاري والتوجهات، الاشتراكية التي تمثلها تحالفات العمال والفلاحين والمثقفين التي انطلقت بكل قوة بعد أن أسهمت بنشاط في هزيمة العنصرية.وسرعان ما جاءت أمريكا اللاتينية إلى المشهد، ولم تبق كوبا وحدها تصارع في القارة ضد التوحش الإمبريالي والحصار الذي ضربته حولها الولايات المتحدة الأمريكية، وجاءت كل من البرازيل وفنزويلا وبوليفيا ثم بيرو وعدد آخر من البلدان عبر الانتخابات إلى صفوف الثورة الوطنية الديمقراطية مجددا لتبث فيها مضمونا ثقافيا جديدا سرعان ما أكدته الثورات العربية وخاصة في مصر، وليبرز مفهوم الاستعمار الداخلي الذي يمثله الاستبداد المهيمن بديلا عن الاستعمار الخارجي، وقد اتخذ الأخير شكل التبعية الاقتصادية عبر الشروط التي فرضها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وهيئة المعونة الأمريكية على هذه البلدان، وعلينا أن نتذكر وبفخر الموقف الأخير الذي اتخذه المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر حين رفض الاقتراض من الصندوق وأعاد الميزانية للحكومة لكي تدبر موارد أخرى.بعودة الثورة الوطنية الديمقراطية إلى الواقع العالمي أصبح الانتقال إلى الاشتراكية موضوعا مجددا على جدول الأعمال رغم أن مرحلة الانتقال قد طالت بعد أن توحشت الرأسمالية رغم أزماتها المتكررة، وعجزت البورجوازيات أو الطبقات المالكة رغم الاتجاهات الوطنية الديمقراطية في داخلها عن المضي بالتحولات بشكل أعمق إلى الثورة الاجتماعية التي تمهد الأرض للانتقال إلى الاشتراكية الذي أعطاه حزب التجمع عنوانا هو «مجتمع المشاركة الشعبية».ولكل هذه الأسباب يتقدم الآن في مصر على نحو خاص تحالف العمال والفلاحين والبورجوازية الصغيرة والمثقفين الثوريين ببرنامج تتضح معالمه يوما بعد يوم لتصفية الاستعباد والاستغلال، ويعلو صوت الدعوة لاستعادة القطاع العام لدورة قائدا للتنمية ووقف برنامج الخصخصة وإحياء وتطوير التعاون الزراعي وإصلاح جذري لنظام الأجور، وهو ما يمنح الثورة الوطنية الديمقراطية مضمونا جديدا تنمو في ظله بذور الثقافة الاشتراكية في البيئة النشطة التي يصنعها النضال الشعبي الديمقراطي والحلف الاجتماعي الجديد الذي يتبلور في ظله.لم يعش المفكر الاشتراكي البريطاني «رالف ميليباند» ليشهد الأحداث الثورية الأخيرة في كل من أمريكا اللاتينية والوطن العربي ولكن قراءته المدققة للأمور جعلته يدافع بحرارة قبل عشرين عاما عن الحاجة للانتقال إلى الاشتراكية في كتابه الثمين «الاشتراكية لعصر شكاك&amp

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram