بغداد/غفران حداد
يراجع المواطن البسيط معاملاته في الوزارات والدوائر الحكومية من مختلف مناطق بغداد ومن شتى محافظات العراق ليقف في طابور التفتيش الذي له أول وليس له آخر تحت ذريعة ضبط الأمن ، وحين يبدأ الدوام عليه أن ينتظر مجدداً ووقتاً آخر وتحت ذريعةٌ أخرى تقول " الموظفين الكرام يتناولون الإفطار"!
هذه الظاهرة بدأت بعد التغيير في 2003 وأُستفحلت في معظم الوزارات والدوائر الحكومية . لؤي أمين قال في حديث لـ" المدى": لو نحسب بأن كل موظف يأخذ من الوقت المخصص لساعات العمل في بداية الدوام نصف ساعة كحد أدنى ونضربها في عدد الموظفين ونحسبها على مدى أيام الأسبوع أو السنة سنجد أن هنالك المئات من عدد الساعات لهدر الوقت.
ويضيف" ألا يكفي وجود العطل الكثيرة الرسمية وغير الرسمية على مدار العام؟ " مشيراً "ان الحكومة المركزية كريمة جداً في اهداء الساعات لأجل راحة موظفيها وهذا كله يؤثر في عملية الاقتصاد العراقي الذي هو متدهوراصلاً من جراء الفساد المالي والإداري بعد التغيير في 2003" حسب قوله.
استياء المواطنين
الى ذلك ، عبر العديد من المواطنين عن استيائهم من هذه الظاهرة.
المواطن علي غازي من مدينة الموصل يقول لـ" المدى ": جئت بإبنتي لإكمال معاملة مديرية الأقسام الداخلية جامعة بغداد لإسكانها في مجمع الجادرية لإسكان الطالبات، وبقيت أنتظر حتى الساعة التاسعة والنصف وحين طلبت الاسراع بتقديم الاستمارة لملئها والتوقيع على التعهد وغيرها من الإجراءات لمديرية الاقسام الداخلية جاءني الجواب : المشرفات في مجمع هذا القسم هنّ الآن يتناولن الفطور".ويضيف : حين راجعت للمرة الثانية لدفع أجور السكن صادفني التأخير نفسه والحجة ذاتها هي أنّ المديرة والمشرفات يتناولن الإفطار"!
وأشارت المواطنة نرمين أحمد من باب المعظم بقولها " راجعت مجلس محافظة بغداد لإكمال معاملة بدأت بها منذ مدة ومع بدء الدوام الرسمي فوجئت انني لست الوحيدة التي تنتظرخارج غرفة تفتيش النساء والسبب في وجود هذا الزخم من النساء أنّ المفتشات يتناولنّ الفطور."
وتضيف" إحدى المفتشات خرجت على إثر احتجاجاتنا من التأخير وقالت بعصبية: ( إننا ننتظر البيض حتى ينضج على جهاز الهيتر، ونفطر ونبدأ بتفتيشكنّ جميعاً."
وتضيف بألم " كلنا ضحكنا فشرُّ البلية ما يضحك للأسف هذا حالنا نحن المراجعين" حسب قولها . الى ذلك أشار الإعلامي ياسر ستار بقوله لـ" المدى": مع كل الأسف هذه السلوكيات مستفحلة كمرض السرطان الذي ينهش في مفاصل الوزارات والدوائر." ويضيف" بل الطامة الكبرى أنه في حدود منتصف النهار يبدأ كسل الموظفين وكأنهم تعبوا من العمل ، ولا ادري أيَّ عمل هذا في ظل الروتين الممل من الانتظار والتأخير في انجاز معاملات المواطنيين "حسب قوله.
وأشارت الصحفيـَّة أنوار أكرم " نعم موجودة هذه الحالات في القطاعين الخاص والحكومي ولكن في المؤسسات الحكومية أكثر."
وتضيف" والقضية لا يمكن تعميمها أبداً على كل الموظفين فالبعض منهم يحترمون مهنتهم مشيرة " لا بأس لو يأتي الموظف الى الدوام بوقت مبكر للإفطار لكن شرط ان لا يؤثر أو يأخذ من الوقت المخصص للعمل لأن ذلك سيؤثر على اقتصاد البلد يشكل أو بآخر".
الكثير من الموظفين يباشرون دوامهم بالأكل
نشر في: 12 أكتوبر, 2012: 06:16 م