اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > ستة فنانين يحملون وجع "الماء الجريح" الى محجّة الفن التشكيلي الأشهر

ستة فنانين يحملون وجع "الماء الجريح" الى محجّة الفن التشكيلي الأشهر

نشر في: 12 أغسطس, 2011: 06:04 م

فيصل عبد اللهلندنعرضت قناة الـ "بي بي سي- الأولى"، قبل أيام، شريطاً تلفزيونياً عن مشاركة ستة فنانين تشكيليين عراقيين ضمن تظاهرة الدورة الرابعة والخمسين لبينّالة فينسيا بجناح خاص يحمل اسم بلدهم. وجاءت هذه المشاركة في المعرض الدولي للفنون التشكيلية، او "أولمبياد عالم الفن الدولي" كما يطلق عليها، بجهود فردية بحتة من قبل الفنانين أنفسهم. إذ كان على صاحب الفكرة، الفنان علي عساف والمنسق العام لهذا الجناح، وبعد انتظارات ممضة، واجتهادات شخصية،
ومتابعات طويلة مع الجهات الحكومية داخل العراق وخارجه قاربت السبعة أعوام، المضي في مشروعه/ رهانه. وليعيد، هو وزملاؤه، اسم العراق رسمياً الى "محجة" الفن التشكيلي الأشهر، بعد أكثر من ثلاثة عقود من الغياب. ولعل أسئلة الغياب، كما يتابع الشريط، تستحضر معها تقلبات الزمن وحرائق الوطن من جهة. ومنولوغ المنفي والآمال المعقودة على الوطن الأول من جهة ثانية. ولكن هل يمكن ان يجتمع العراق، ككيان سياسي، والفن، كمفهوم ولغة، في مكان واحد؟ سؤال اجتهد معدو هذا الشريط، وعلى مدى 55 دقيقة، في البحث عن إجابة له. ذلك، وكما تقول تجارب هؤلاء الفنانين، ان قصة المنفى لا تكتمل من دون حضور هواجس الوطن، وانفراط المصائر والأخيلة وأسئلة الانتماء في آن. صحيح ان الأول يقترن عادة بكونه مأوى، حرية شخصية، فضاء ينتفض على الحرمانات، إلا انه، وكما يسرد الشريط، لم يتحول الى منولوغ بائس عنوانه الفقدان. يتنقل الشريط بين أكثر من عاصمة ومدينة، مقتفياً ظاهرة الشتات العراقي من خلال نصف درزينة من الفنانين التشكيليين.بين مدينة نيويورك الأميركية، مروراً بالعاصمة الفنلندية هلسنكي ومثلها لندن ومنها رحلة الى جبال كردستان العراق، ويختم بمدينة فينسيا الساحرة حيث تجري الاستعدادات لترميم بيت خرب يحمل نفحة بيوت العراقيين، وليؤثث باشتغالات هؤلاء الفنانين.rnإضاءاتومثلما اختارت هذه الدورة عنواناً لافتاً لها وهو "إضاءات"، ومن خلال الجمع بين مفردتي الضوء والأمم باللغة الإنكليزية. وعبر طرح خمسة أسئلة على المشاركين تمحورت حول مفهومي الهوية والانتماء. منها؛ هل الوسط الفني أمة؟ وكم من الأمم تحملها داخلك؟ وفي أي من هذه الأمكنة تجد نفسك؟ وهل ستكون اللغة الإنكليزية لغة المستقبل أم لغة أخرى؟ وان كان الفن أمة، ما هو دستورها؟. فان "ثيمة" الجناح العراقي جاءت تحاكي الخطوط العامة لتلك الأسئلة، ومن خلال قضية شحة المياه التي يعانيها البلد. ولعل اختيار ثيمة "الماء الجريح" لم يأت اعتباطاً، بل له ما يبرره إزاء الأزمة الحادة التي يواجهها العراق اليوم، مما يهدد بكارثة بيئية وإنسانية تتحمل مسؤوليتها دول الجوار، خصوصاً تركيا وإيران، ومثلهما الدولة العراقية "العتيدة" بسبب تخبط سياساتها المائية. فما عرف بـ "بلاد الرافدين" او "حضارة ما بين النهرين" في كتب التاريخ والجغرافيا، مهدد بجفاف قاتل خلال العقود القليلة القادمة، حسب شهادة خبراء في هذا الشأن. بالمقابل يتابع الشريط الفنان أحمد السوداني في مشغله النيويوركي، درس الفن في نيويورك ويقيم فيها منذ نهاية التسعينيات، وهو يضع اللمسات الأخيرة لمجموعة أعمال خصص قسم منها للعرض في البينّالة، وأخرى كلف بها من قبل متخصصين في اقتناء الأعمال الفنية مثل مؤسسة ساتشي-ساتشي ومزاد كريتستي الشهير. الإقبال على أعمال هذا الفنان والصعود الصاروخي له في عالم سوق الفن جعله محط أنظار عدد غير قليل من محبي "الأكزوتيكية"، حيث يجتمع الأصل العراقي مع استعارات فنية من الجهبذ الإيطالي كارافاجيو، مروراً بالإسباني غويا ومواطنه بيكاسو. ودليلنا حضور النجمة والممثلة المكسيكية سلمى حايك، عرفت بميلها وشغفها بجمع الأعمال الفنية، وآخرون من الطينة نفسها يحومون حول وكيل أعمال الفنان. اللوحة عند السوداني تأخذ شكل التجريد التقليدي، ولكنها مليئة بغرائبية فوضى مفردات اليوم العراقي بكل تناقضاتها، ما يدعو المتلقي الى التمعن بهذه الوجوه المنثورة على سطح اللوحة.فيما تأخذ اشتغالات الفنان عادل عابدين، مقيم في هلسنكي منذ عام 2001، صيغة التهكم التركيبي، والجامع للمفارقة العراقية مع ممكنات تقنيات الفيديو الهائلة. الدخول الى مشغل عابدين يضع المشاهد إزاء استعارات طريفة، إذ تستقبلك صورة "جندي مارينز أميركي" مدجج بالسلاح ولكنه يحمل وجه الفنان. في حين تحولت الأغنية الشهيرة والمعروفة عند العراقيين "فوت بيها وعلى الزلم خليها" في زمن "القائد الضرورة" الى وصلة غنائية تؤديها شابة وكأنها خارجه من علب الليل. لكن عمله الفيديوي "استهلاك الحرب"، المشارك ضمن هذه التظاهرة، وعلى شكل موظفين يتحاربان بقضبان أضوية النيون في مكتب رسمي وتطل عليهم صورة فضاء واسع تظلله غيوم الصيف، يضع مشاهده ازاء فضول البحث عن جواب شاف.rnفينسيا الشرقبينما تذهب إشتغالات الفنان على عساف، مقيم في روما منذ عام 1973، أبعد قليلاً. وعبر توظيف ما جرى لمدينته البصرة من خراب وإهمال على أيدي النظام الديكتاتوري، بسبب حروبة العبثية، و "المحرر الأميركي" الجديد. هنا تتحول مأساة هذه المدينة، يطلق عليها "فينسيا الشرق" ومنها أقتبس عنوان عمله، الى بيان صوري بليغ في رمزية إشاراته. ففي أعماله الإن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram