بغداد / المدى يبدأ الحديث أول الأمر بغزل ناعم وسرعان ما ينتهي بمسك الأيدي"، بهذه العبارات وصفت عدد من الطالبات الجامعيات تصرفات بعض مدرسيهن تجاههن. التحرش في الجامعات لا يمكن وصفه بـ "الظاهرة" بسبب تحفظ الكثير من الطالبات في الحديث عنه أو الإفصاح به لأسباب اجتماعية وأخلاقية غالبا ما ترفض الفتاة البوح بها كونها تجد فيها مسا لكرامتها.
بيد أن علم النفس برر تلك السلوكيات بالانحراف والاضطراب النفسي لدى بعض الأشخاص، إضافة إلى النظرة الجنسية للمرأة، البعيدة عن احترامها كإنسان.تؤكد (مريم. ن) وهي في المرحلة الثانية بكلية العلوم بإحدى الجامعات أن طبيعة ملابسها التي ترتديها قي الجامعة والتي قالت إنها "متماشية مع الموضة" دفعت بعدد من المدرسين إلى التحرش بها سواء بالكلام او بالإشارة والتلميحات. ولفتت إلى انه في إحدى المرات وبعد انتهاء المحاضرة طلب منها احد المدرسين الالتقاء بها خارج الجامعة بقصد التعرف عليها عن قرب من اجل الزواج منها. وأضافت وبعد ذلك اخذ المدرس يطلب مني الالتقاء حتى صار الأمر شبه يومي، وفي كل مرة راح يحدثني عن مشاعره نحوي وعندما طلبت منه التقدم لخطبتي احتد وطلب مني بعض الوقت للتعرف على بعضنا البعض أكثر. وتابعت بالقول: "ولأنني فتاة واحلم أن أتزوج كغيري من الفتيات، طاوعته على أمل أن يفي بالوعد، ولكن وبعد مرور أربعة أشهر من اللقاءات بدأ حديثه يتبدل واخذ طابعا لا أخلاقيا، ففي كل مرة بات يحاول الإمساك بيدي، فاكتشف أن هدفه ليس الزواج، وإنما التسلية وإشباع رغباته فما كان أمامي من خيار سوى الابتعاد عنه". وتقول (منى. س) وهي طالبة في كلية الآداب "هنالك تفسير خاطئ من قبل بعض المدرسين تجاه الطالبات" موضحة أن بعض الطلبة اجتماعيون ومنفتحون على الآخرين بشكل كبير وهذا ما يعرضهم للفهم المغلوط. وأكدت أن هذا الأمر عرض الكثير من الطالبات وهي واحدة منهم إلى التحرش من احد المدرسين عندما طلب منها توصيلها إلى منزلها بعد نهاية الدوام. وأضافت: عندما رفضت طلبه راح يبادلني الابتسامات وطلب رقم هاتفي النقال عندها شعرت بالحرج الشديد منه وأعطيته الرقم وفي ذات اليوم اتصل بي ليلا وراح يغازلني بعبارات كثيرة، عندها شرحت له أن "دراستي في الجامعة هي هدفي الأساس وأنني لست من الفتيات اللواتي يبحثن عن صديق". وتابعت بالقول عندها أجابني "أنا أسف أنتي فهمتيني غلط، أنا قصدي شريف بس أشوفج اشرحلج "، وقتها اقتنعت انه هو من "فهمني غلط وبأن حديثي مع الزملاء أوحى له انه يسهل إقامة علاقة معي".فيما تشير الطالبة (م.م) الــــــــــى أن أحــــــد الأساتذة طلب منها أكثر من مرة الالتقاء بها خارج أسوار الجامعة وعندما رفضت اخذ المدرس منها موقفا متشددا. وتقول "لقد تأخرت عن المحاضرة نحو خمس دقائق وعندما طلبت من الأستاذ السماح لي بالدخول رفض وبنبرة حادة شعرت حينها انه يريد معاقبتي على رفضي طلبه". ومضت بالقول "وبعد انتهاء المحاضرة راجعت الدكتور وسألته عن سبب غضبه وسوء معاملته فأجاب (أنتي اللي جبيته لنفسج) عندها شكوته لإدارة الجامعة، لكن موقفها كان مدافعا عن الأستاذ "وانقلب الأمر عليّ وأصبحت أنا المتهمة". أما الطالبة (ن.أ) وهي طالبة سنة رابعة في كلية العلوم فتقول "إن قسما كبيرا من الطالبات المحتشمات غالبا ما يتعرضن للمضايقات من قبل أعضاء في هيئة التدريس"، مبينة أن الطالبات اللواتي يلبسن على الموضة يلقين أفضل معاملة، مشيرة في ذات السياق إلى قيام بعض المدرسين بمغازلة الطالبات المتبرجات أمام الطلبة وعلى مرأى ومسمع الجميع. وبينت أن بعض المدرسين يتصرفون بقسوة مع الطالبات اللواتي يلبسن الحجاب ويتساهلون بشكل مفرط مع غيرهن من الطالبات لأسباب لم تجد لهــــا تفسيرا منطقيا!
طالبات يحذرن من غزل أساتذة الجامعات الناعم
نشر في: 12 أغسطس, 2011: 06:27 م