TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > في بلاد "السيخ" وبلاد "السرّاق"

في بلاد "السيخ" وبلاد "السرّاق"

نشر في: 28 ديسمبر, 2012: 08:00 م

السيناريو الذي كتبنا عنه كثيرا وتوقعنا حصوله ، نجد الآن من يصر على تحقيقه على ارض الواقع،.. معركة كسر العظم بين  قيادات العراقية  و المالكي .. والتسخين الذي يسعى إليه الطرفان،.. ليرتفع الستار عن  " أبطال وهميين " يعتقدون انهم يدافعون عن  القانون والسيادة، وايضا عن مصالح العراقيين جميعا  .. وهو السيناريو نفسه الذي عاشه العراقيون جميعا مع ازمة قوات دجلة .. ثم انطلاق حملة كوميدية للحديث عن قوة المركز وهيبته في الوقت الذي لم يستطع هذا المركز بكل قواته وصفقات اسلحته الفاسدة ان  يسيطر على امطار استمرت يوما واحدا فقط، لتغرق العاصمة  ومعها العديد من المحافظات  في مستنقع الامطار والفساد الذي ينخر جسد الدولة العراقية.
في الوقت الذي انشغل فيه الإعلام وعلى صفحاته الأولى  بحرب داحس والغبراء بين المالكي والعيساوي .. نجد خبر مقتل ستة أطفال اثر انهيار منازلهم في مدينة الكوت يتوارى خجلاً في الصفحات الداخلية ولأننا جميعا غارقون في تظاهرات نصرة العيساوي .. والدفاع عن قرارات المالكي  .. لم يتوقف مسؤول  امام الكوارث التي يتعرض لها العراقيون كل يوم ..لم يخرج علينا مسؤول ببيان عن هذه الكوارث .. والاخطر من ذلك ان الناس  لم تغضب .. وكأننا جميعا اصابنا عطب مزمن بالضمير والاخلاق والاهم بمسؤوليتنا تجاه هذا الوطن  .. اليوم نجد الاف المتظاهرين يرفعون صور رافع العيساوي ويقطعون الطرق من اجل ان يعود رافعا راية النصر .. فيما لم تحرك هذه الآلاف ساكنا، وهي ترى الخراب الذي يحل بالبلاد ، وسوء الخدمات .. واستشراء الفساد ..وتفشي المحسوبية والانتهازية اللصوصية  .. نجد الناس  قد اصابها الصمم ازاء الحدث الابشع في تاريخ العراق السياسي والاجتماعي واعني به عمليات التعذيب والاغتصاب الذي تعرضت  لها عدد من السجينات.
في الوقت الذي مات فيه اطفال بسبب الأمطار وتهدمت بيوت الفقراء، نجد رئيس الوزراء  ينسى الضحايا ويقول انه "لا يلوم وزيرا عن ما حصل لأنه –اي الوزير -  مكبل بالنزاعات والصراعات والمماحكات وتوفير القدرات، وكلما تقدم بخطوة أثيرت عليه الثائرة حتى لا ينجح" .. ولا اعتقد ان عاقلا يمكن ان يقتنع ان  الصراع السياسي يقف حجر عثرة في طريق تأسيس منظومة مجاري  للبلاد .. وينسى المالكي ان اموال البنى التحتية سلمت لمقاولين وسياسيين ليحولوها الى خارج البلاد . وانا اسمع خطاب المالكي امس تذكرت  صورة الرئيس الامريكي اوباما يجهش بالبكاء وهو يعلق على حادث مقتل 18 طفلا في احدى المدارس الابتدائية.. فيما سياسيونا ومسؤولونا اصيبت ضمائرهم بعطب مزمن  فنجدهم لا يتألمون او يغضبون  لموت اطفال ابرياء .. وفي الوقت الذي يرفع به اهالي الانبار صور  " البطل " رافع العيساوي  كانت بلاد مثل الهند تغلي  ليس من اجل عيون وزير المالية ولا دفاعا عن رئيس الوزراء، وانما دفاعا عن فتاة تعرضت الى اغتصاب وحشي.. فمنذ ايام وطرقات العاصمة الهندية يغلقها الطلاب والعمال تنديدا لما تتعرض له المرأة الهندية، مطالبين باجراءات حكومية لجعل النساء يعشن بمجتمع امن.. في بلاد الهند لايزال رئيس الوزراء ورئيس البرلمان ووزير الداخلية يقدمون كل يوم اعتذار رسمي للمتظاهرين، وفي بلاد المالكي والعيساوي  لا احد يسأل ماذا جرى في قضية تعذيب المعتقلات في السجون في بلاد الهند الحكومة  تتحمل  المسؤولية الاخلاقية  عن ما تعرضت له فتاة  اغتصبت في حافلة ركاب.. بينما في بلاد الشراكة الوطنية يقر القضاء لوجود عشرات الانتهاكات بحق السجينات فنجد رئيس الوزراء  يخرج لسانه للجميع قائلا وماذا يعني  لماذا تدافعون عن السجين ؟
 هذا ما حدث في بلاد " الكفار امريكا " .. وهكذا هي صحوة الضمير في بلاد " السيخ  الهند " اما في بلاد الاحزاب الدينية  والعشائر والطوائف .. فقد شاهدنا كيف تحول وزير شريك في الخراب الى بطل قومي . وكيف تبلدت ضمائر السياسيين .. ووجدنا  صانعي الأزمات أمثال احمد العلواني وعباس البياتي وحسين الأسدي وحيدر الملا وعزت الشابندر  يتحولون الى ابطال "قوميين".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. الانصارى

    انتم فى المدى مدى الوطن وضميره تفدمون للناس زادا مهما فى الوهى الثزرى نحن معكم خاصة الاصدقاء المتضررين من الظلم اينما ومن اين اتى هذا الظلم ونشد على الايدى

  2. ابو حسين الخزعلي

    هههههههههههه والله العراق مهزلة المهازل مع الاسف

  3. الانصارى

    انتم فى المدى مدى الوطن وضميره تفدمون للناس زادا مهما فى الوهى الثزرى نحن معكم خاصة الاصدقاء المتضررين من الظلم اينما ومن اين اتى هذا الظلم ونشد على الايدى

  4. ابو حسين الخزعلي

    هههههههههههه والله العراق مهزلة المهازل مع الاسف

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

"دبلوماسية المناخ" ومسؤوليات العراق الدولية

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram