اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > وحدة العراق بين السياسة والدين

وحدة العراق بين السياسة والدين

نشر في: 12 أغسطس, 2011: 08:18 م

ونحن نعيش هذه الأيام شهر رمضان المبارك، شهر الفضيلة والتسامح والتآخي بين المسلمين كافة بصرف النظر عن انتماءاتهم الطائفية والفكرية ،علينا أن نستثمر هذه المناسبة الخيرة والمباركة  ونستلهم الحكمة والموعظة من التاريخ ونستذكر ماقام به السلف الصالح من مبادرات طيبة واعمال جليلة لنبذ الفرقة والتباغض بين أبناء الشعب العراقي الواحد.
ففي عام 1920 قام كل من الشيخ مهدي البصير والسيد صالح الحلي إبان نشوء الحركة الوطنية في العراق بدعوة زعماء الطائفتين السنية والشيعية لاقامة حفلات دينية مشتركة تجمع بين المولد النبوي على الطريقة السنية ومجلس التعزية الحسينية على الطريقة الشيعية وهي التي اطلق عليها الدكتور علي الوردي مصطلح (المولد التعزية) ،وفعلاً اقيمت هذه الحفلات بالتعاقب واول حفلة تمت في يوم الجمعة 14/أيار/1920 في جامع القبلانية في سوق البزازين ، وقد اجتمع فيها جمهور غفير من السنة والشيعة، وقد ألقى فيها احد وعاظ السنة خطبة الجمعة ثم اعقبه الشيخ مهدي البصير فتلا المولد النبوي ومقتل الحسين معاً.ولما حل شهر رمضان المبارك في 19 أيار تقرر ان تقام الحفلات القادمة في المساء بعد فترة الافطار ، وقد اقيمت اول حفلة رمضانية في جامع الميدان مساء الخميس 20/ أيار وكانت ناجحة الى حد كبير فقد اكتظت ساحة الجامع على سعته بالناس قدر عددهم بنحو عشرة آلاف من كلا الطائفتين ثم تلتها حفلة ثالثة في جامع الحيدرخانة وكانت اكثر حضوراً ، وقد توالت الحفلات الدينية وصارت مرة في جامع للسنة واخرى في جامع للشيعة ،ومن اهم الجوامع التي اقيمت فيهاعلاوة على جامع الحيدرخانة جوامع وحسينيات في الكاظمية والاعظمية والشيخ عبد القادر والسيد سلطان علي والاحمدي والخلاني ، وكان حزب الحرس يشرف على تنظيم تلك الاحتفالات الدينية.(كم يسرنا ويفرحنا ان تقوم احزابنا اليوم في مثل هذه المبادرات الاسلامية النبيلة للم الشمل وتوحيد الكلمة ونبذ الطائفية كما فعل حزب الحرس قبل 86 عاماً).يذكر علي الوردي في هذا السياق بقوله: لقد استفحل التقارب الطائفي بشكل لم يشهد العراق مثله من قبل ، وقد اتضح ذلك عند مجيء وفد الكاظمية برئاسة السيد محمد الصدر الى بغداد وقد استقبله اهالي الجعيفر والسوامرة والتكارته وغيرهم وهم يحملون الشموع ويهللون ويكبرون، وكان في استقبالهم احمد الشيخ داود وغيره من علماء السنة  فتعانق الشيخ والسيد عناقاً أخوياً كرمز للتآخي بين الطائفتين، وعند ذلك عج الجمهور بالصلاة على محمد وآل محمد .ان مايشهده اليوم العراق من هجمة ارهابية شرسة من قبل اعدائه يتطلب من سياسيينا واحزابنا الاقتداء بالسلف الصالح وان يكفوا عن المجادلات والتجاذبات وتبادل الاتهامات وان يعملوا على التهدئة والتآخي وجمع الكلمة بهدف الوصول الى تخفيف الاثقال والاحزان التي يئن منها الشعب العراقي، ومن جهة اخرى يجب على الاعلام العراقي بكل إشكاله (اذاعة ، تلفزة ، صحف)  بث ونشر كل مايعزز الوحدة الإسلامية والوطنية والتعاون بين ابناء الشعب الواحد وتثقيفه على التسامح والمحبة ،والله الموفق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram