TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > عين:دراما رمضان 5

عين:دراما رمضان 5

نشر في: 12 أغسطس, 2011: 09:02 م

 عبد الخالق كيطان وفي الخلاصة أستطيع الخروج بمجموعة من الملاحظات العامة عن الدراما العراقية في رمضان، وبالرغم من عدم انتهاء تلك السلاسل الدرامية، ولكن يمكننا الحديث عن ملاحظات بإطار عام، ويبقى الحديث التخصصي عن عمل بعينه دون سواه مطروحاً للنقاش في وقفات أخرى. الاعمال الدرامية العراقية في رمضان الحالي تميزها الخصائص الآتية:
1. ثمة مشكلة كبيرة في تأسيس وخلق بيئة الشخصيات. وسبب ذلك يكمن في تصوير المسلسلات العراقية في بيئات غير بيئاتها الحقيقية. ولذلك اسبابه أيضاً. فالبعض يذكر أسباباً تقنية تخصّ صلاحية الصورة التلفزيونية في العراق عنها في غيره ما يضطرّ المنتج إلى التصوير في بلاد أخرى، وهناك رأي يقول بالسبب السياسي الذي يمنع، أو يجبر، هذه القناة التلفزيونية أو تلك من التصوير داخل العراق فتفضل دمشق والقاهرة. ولكن لماذا تخفق بيئة مسلسلات منتجة داخل العراق؟2. الانتاج العراقي ما زال شحيحاً في التعامل مع الممثلين، والكادر بشكل عام، وإلا ما الذي يجبر الممثلين العراقيين على الظهور في 90% من الأعمال المنتجة؟ شخصياً أرجّح أن يكون ضعف الأجور سبباً. وهنالك أسباب أخرى سنأتي على تفصيلها.3. ويتحمل الانتاج مسؤولية اختيار المواضيع وترويجها، يتحمل مسؤولية اختيار مخرج عراقي أو غير عراقي فيفشل، ويتحمل اختيار نصّ لكاتب تترى مشاهده بلا معنى، هل قرأ المنتج، والمنتج المنفذ هذا النصّ؟ كما يتحمل المنتج إسناد أدوار إلى ممثلين مكررين صار ظهورهم في كل فضائية وفي كل عمل أمراً فجاً، مضحكاً في بعض الأحيان.4. هنالك مشاكل تفرعت عن مشكلة البيئة. فأنا، غير المختص بالدراما التلفزيونية، أستطيع أن أؤشر عدداً من المشاهد التي أخفقت فيها الإضاءة بطريقة واضحة. كيف يمر اخفاق الاضاءة، وهي لب الصورة، على المخرج والمونتير والمسجّل الصّوري ومساعديهم؟5. لا أدري كيف يرتضي بعض الممثلين بأن يكرروا أنفسهم في ظهورات عديدة عبر أكثر من عمل؟ لماذا لا يحترم هؤلاء أنفسهم فيكرّسون وقتهم وتفكيرهم لدور واحد يتميزون به؟ لماذا لم يتعلموا من الممثل المصري والسوري أن يظهروا بعمل واحد في الموسم؟ هل للأمر علاقة بالانتاج، كما قلت في الفقرة الأولى؟ ربما، ومع ذلك، أعتقد أن الممثل الحقيقي هو الذي يذهب إلى تأكيد حضوره بعمل واحد مميز وليس ذلك الذي يدمن الظهور على الشاشات فلا نتذكره بعد اطفاء أجهزة التلفزيونات.6. كيف نستطيع أن نطوّر كتّاب الدراما في العراق؟ وكيف نستقطب كتاباً جدد؟ أعتقد أن أهم ركن في الدراما التلفزيونية هو الكاتب، ومتى ما استطعنا العثور على كتّاب جيدين فإننا نستطيع أن ننتج أعمالاً جيدة تنافس فعلاً لا قولاً. في هذه النقطة أحيّي الكاتب علي صبري على جهده البيّن في "فاتنة بغداد" وحامد المالكي في أكثر من عمل. وتبقى الحاجة ماسة لاستقطاب كتّاب جدد، وتشجيع الموجودين على الكتابة.7. أعتقد أننا أمام فرصة لتطوير أعمالنا الاستعراضية والكوميدية بشكل خاص. وذلك لأنها مطلوبة جماهيرياً، ومطلوبة في الوقت ذاته من قبل الفضائيات. والآن، كيف نطوّر تلك الدرامات؟ من الممكن عقد ندوات تخصّصية بمشاركة عدد من النقاد والفنانين... ربما تخرج مثل هذه الندوات بشيء مهم على طريق تطوير دراماتنا. 8. والآن: دفعت شبكة الاعلام العراقي، على ما سمعنا، أعلى الأجور في هذا الموسم، فلماذا تريد أن تلجأ الشبكة إلى المنتج المنفذ من جديد، والذي قد يعود لظلم الفنان العراقي؟ أتمنى أن يضطلع قسم الدراما في الشبكة بمهامه ويبدأ بتعويض فناننا العراقي عن سنوات حرمانه، وهذا ليس بالأمر المستحيل أو الصعب على الشبكة.9. لست من المتشائمين بأمر الدراما العراقية. وبالرغم من كل الملاحظات التي دوّنتها هنا، وتلك التي نسيت تدوينها، أقول بصدق: الدراما العراقية في مأزق كبير بسبب شدة المنافسة مع الدراما العربية والتركية، وبسبب كثرة الفضائيات وتنوع الخيارات... ولهذا فنحن بحاجة إلى ندوات تخصصية مستمرة على طريق تطوير الدراما في بلادنا وجعلها تنافس غيرها. وذلك لا يعدم القول، أخيراً، بأن ما نرى على الشاشة ليس كلّه شرّا محضا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram