هاشم العقابي عندما قيل إن المالكي قد أقال وزير الكهرباء، ولا ادري إن فعلا تمت إقالته، سعدت بحذر. لان السعادة حتى تكتمل بشكل صحيح وسليم، يجب أن تسبق الإقالة إحالة المتهم إلى المحكمة. ولأننا "قد هانت مطامحنا" كما قال العظيم الجواهري، أسعدني أمر الإقالة كونه، كما أشيع، جاء بفعل رسالة من الدكتور جواد هاشم الذي هو واحد من جيل التكنوقراط الغائب والمغيب في هذه الأيام. وبغض النظر
عن إن كان تصرف رئيس الوزراء صائبا أم مخطئا من الناحية القانونية، يبقى أمر قراءة رسالة من مواطن وأخذها على محمل الجد من قبل الحكومة شيئا مفرحا.قبل أيام كتبت عن تلك الرسالة وعبرت عن سروري باهتمام السيد المالكي بها واستجابته لما جاء فيها. وسروري زادني طمعا بان ناشدت رئيس الوزراء أن يقلد صاحب الرسالة وسام النزاهة لجهوده الطوعية. كان هدفي هو أن تكون الرسالة فرصة كي تفتح الحكومة قلبها للناس بعد أن أغلقته، مثلما أغلقت بابها بوجههم زمنا ليس قليلا. بحزن شديد أقول معترفا باني فعلا كنت "بلا كلب" كما يقول أهلنا.فالذي حدث هو أن القلب الذي انفتح كان قلب جواد هاشم هذه المرة وليس قلب المالكي. ولأكون صريحا أكثر هنا. فانا وبعد، تجارب مريرة سيحين يوم نشرها، صرت لا يخطر ببالي أن تستجيب الحكومة بكل من فيها، إلى أي رسالة أو مقال من أي عراقي لا يحابي أو يجامل أو يمتدح الحاكمين. صار موالي المفضل، ومنذ سنين، هو: "يا طابخ الفاس ترجه من الحديدة مرك".أمس جاءتني رسالة من الدكتور جواد على بريدي الالكتروني استبشرت بها خيرا قبل أن افتحها. رسالة مهذبة كطبع صاحبها وكريمة ككرمه. وبعد أن شكرني على اقل واجب كنت قد قدمته لرجل حريص مثله. حقا أسعدني شكره. فالشكر جميل. حتى الله لم يخف سعادته لو شكره العباد (وان شكرتكم لأزيدنكم).من خلال شكره لي، توقعت انه سيخبرني أن رئيس الوزراء قد استجاب لما ما ناشدته أن يفعله تجاهه بعد خدمته الكبيرة التي قدمها للوطن بكشفه شلة من المفسدين. اذكر أن رئيس الوزراء قد اشتكى يوما من تنصل المواطنين عن الشهادة لو هو طالبهم بالإدلاء بها ضد أي فاسد. أما يفترض هنا أن يشكر الرجل على الأقل لأنه استجاب لشكوى رئيس الحكومة مثلا؟المهم، هو أن جواد هاشم اشتكى لي. لا من عدم شكره من قبل رئيس الوزراء أو أي احد في مكتبه، بل اخبرني انه حتى لم يتلق ردا بسيطا بإشعاره بتسلم رسالته، وذلك من اضعف الإيمان. بالمناسبة إن الإشعار بالاستلام يمكن أن يتم أوتوماتيكيا من خلال خدمة مجانية متوفرة بأي بريد الكتروني. لا يحتاج تفعيلها إلى خبرة تكنولوجية بقدر ما يحتاج إلى حس حضاري وشعور بأهمية احترام الغير.آه يا دكتور. ليس عندي أن أرد على شكواك غير أن أقول: "تتوچه بيه وأنا الميت اطلب حيل". لا تحزن ولا تبتئس يا سيدي فلك بما يمر به العراق خير عزاء. لا أريد أن أصبرك أيها الإنسان المتحضر. لكن اسمح لي أن انقل لك وللقراء الكرام صورتين قد تخففان من مرارة شكواك. نقل لي صديق إعلامي ذو ثقة أن وفدا عربيا فنيا زار العراق قبل سنوات والتقى بمستشار إعلامي لرئيس الوزراء. عبر احد أعضاء الوفد العربي عن إعجابه بالمطرب يوسف عمر. يقول صديقي إن المستشار التفت إلى احد الجالسين ليسأله: هل لدينا مطرب اسمه يوسف عمر؟!والبارحة صار لي حديث مع النائب والمفكر حسن العلوي، الذي لم يخف ألمه من تردي الواقع الإعلامي بالعراق. ومن خلال الحديث اخبرني بأنه تحدث مرة مع مستشار إعلامي، أو ما شابه، في مكتب رئيس الوزراء عن عموده اليومي الذي كان يكتبه في جريدة "العالم". المفاجأة ان الذي في المكتب رد على العلوي بالنص: وهل هذه الجريدة تصدر بالعراق؟فيا أيها الطيب جواد هاشم إن كان الجماعة لا يعرفون يوسف عمر. ولا يعلمون بجريدة تصدر "ببلدهم". فهل تبقى تتألم أو تعتب أنهم لم يشكروك أو يردوا عليك؟ أنهم يا سيدي لا يسمعون ولا يقرأن ولا يشكرون.
سلاما يا عراق :أفلا يشكرون؟
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 12 أغسطس, 2011: 09:22 م