عن : أفكار عن العراق إحدى المشاكل الرئيسية داخل إدارة بوش كانت سوء الأداء في السياسة الخارجية. بعد الحرب العالمية الثانية تم تأسيس مجلس الأمن القومي لغرض إدارة القضايا العسكرية والاستخبارية و السياسة الخارجية. في ظل إدارة بوش الأولى كانت كونداليزا رايس تشغل منصب مستشار الأمن القومي،
و كانت لها علاقة شخصية وثيقة بالرئيس، إلا أنها أثبتت عدم كفاءتها في إدارة الشخصيات القوية داخل البيت الأبيض. كما أن الرئيس غالبا ما كان يفشل في الاختيار من بين هذه الآراء المختلفة، مما أدى إلى الاتجاه للعراق بدون دراسة مكثفة و هذا بدوره سبّب تقويض التخطيط، و ادى إلى الفوضى بعد سقوط صدام حسين، لأن كليهما – الرئيس بوش و كونداليزا رايس – يفتقران إلى المهارات الادارية القوية، مما يعني ان القضايا المهمة لم تتم مناقشتها و لا حتى القرار عليها. في بعض الأحيان كان يسمح للوكالات أن تتبع أساليبها الخاصة دون تنسيق من الإدارة العليا. بعد أحداث 11 سبتمبر ازداد الموقف سوءا، و بدلا من أن تصعد الأفكار من الدوائر الصغيرة إلى الإدارة العليا فان المسؤولين الكبار مثل وزير الدفاع دونالد رامسفيلد و نائب الرئيس ديك تشيني وغيرهما، كانوا يصنعون القرارات انفراديا، أي دون مناقشة القضايا داخل الإدارة. والأهم من ذلك، كان الكثير من الأفراد في البيت الأبيض لا يحبون بعضهم البعض فمثلا، كان رامسفيلد و وزير الخارجية كولن باول في عراك دائم مع بعضهما، كما أن رامسفيلد لم يكن يحب كونداليزا رايس و غالبا ما كان يشوه سمعتها في الاجتماعات أو يتجاهلها بالكامل. كل ذلك كان عائقا أمام إدارة واحدة موحدة. بسبب هذا التنافس الداخلي و القرارات الانفرادية كانت رايس، التي من المفترض أن تدير السياسة الخارجية، غالبا ما تفشل في معالجة ما يحدث. و في الوقت نفسه لم يفعل بوش الكثير بشأن هذه الخلافات الحادة. صار العراق مثالا لسوء الأداء هذا، حيث حصلت انقسامات داخل البيت الأبيض حول كيفية التعامل مع صدام حسين، واتضح ذلك في عدة مناسبات قبل 2003. فمثلا، ركز اجتماع الأمن القومي الأول لإدارة بوش في كانون الثاني 2001 على تأسيس سياسة جديدة تجاه العراق. فقد اقترح نائب وزير الدفاع بول وولفويتز مواجهة عسكرية مع صدام حسين وزيادة دعم المعارضة العراقية خاصة المؤتمر الوطني العراقي. بينما اقترح باول تشديد عقوبات الأمم المتحدة المفروضة على العراق التي تستهدف التجهيزات العسكرية المرسلة إليه. و بدلا من دراسة هذه الآراء المختلفة أو تفضيل واحد منها على الآخر، فلم يتم اتخاذ قرار بشأن العراق، مما ترك وزارتي الخارجية والدفاع تعمل بشكل انفرادي و تتبع سياساتها الخاصة بها. مثال آخر عندما بدأ التخطيط الأولي لعراق ما بعد الحرب نهاية 2001. حيث كانت خمس مجموعات مختلفة تعمل على هذا الموضوع منها مستقبل مشروع العراق – وزارة الخارجية، و مجموعتان ضمن مجلس الأمن القومي، ومسؤولون من القيادة المركزية، و مكتب الخطط الخاصة التابع للبنتاغون. و لأن البيت الأبيض كان يريد الاحتفاظ بسرية الخطط فان هذه المجموعات كانت تعمل بشكل منفصل عن بعضها و لا تدري إحداها بالأخرى. فيما بعد تم استبدال هذه المجموعات بمجموعات أخرى تجاهلت ما قامت به سابقاتها. بعد سنوات انكشف الكثير من هذه الانقسامات. ففي 2006 كتب كارن دي يونك من الواشنطن بوست (حياة كولن باول) الذي هاجم فيه رايس بسبب عدم تعاملها مع الخلافات داخل الإدارة. و في العام التالي نشرت اليزابيث بوميلر من نيويورك تايمز (حياة كونداليزا رايس) ذكرت فيه أن سلطة رايس جاءت من علاقتها بالرئيس و مع ذلك لم تقترح عليه أي شيء و لم تنجح في إدارة الشخصيات القوية في الحكومة، فمثلا كان رامسفيلد يترأس اجتماعات مجلس الأمن القومي و لا يخبرها بما يفعل، فكانت ترسل أعضاء من كادرها لمعرفة ما يدور في تلك الاجتماعات. كما كان تشيني لا يكن لها احتراما كثيرا، مما جعل الكاتبة تعتقد أن رايس كانت ضعيفة كمستشارة للأمن القومي. و في 2008، ظهر كتاب النائب السابق لوزارة الدفاع دوغلاس فيث (الحرب و القرار)، حيث قال فيه إن أداء رايس كان ضعيفا لأنها لم تقم بتنسيق السياسة، كما ألقى اللوم على وزارة الخارجية و وكالة المخابرات المركزية في المشاكل التي حدثت في العراق. و أخيرا ظهرت خفايا دونالد رامسفيلد في شباط 2011، حيث ذكر أن البيت الأبيض في عهد بوش كان سيئ الأداء مما كان له تأثير سلبي على حرب العراق. و مثل باول، فقد قال رامسفيلد إن اجتماعات الأمن القومي كانت جارية إلا أن كيفية اتخاذ القرارات كانت غير واضحة، و ألقى باللوم على بوش في عدم حل الخلافات بين كوادر إدارته بالإضافة إلى عدم الاستماع إلى الخيارات قبل أن يقرر على خيار ما. وقال إن الحكومة لم تكن تأخذ أحيانا بخياراته، واستمر يتهم الأطراف الأخرى في الحكومة عن الفشل في العراق. في كانون الثاني 2007 صرح الرئيس بوش قائلا "أنا صانع القرار" فيما يتعلق بالسياسة تجاه العراق، إلا أن سجل الأحداث يتناقض مع هذا التصريح، فانه لم يكن يمتلك سياسة واضحة تجاه العراق عندما تسلم المنصب في 2001، بل سمح لوزارة الدفاع أن تتبع أساليبها ال
حرب إسقاط صدام أظهرت فوضى القرار في البيت الأبيض
نشر في: 12 أغسطس, 2011: 09:32 م