الموسيقى الشرقية ومنها العربية بحسب المتخصصين بهذا الفن معروفة بالربع تون ، وأنغامها تختلف عن الغربية ، والأمر يتعلق ايضا بالسامعين واذا كان بعض المسؤولين واصحاب القرار يسمع الموسيقى بالربع تون او نصفه ، ولم يضعها في دائرة التحريم ، من المناسب ان يطلع على رسالة تلقتها لجنة حقوق الانسان في مجلس النواب ، تتضمن مطالبة أُسر معتقلين عراقيين في ايران بالتحرك لإطلاق سراحهم ، والمصادقة على اتفاق بين العراق وايران لتبادل المحكومين .
وهذا الملف الانساني ومنذ الدورة التشريعية السابقة اصبح من الملفات المنسية ، واثناء زيارة رئيس البرلمان السابق إياد السامرائي ومعه عدد من قيادي الحزب الاسلامي العراقي الى ايران تمت مناقشة هذا الملف ، وحصل الوفد العراقي على وعود لحسمه في اقرب وقت ممكن .
المعتقلون العراقيون في ايران صدرت بحقهم احكام بالسجن بين ثلاث الى خمس سنوات بتهم المشاركة في شجار او بسبب مشادة مع رجال الامن ، وهذه المعلومات وردت في الرسالة الموجهة الى لجنة حقوق الانسان ، واثناء محاولة نشرها في وسائل الاعلام اعترض بعض النواب على ذلك ، لان هذا الاجراء يعد بنظرهم خرقا لأسرار الدولة، وهناك من حجز شاشات الفضائيات ليحذر من اثارة هذا الملف وتداعياته الخطيرة على العلاقات بين بغداد وطهران.
منذ اعلان وزارة العدل تنفيذ احكام اعدام بحق مدانين عرب بدأ التحرك على السفارات العراقية في الدول العربية لإطلاق سراح معتقلين في اطار تبادل المحكومين ، واعلنت وزارة الخارجية انها تلقت طلبا من الحكومة الاردنية لاطلاق سراح مواطنيها المعتقلين في العراق ، واكدت الوزارة ان المعتقلين من حملة الجنسية العربية مرتبطون بجماعات ارهابية متورطة بتنفيذ عمليات استهدفت المدنيين ومنشآت حكومية.
لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان اعلنت هي الاخرى بحث امكانية المصادقة على تفعيل اتفاق العراق مع السعودية وايران على تبادل المعتقلين لغرض تطوير العلاقات مع دول الجوار.
العزف العربي بربع التون لإطلاق سراح المعتقلين سمعه من يهمه هذا الامر بعيدا عن الاذعان للتجاذبات السياسية ، وأبدى استعداده للتوسط بين رؤساء الكتل ، وبعد عودتهم من موسم الحج لإسماعهم العزف المنفرد على الربابة لكي يقتنعوا باهمية المصادقة على الاتفاقيتين ، ويبقى الامل معلقا على مزاج "الحجي" ، ولاسيما انه قادم من السعودية المتهمة من البعض بانها صاحبة مواقف معادية للتجربة الديمقراطية في العراق والحكومة المنتخبة ودخلت في تحالف مع تركيا ، لإسقاط نظام بشار الاسد الصديق المخلص لإيران .
ابو علي ومئات غيره من المعتقلين العراقيين في سجن الاهواز يدفعون ما يعادل عشرين دولارا ثمن دقيقة واحدة للاتصال الهاتفي بمعارفهم الاعلاميين في بغداد ، اتصالاتهم لم تنقطع ، وهم يترقبون تمرير العفو العام ، لاعتقادهم بان هذه الخطوة ، يمكن ان تمنح من به صمم لسماع الربع تون ليلتفت لأوضاعهم ، لقضاء بقية محكومياتهم في السجون العراقية ، او في اقل تقدير تخفيف اعباء طهران من صرف نفقات على "زاندانيان عراقي " ، اي المعتقلين العراقيين المنسيين في إيران .
ربـع تــون
[post-views]
نشر في: 12 أكتوبر, 2012: 06:20 م