TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث: متى ينقلب جنبلاط؟

في الحدث: متى ينقلب جنبلاط؟

نشر في: 13 أغسطس, 2011: 08:32 م

 حازم مبيضينتتكاثر المؤشرات على أن الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط, سينقلب على ما كان أعلنه منذ عامين من ولاء لدمشق, وتخل عن حلفائه والتزام بثوابت والده الشهيد كمال, سواء تجاه الفكر الاشتراكي, أو الوقوف الى جانب القضية الفلسطينية والمقاومة,
وهو بذلك مكّن فريق 8 آذار بعد أن أعطاهم الأغلبية النيابية, من إطاحة حكومة الحريري بشكل دستوري, وتشكيل حكومة جديدة برئاسة ميقاتي شكلياً, وبقيادة حزب الله بشكل عملي, ويبدو ذلك واضحاً من تحركاته الأخيرة في اتجاه عواصم القرار ابتدأها بموسكو ثم أنقرة, ولا يدري أحد متى سيحط رحاله في باريس أو واشنطن, مطلقاً تصريحات ضد النظام السوري, بوصفه ما يحدث هناك بأنه ثورة, وإشارته أن قطار الاصلاح قد فات نظام بشار الاسد، وهو في آن معاً يعاود الانفتاح على سعد الحريري الذي سيرحب حتماً بعودته.يتحدث البعض أن لدى الرجل بصيرة تدله على اتجاهات الريح وأين تميل فيميل معها, باحثاً عن مصلحة طائفته في لبنان, وهي الصغيرة عدداً, والمحتاجة دائماً إلى حليف قوي تضمن به وجودها وقدرتها على الفعل في السياسات اللبنانية, ولعله يستشعر اليوم أن الكفة تميل لصالح الحريري مجدداً, بعد تعاظم الاحتمالات بإعادة خلط الأوراق على الساحة اللبنانية نتيجة لما يحصل في سورية, وخصوصاً بعد أن أعلنت عدة عواصم خليجية مواقف أكثر تشدداً تجاه ما يجري في بلاد الشام, وبعد أن تغيرت لهجة خطاب الجامعة العربية, وبعد إعلان عمان عن قلقها, وبما يؤشر الى تطورات وشيكة باتت موضع متابعة, قد تقود إلى تدخل من نوع ما, لبلورة ملامح المرحلة الجديدة, التي ربما بدأت ملامحها بالتشكل بعد أحداث حماة ودير الزور.يسأل البعض بحسن نية إن كان جنبلاط سيكسب من انقلابه الجديد, الذي لم يتبق غير أن يعلنه على الملأ, أو أنه سيكون الخاسر الأكبر على الساحة اللبنانية, والإجابة متروكة لمآلات الأحداث, غير أن الاعتماد على أن خطوته مؤشر على ما سيحدث في دمشق يجانبها الصواب, ذلك أن انقلابه على الحريري لم يكن دالاً على حصافة الرأي بقدر ما كان يؤشر إلى سذاجة سياسية، وإذا كان البعض يظن أن موقفه الجديد مبني على موقف أبناء طائفته في جبل العرب والسويداء فإنه مخطئ, لأن هؤلاء لا يعترفون بزعامته, ولديهم قيادات تاريخية قادرة على اتخاذ مواقف وطنية تتجاوز الطائفة, وهم الذين كانوا على الدوام في طليعة السوريين ضد الاستعمار, ولم يقوموا يوماً بحراك مبني على الحس الطائفي.لا يغير موقف جنبلاط الجديد, نتائج ما يجري في سورية وهو حتى اليوم يتسم بغموض شديد, ربما هو نتيجة غياب الإعلام المحايد عن الساحة, والتناقض في ما يعلنه كل طرف, وبما يعني في آخر الأمر غياب الحقيقة الكاملة, وخصوصاً مع ملاحظة مواقف الغرب المتذبذبة, رغم أنها كما نفترض مبنية على منظومة استخبارية عريضة في بلاد الشام, وهو لن يؤثر لأنه ليس لدى الرجل امتداد يعتد به على الساحة السورية, ويأخذ كثيرون عليه تدخله في شؤون بني معروف في سورية, ولو أن ذلك يأتي من باب رفض الطائفية في الظاهر, فانه يؤسس لمواقف طائفية يرفضها السوريون جميعاً وليس فقط أحفاد سلطان الأطرش الذي نعرفه قائداً للثورة السورية وليس لثورة الدروز.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram