TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مصارحة حرة : هموم السلة العراقية

مصارحة حرة : هموم السلة العراقية

نشر في: 13 أغسطس, 2011: 08:49 م

 إياد الصالحياستوقفني حديث رئيس اتحاد غرب آسيا لكرة السلة هاكوب خاجريان الذي ادلى به لـمجلة (حوار سبورت) في عددها الاخير وهو يشير بفخر الى اللعبة في بلده كيف انها نهضت من ركام حرب أهلية دمرت كل شيء طوال خمسة عشر عاماً لكنها لم تستطع ان تقتل أمل الرياضي اللبناني بامكانية رفع رأسه يوماً لمعانقة الانجاز وتزعّم الالقاب العربية والإقليمية والقارية ، وهذا ما حصل بالفعل إذ يقف المنتخب الشقيق اليوم على منصة التميز كأفضل المنتخبات العربية الطامحة للعبور الى المدار العالمي في السنين المقبلة.
ان الرياضي العراقي لا يقلّ طموحاً ورغبة ووطنية عن شقيقه اللبناني في رؤية بلده يتبوأ المراكز المتقدمة بين المنتخبات العربية لاسيما ان العمق التاريخي لأسود الرافدين في لعبة كرة السلة يبقى محل تفاخر واعتزاز ليس العراقي وحده ، بل العربي والاسيوي بعد ان ارعبت توليفاتهم في حقبتي السبعينيات والثمانينيات الخصوم في كل الملاعب وتكاد تلك الحقبتين الذهبيتين من افضل ما شهدته اللعبة بسبب حب اللاعب لها وعدم انصراف ذهنه نحو مغريات شتى ، فضلا عن اكتفائه الذاتي وتفرغه لاداء الوحدات التدريبية باندفاع كبير ويبقى العامل الاهم في ذلك هو توفر القاعات النموذجية لممارسة اللعبة وهي واحدة من اسباب تدهور النتائج اليوم سواء على صعيد الدوري الممتاز أم المنتخبات الوطنية .لم يغرق خاجريان بالتشاؤم اثناء رده على سؤال الزميل اكرام زين العابدين بصدد تقييمه لواقع السلة العراقية ، فكان الرجل بمنتهى الحكمة والذكاء عبر تلميحه بان امتلاك العراق للاعبين بمواصفات جسمانية قوية وثقافة رياضية رصينة وتاريخ ناصع متميز ورأس مال وفير ، كل ذلك كفيل بتقليص حجم الهوة التي اوجدتها ظروف البلد منذ عام 1990 وحتى يومنا هذا ، ولديه الثقة الأكيدة بان السلة العراقية ستعود الى مكانها الطبيعي .حقيقة ان الاتحاد العراقي لكرة السلة لم يألُ جهداً في مواكبة جميع متطلبات اللعبة وسبل تطورها وتذليل المعوقات التي واجهتها على جميع الصُعد وكان لنا لقاء مع رئيسه حسين العميدي على هامش زيارته مؤسسة (المدى) للاعلام والثقافة والفنون لمناسبة ايقاد صحيفتنا شمعة العيد التاسع ، وكان الرجل صريحاً كما عهدناه ولم يشعرنا بتململه من وابل النقد الايجابي الذي وجهه الزملاء في القسم الرياضي لاتحاد السلة بغية استيضاح بعض الامور المتعلقة بواقع اللعبة . وفي الوقت الذي ابدى العميدي ارتياحه من سلامة المؤشرات التي هدفت الى تصحيح بعض الاخطاء ، فانه يرى هناك تجنياً واضحاً في الصحافة الرياضية نحو منتخبنا الوطني للسلة عقب اخفاقه الاخير في بطولة غرب آسيا التي جرت في محافظة دهوك بإقليم كردستان ، مبرراً ذلك قلة المشاركات الخارجية بسبب ضعف ميزانية الاتحاد والتبديل التدريجي في عناصر المنتخب بطريقة علمية مدروسة تؤمن الخبرة اللازمة للاعب الشاب بعد اربع سنوات ولعل الهمّ الاكبر الذي يؤرق اسرة اللعبة هو سوء حال القاعة المخصصة لتدريب الفرق ومعاناة الاتحاد من عدم توفر الخدمات الضرورية مثل المياه والكهرباء بالدرجة الاساس ، داعياً وزارة الشباب والرياضة الى الاسراع بانقاذ الواقع البائس الذي تمر به السلة العراقية.ان الاستحقاقات المقبلة لسلة الوطني وبقية المنتخبات ضمن الاجندة العربية والآسيوية تشكل ضغوطا كبيرة على اتحاد السلة من ناحية عدم توفر مقومات التحضير المثالية إلا بتدخلات شخصية من رئيس الاتحاد ضمن علاقاته في المحيطين العربي والقاري وبتضافر جهود الاندية الكبيرة على خارطة التنافس المحلية.حقيقة استشعرنا من كلام العميدي وتشخيصه الدقيق للهموم التي تواجه مسيرة اتحاده ان موقف اللجنة الاولمبية الوطنية لم يكن بالصورة المأمولة منها باعتبارها الراعية لجميع الاتحادات ويفترض ان لديها معايير تقييم فنية للنجاح والفشل لكل اتحاد ضمن انشطة النصف الاول من السنة ويتوقف عليها تحديد نسب الدعم لزيادة المخصصات ورفع سقف المنح ، لانها ستدخل في اطار تدعيم خطط الاتحاد وبناء المنتخبات وتأهيلها لدخول مجالات التنافس الخارجية بقوة لاسيما ان لعبة كرة السلة اليوم لم تعد ثاني لعبة بعد كرة القدم تحظى باهتمام الجماهير الرياضية كما في الماضي نتيجة للاسباب المذكورة آنفاً ! ان وزارة الشباب والرياضة مدعوة هي الاخرى للمساهمة في تخفيف معاناة اتحاد كرة السلة عبر جلسة حوار مستفيضة لسماع ابرز الملاحظات وانجع المقترحات التي تسهم في تلاقح افكار الوزارة والاتحاد لخدمة هذا الضرب من الالعاب والتي يراهن عليها وزير الشباب والرياضة جاسم محمد جعفر في تنمية مواهب الصغار الجدد مثلما يسعى لدعم هذا المشروع الحيوي في مراكز تدريبية متخصصة تكون رافداً لمنتخباتنا الوطنية شريطة ان يوازي اهتمام جعفر باتحاد السلة ايضاً لانه الاب الشرعي لاسرة اللعبة .iyad.s@almadapaper.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram