TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نــص ردن: اللهم احفظ القائد

نــص ردن: اللهم احفظ القائد

نشر في: 13 أغسطس, 2011: 09:10 م

  علاء  حسنالاعتراض هذه المرة صدر من أوساط شعبية على القائد العام للقوات المسلحة ، ليس بسبب ارتباط أجهزة أمنية بمكتبه ، وإنما بسلوك رجال الأمن تجاه المواطنين ، فالعراقي الذي اعتاد على تجاوزات مواكب المسؤولين وخرقها نظام المرور ، ماعاد يهتم بهذه الظاهرة الاعتيادية ، وإنما أبدى اعتراضه واحتجاجه على خرق حقوق المواطنين ، والتعميم لا يشمل جميع عناصر الأمن بالتأكيد ، ولكن الاستياء و التذمر من حالات تحصل يوميا تجعل من يتعرض لها يشعر بان المسؤول عن أمنه ، استغل منصبه وتصرف بمزاجه في التعامل مع عباد الله بطريقة اقل ما يقال عنها بأنها إساءة مقصودة .
عصر يوم الأربعاء الماضي وعبر مكبر الصوت استخدم ملازم من منتسبي الشرطة  الاتحادية في حي الكرادة كلمات " حضارية جدا"   بحق سائق مركبة كان يقف بجانب الطريق بانتظار زوجته التي كانت تشتري دواء من إحدى الصيدليات ، استمر الانتظار دقائق وخلال ذلك انتفض الملازم وتفوه بكلمات نابية سمعها الجميع ، لأنه يعتقد بان مسؤوليته تمنحه حق شتم المواطنين ، مثل هذه الحالة تحصل يوميا عشرات المرات ، ومع التقدير لمسؤولية رجل الأمن إلا انه لم يشعر بتأثير ألفاظه في المارة .في السيطرات المنتشرة بالعاصمة بغداد وبأعداد كبيرة يتعرض المواطنون لاهانات مقصودة ، بحجة تنفيذ الأوامر ، وخصوصا في ساعات الظهيرة ، وتكون المحاسبة شديدة لمن أغلق نوافذ سيارته وبدت على ملامح وجهه علامات السخرية من جهاز الكشف عن المتفجرات ، وأصبح  الإصرار على استخدامه واحدا من أسرار الحكومة على الرغم من الاعتراف الرسمي بفشله  .مظهر آخر لاختراق حقوق المواطنين يتمثل بعمليات المداهمة للبحث عن المطلوبين ، وبحسب لجنة حقوق الإنسان  في مجلس النواب يتم خلال تنفيذ العمليات العبث بأثاث المنزل وفي بعض  الأحيان سرقة أموال وممتلكات ، ولدى اللجنة شكاوى كثيرة بهذا الخصوص مثبتة  بشهادات موثقة بالأسماء ، ومثل هذه الحالات تجعل ثقة المواطنين بالأجهزة الأمنية مفقودة ، ولحين إعادتها نحتاج الى المزيد من الجهد والإجراءات حتى نرى رجل الأمن يحافظ بجدارة عن القانون .يوم كان إبراهيم الجعفري رئيسا للوزراء وقائدا عاما للقوات المسلحة ، ألقى خطابا في محافظة بابل أشار فيه الى ان الأجهزة الأمنية العراقية هي الوحيدة في المنطقة تدربت على احترام حقوق الإنسان ، ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم لم ينعكس التدريب على الأداء ، والحالة   تذكرنا بأسلوب انتهجه النظام السابق  في ملاحقة معارضيه ، فانه أوصى أجهزته الأمنية المتعددة باستخدام "عبارات إنسانية " قبل القبض على أي شخص ، فكان رجل الأمن يطرق الباب ، ويسأل عن ذلك الشخص ثم يقول " اتفضل للدائرة " والدائرة هنا قد تكون مقر الفرقة الحزبية او دائرة الأمن او المخابرات ثم الدخول في المصير المجهول . معظم المغيبين والمعدومين من ضحايا النظام السابق سمعوا عبارة "تفضل للدائرة " ودائرة الموت العراقي تتسع لان استبداد السلطة لا يعرف الحدود ، وحماية امن النظام لا تتحقق الا بالموت المجاني ، ولهذا السبب ظلت العلاقة بين العراقي والأجهزة الأمنية متوترة على الدوام ، على الرغم من فرض مناهج تدريب احترام حقوق الإنسان. أكثر من مسؤول أكد فشل السيطرات المنتشرة في العاصمة بغداد في أداء مهماتها ، وطالب بتغيير الستراتيجية الأمنية بالاعتماد على الجهد الاستخباري ، وبرغم ذلك لم يحصل متغير في أسلوب العمل ، والتصريحات عن فتح الشوارع المغلقة لم تأخذ طريقها للتطبيق ، ويكفي العراقي عندما يستقبل صباحه بمظاهر العسكرة ان يحبس آهاته وتذمره عند مروره من احدى السيطرات ، ويصرخ بأعلى صوته  اللهم احفظ القائد وانصره على اعدائه ، قبل ان يكتشف احد رجال الأمن نياته من الدعاء ، ويقول له " اخي اتفضل للدائرة "

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram