علاء حسنالاعتراض هذه المرة صدر من أوساط شعبية على القائد العام للقوات المسلحة ، ليس بسبب ارتباط أجهزة أمنية بمكتبه ، وإنما بسلوك رجال الأمن تجاه المواطنين ، فالعراقي الذي اعتاد على تجاوزات مواكب المسؤولين وخرقها نظام المرور ، ماعاد يهتم بهذه الظاهرة الاعتيادية ، وإنما أبدى اعتراضه واحتجاجه على خرق حقوق المواطنين ، والتعميم لا يشمل جميع عناصر الأمن بالتأكيد ، ولكن الاستياء و التذمر من حالات تحصل يوميا تجعل من يتعرض لها يشعر بان المسؤول عن أمنه ، استغل منصبه وتصرف بمزاجه في التعامل مع عباد الله بطريقة اقل ما يقال عنها بأنها إساءة مقصودة .
عصر يوم الأربعاء الماضي وعبر مكبر الصوت استخدم ملازم من منتسبي الشرطة الاتحادية في حي الكرادة كلمات " حضارية جدا" بحق سائق مركبة كان يقف بجانب الطريق بانتظار زوجته التي كانت تشتري دواء من إحدى الصيدليات ، استمر الانتظار دقائق وخلال ذلك انتفض الملازم وتفوه بكلمات نابية سمعها الجميع ، لأنه يعتقد بان مسؤوليته تمنحه حق شتم المواطنين ، مثل هذه الحالة تحصل يوميا عشرات المرات ، ومع التقدير لمسؤولية رجل الأمن إلا انه لم يشعر بتأثير ألفاظه في المارة .في السيطرات المنتشرة بالعاصمة بغداد وبأعداد كبيرة يتعرض المواطنون لاهانات مقصودة ، بحجة تنفيذ الأوامر ، وخصوصا في ساعات الظهيرة ، وتكون المحاسبة شديدة لمن أغلق نوافذ سيارته وبدت على ملامح وجهه علامات السخرية من جهاز الكشف عن المتفجرات ، وأصبح الإصرار على استخدامه واحدا من أسرار الحكومة على الرغم من الاعتراف الرسمي بفشله .مظهر آخر لاختراق حقوق المواطنين يتمثل بعمليات المداهمة للبحث عن المطلوبين ، وبحسب لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب يتم خلال تنفيذ العمليات العبث بأثاث المنزل وفي بعض الأحيان سرقة أموال وممتلكات ، ولدى اللجنة شكاوى كثيرة بهذا الخصوص مثبتة بشهادات موثقة بالأسماء ، ومثل هذه الحالات تجعل ثقة المواطنين بالأجهزة الأمنية مفقودة ، ولحين إعادتها نحتاج الى المزيد من الجهد والإجراءات حتى نرى رجل الأمن يحافظ بجدارة عن القانون .يوم كان إبراهيم الجعفري رئيسا للوزراء وقائدا عاما للقوات المسلحة ، ألقى خطابا في محافظة بابل أشار فيه الى ان الأجهزة الأمنية العراقية هي الوحيدة في المنطقة تدربت على احترام حقوق الإنسان ، ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم لم ينعكس التدريب على الأداء ، والحالة تذكرنا بأسلوب انتهجه النظام السابق في ملاحقة معارضيه ، فانه أوصى أجهزته الأمنية المتعددة باستخدام "عبارات إنسانية " قبل القبض على أي شخص ، فكان رجل الأمن يطرق الباب ، ويسأل عن ذلك الشخص ثم يقول " اتفضل للدائرة " والدائرة هنا قد تكون مقر الفرقة الحزبية او دائرة الأمن او المخابرات ثم الدخول في المصير المجهول . معظم المغيبين والمعدومين من ضحايا النظام السابق سمعوا عبارة "تفضل للدائرة " ودائرة الموت العراقي تتسع لان استبداد السلطة لا يعرف الحدود ، وحماية امن النظام لا تتحقق الا بالموت المجاني ، ولهذا السبب ظلت العلاقة بين العراقي والأجهزة الأمنية متوترة على الدوام ، على الرغم من فرض مناهج تدريب احترام حقوق الإنسان. أكثر من مسؤول أكد فشل السيطرات المنتشرة في العاصمة بغداد في أداء مهماتها ، وطالب بتغيير الستراتيجية الأمنية بالاعتماد على الجهد الاستخباري ، وبرغم ذلك لم يحصل متغير في أسلوب العمل ، والتصريحات عن فتح الشوارع المغلقة لم تأخذ طريقها للتطبيق ، ويكفي العراقي عندما يستقبل صباحه بمظاهر العسكرة ان يحبس آهاته وتذمره عند مروره من احدى السيطرات ، ويصرخ بأعلى صوته اللهم احفظ القائد وانصره على اعدائه ، قبل ان يكتشف احد رجال الأمن نياته من الدعاء ، ويقول له " اخي اتفضل للدائرة "
نــص ردن: اللهم احفظ القائد
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 13 أغسطس, 2011: 09:10 م