رحلة عجيبة
بترو ديلاّفاليه ، رحالة أوروبي شهير وسليل أسرة إيطالية عريقة ، عشق الرحلات والطواف في أرجاء المعمورة . وفي 1614 بدأ رحلته إلى الشرق فزار اسطنبول ومصر وفلسطين وسوريا والعراق . ولمّا استقر ببغداد سنة 1616 تعرف إلى أسرة مسيحية بغدادية تدعى أسرة ( جويريدة ) ، ثم أحب إحدى كريمات هذه الأسرة وتدعى معاني .كتب في يوميات رحلته : معاني من بلاد آشور ، عمرها ثمانية عشر ربيعا وتتحلى بصفات حميدة ومواهب طبيعية وجمالها معقول .. سمراء ،شعرها أسود وعيناها توحيان بالوقار .
تمكن ديلافاليه من إقناع أسرتها وكسب ودهم ، فوافقوا على زواجه منها ، ويتم الزواج بين الإيطالي والبغدادية في حفل لم ير هذا النبيل الأوروبي مثله من قبل ووصفه بأرق الأوصاف . لكنه قرر السفر إلى بلاد فارس لإكمال رحلته في الشرق ، فاصطحب زوجته البغدادية معه ، غير أن الموت عاجلها في مثل هذا اليوم من عام 1621 وعمرها ثلاثة وعشرون عاما .. بيد أن الرحالة العاشق رفض التخلي عن زوجته حتى بعد وفاتها ،فقرر أن يحمل جثمانها إلى مقبرة أسرته في روما ، وقام بتحنيطها وحفظها في صندوق محكم .
وخلال ترحال جنوني يثير العجب ظل يصطحب الجثمان مدة أربعة أعوام، من بلاد فارس إلى الهند والبحر العربي والعراق وسوريا حتى أوصلها إلى روما وأنزلها بيديه في ضريح الأسرة في أجمل كنائس روما، وقد أصبح قصر( ديللافاليه) مزارا يجد فيه الزوار نوادر التحف والأزياء والمومياء المصرية والمخطوطات الشرقية واللوحات والآثار التي حملها من رحلته إلى الشرق ووضعها جوار قبر زوجته العراقية (معاني جويريدة). وللأهمية التاريخية التي مثلتها رحلة (ديلافاليه) وتجربته ردد غوته الشاعر الألماني الشهير:
((إن قراءة رحلة ديللافاليه كشفت لي عن الشــرق ))
حدث في مثل هذا اليوم

نشر في: 29 ديسمبر, 2012: 08:00 م