الكتاب / خمسة شعراء تبـَّـلتهم بالحياة تأليف/ جيك جيفارا ترجمة / هاجر العاني إحدى ملذات الشعر الرائعة هي اصطياد شاعر جيد في منتصف مسيرته المهنية، وقراءة بيت شعر فطن مخضرم هي أشبه بمشاهدة ساندي كوفاكس يرسم في مباراة نتيجتها 1- صفر في شبابه – بعض التوقد المرتفع الصرف هنا ومنحنى صاعق هناك ومن ثم خدعة متعمدة صغيرة في الوحل، وأي كتاب
من الكتب التالية بأقلام شعراء في منتصف حياتهم المهنية سيكون ترياقاً في طقس دافئ منعش للقعقعة المقعقعة بشدة لقصص ستيج لارسون المثيرة المزعومة او الابتسامات المتكلفة الملطخة بالكحل التي تشكـِّـل سلسلة أفلام "قراصنة الكاريبي". السقوط (الانهيار) أعلى - بقلم: دين يانغعمل دين يانغ في كتابه هو أجمة من أسطر أولى لا تــُـقاوَم:"لقد كنت أفضل رجل في عاصفة ثلجية عنيفة" من قصيدة "تانغل" (كتلة متشابكة) و "ليس الأمر ان مونيه اهتم بقدر كبير بأكوام القش" من قصيدة "أوبال" (حجر كريم تتغير ألوانه تغيراً جميلاً) و "في صميم كل حسناء / ثمة قول لدوتشامب (فنان فرنسي) يكون الأمر أفضل / مع الطقطقات " من قصيدة "ضغط جوي". ويعلم المستر يانغ انه ليكون الشاعر مبجلاً فيجب عليه ان يكون عديم الاحترام، وهو يدرك بأننا نعيش في عالم فيه "انفصالات أكثر مما ينبغي ومجموعات دماء اكثر مما ينبغي"، غير انه كذلك يريد تذكيرنا بأنه "ليس الأمر قرقعة الجدجد / بل صمته الذي هو مستبصر" وذلك يستحق دائماً التأمل "ما الذي قد يبدو عليه ذلك الحرف ما بعد حرف Z".ولكن بالنسبة لكل فكاهته وهرائه اللغوي يتحاشى المستر يانغ الاسئلة الكبيرة، فهو يخبرنا "الفتى الذي يغسل بخرطوم أرض المسلخ / يعود الى داره ويعمل زوايا من عيدان الخلال"، وإحساسه بالفنائية عارم، وفي قصيدة " تمييز فوري بين الغرباء " يكتب:"ولكن الى حين نداء أسمائنا ننتظر في القاعة المعتمة مع شجرة المعاطف. / كافكا كافكا، ينبح الكلب "، وكرجل شهد عملية زرع قلب في نيسان فـإنه لا يبخل بحكمة صعبة المنال:"أصغ ِ، أحمق / الخطأ ليس في السقوط / بل بالسقوط من ارتفاع لا يذكر". كتاب الرجال – بقلم: دوريان لاوكس إنها غارة جسورة من قـِـبـَـل بروفسورة شعراء في هذه الاوقات المستمرة في الصخب الخاصة بالمساواة الاكاديمية المنتفضة بين الجنسين، ولأن دوريان لاوكس هنا تجرؤ على الاعراب عن حياتها من خلال موشور الرجال الذين مروا فيها.من "ميك جاغر (جولة العالم عام 2008)"، رجال من فولاذ:"الرجل الخارق" الذي في رؤيتها يدخن الماريجوانا الطبية لتهدئة ألم سرطانه الذي يستحثه الكريبتونيت.و"كتاب الرجال" مع ذلك يفتقر الى الطاقة العاصفة والمـُـلـِـحـّـة من كتب الآنسة لاوكس الاولى مثل "مستيقظ " و"دخان"، والكثير من القصائد هي طلقات بلا تسديد بالكلمات وحسب، وهي تبين الطريقة التي كان الأمر عليها ولكن دون مفاجأة:"جولة سيارة سريعة أولى في منتصف الليل" وشكـِـسون مراهقون يقوقون "قنابل كرز وصواريخ قناني وأجنحة ودوّارون " وبعض الايماءات البسيطة جداً عن حرب فيتنام – ارض جيدة الحرث تحتاج – بعد حوالي (50) عاماً – الى جـَـرف بارع، (وعلى الارجح ان هذا ليس ذنب الآنسة لاوكس غير ان الرسم على الغلاف الذي يظهـِـر فورة نباتات قضيبية وفطر تندفع تنفجر من زوج من البياضات الضيقة (هذا الرسم) قد على الأرجح يبقي قطيعاً من الفتيان في سن الثانية عشرة يقهقهون لعشر دقائق كاملة). خيوط خفية – بقلم: جيم مورقصائد جيم مور مزيج بارع من المرح والانتباه يخضبه شغف بالشعر الآسيوي القديم، وكمثل مدرِّسيه الشعراء الحكماء فـإنه يدرك القوة الساكنة للفضاء الأبيض، عارفاً بأن ما لا يقال هو في اغلب الاحيان ضروري كضرورة ما يقال، ومقدرات المستر مور كلها فعالة في "نقش على الضريح" هنا بالتمام:"لقد سلب شجيرة الفـُـرسيتية./ وعاش من أجل الحب./ ولم يتم الإيقاع به ابداً". وإذ طالت سنوات المستر مور وكذلك قد تعمقت احاسيسه الشعرية اكثر مما ينبغي:"كلما درسته اكثر الآن،/ فن رؤسائي، كلما / رأيت اكثر كيف انه في اغلبه ظلمات "، ومع هذا فـإن مور لا يستسلم للعدمية الانيقة، وهو يستسيغ الموسيقى في "تنهدات الكلب الطويلة الراضية"، ويولي الاهتمام الى اكثر من الابدي، وعن ايطاليا يكتب "كيف يمكنك ان لا تحب بلداً حيث العذارى بطول المتر ينتعلن الكعوب العالية"؟أفكر ثانية بأولئك الشعراء الصينيين القدماء – بقلم: توم سيكستونتوم سيكستون هو شقيق بالقلم والريشة للمستر مور، بل هو راهب عصري آخر يسعى الى ملاذ في القصائد الآسيوية، وكونه شاعرا نابغا سابقا في الآسكا فـإنه يبتهج بالطبيعي: ثعالب ماء النهر والفحم القطبي الشمالي وطيور البردي والهازجات الصفر والهاماماليس وذئاب دينالي. إنه تجسد آلهة تأسلي (عائد الى صفات الاسلاف التي ابتعدت عن
شعراء وتجارب حياة
نشر في: 15 أغسطس, 2011: 06:10 م