اسم الكتاب/الصيف الأحمر المؤلف/ كاميرون ماكويرتر ترجمة/ عبد الخالق علي في صيف 1919 صمد الاميركان من أصل أفريقي بوجه التمييز العنصري حتى عند اشتداد الهجمات.من نيسان إلى تشرين أول 1919 اكتسحت الولايات المتحدة موجة من العنف. سلسلة الإعدامات الدموية غير القانونية
و أعمال العنف التي بدأت في الجنوب أنهكت المدن الشمالية الكبيرة أيضاً مثل شيكاغو و تسببت في ويلات عرقية في البلاد. يقول مراسل صحيفة وول ستريت كاميرون ماكويرتر في كتابه الجديد " الصيف الأحمر " إن الإعدامات غير القانونية و الهجمات التي شنها الرعاع البيض على مناطق السود لم تكن جديدة على الولايات المتحدة، لكن ما كان يختلف في 1919 هو إن الاميركان الأفارقة ردوا على الهجمات بأعداد كبيرة... كانت الديناميكية الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية لعلاقات البيض – السود تتغير. كانت تلك لحظة حاسمة في النضال من اجل الحقوق المدنية للاميركان الأفارقة، و كان العامل المفاجئ في تغير علاقات البيض – السود هو الحرب العالمية الأولى. لقد عاد الجنود الاميركان الأفارقة من أوروبا بنزعة قتالية. كتب احد المحاربين القدامى من السود " لقد ساعدنا في كسب النصر للديمقراطية و يجب ان نشارك في قطف ثمارها ". ان رغبة أميركا البيضاء في مشاركة تلك الثمار يمكن الحكم عليها من خلال تعليقات حاكم المسيسيبي ثيودور بلبو بعد ان رفض إيقاف إعدام احد المتهمين بالاغتصاب في حزيران 1919 قائلا: " هذا بلد الرجل الأبيض، و ان حلم العرق الزنجي في المساواة الاجتماعية و السياسية سوف يتبدد ". كان بلبو يلقي اللوم على الفرنسيين في ترسيخ هذه الاحلام في عقول الجنود السود. اما ماكويرتر فانه يوضح في كتابه الحيوي الذي خضع لبحث متأنٍ، حكاية هذه الفترة الصعبة من تاريخ الأمة الأميركية، و يقول ان الاميركان الأفارقة لم يكونوا راغبين في أخذ نصيحة البيض. السكرتير الميداني لمجلس الاميركان الأفارقة ويلدون جونسون هو الذي صاغ عبارة " الصيف الأحمر " لوصف هذا الموسم المميت.يغطي ماكويرتر ثمانية أحداث بشكل عميق، كل منها يكشف جوانب خاصة من النمط العام: ثقة السود بالنفس او تقارير الجريمة السوداء التي واجهت العنف الأبيض الذي حفز الاميركان الأفارقة على الدفاع عن أنفسهم و احيانا الى الهجوم. كانت الروح الجديدة واضحة في لونكفيو – تكساس، حيث اتهم سامويل جونز في بداية تموز بكتابة مقالة " هجومية " في صحيفة (المدافع عن شيكاغو). ادعت المقالة ان احد الرجال تم إعدامه لأن امرأة بيضاء كانت تحبه. و بدلا من ان يهرب من المدينة، فقد بقي جونز في بيته مع 25 من أصدقائه المسلحين. و عندما حاولت مجموعة من الرعاع البيض اقتحام البيت فتح المدافعون عن جونز نيران اسلحتهم و قتلوا احد الرعاع، فقام الرعاع بإحراق البيت و بعض المباني العائدة للسود. هرب جونز الى شيكاغو – و هو اختيار يبعث على السخرية – اذ انها كانت مسرحا لعنف الصيف الذي اندلع بعد اغراق فتى اسود على ساحل الجانب الجنوبي. و عندما دخلت مليشيا ولاية الينوي الى شيكاغو بعد ثلاثة ايام، وجدوا ان الاميركان الافارقة مرتاحين لرؤيتهم. يستذكر احد قادة المليشيا في ما بعد " ان الزنوج قد دافعوا عن انفسهم و هم قلقون بسبب خوفهم من المجزرة ". في الواقع ان اكبر حادث عرقي لسنة 1919 كان مجزرة قام بها البيض الذين اعتبروا دفاع السود عن انفسهم بمثابة ثورة. عندما رد الحاضرون في اجتماع منظمة حقوق الفلاحين يوم 30 ايلول على أطلاقات نارية من إحدى السيارات و ادت الى مقتل احد المخبرين، نشرت صحف اركنساس قصصاً عن " مؤامرة من الزنوج للثورة على السكان البيض في جنوب مقاطعة فيليبس". " أعلنت الأحكام العرفية الا ان الجيش لم يفعل شيئا لايقاف البيض المسلحين من الاندفاع الى المقاطعة و قتل الفلاحين السود. و قد انتزعت الاعترافات عن طريق التعذيب لدعم القصة الرسمية من ان الاميركان الافارقة كانوا يخططون لعصيان مسلح. لكن عندما تمت مواجهة الرعاع البيض في تكساس و واشنطن و شيكاغو من قبل السود الذين قرروا الدفاع عن انفسهم حصل نزاع حول القصص التي اختلقها البيض في اركنساس بين منظمات الاميركان الافارقة. ذهب مساعد السكرتير الميداني والتر وايت الى مقاطعة فيليبس للتحقيق و استنتج بان العصيان المزعوم كان " من نسج خيال البيض في اركنساس ". احدى المنظمات استخدمت عنف 1919 لاطلاق حملة من اجل تشريع الاعدامات الفيدرالية. نظرت اللجنة القضائية المشكلة في 1920 في ثلاث قوائم منفصلة، و رغم عدم تمريرها فان ماكويرتر يعتبر جلسة الاستماع على انها بداية متواضعة لمساع سياسية ستؤدي ذات يوم الى قانون الحقوق المدنية لعام 1964 ان اهم ما يميز كتاب " الصيف الأحمر " هو تفاؤل المؤلف، اذ انك لم تعد تفكر بالفشل القاسي الذي عانته اميركا و انما تفكر بعودتها المرنة الى وضعها الط
بداية حركة الحرية
نشر في: 15 أغسطس, 2011: 06:16 م