إحسان شمران الياسري بمقدار ما أتعبتنا الأيام ونحن نلهث لالتقاط الفرح، فنحن ماضون للاستزادة منه، وكأننا لا نُفرّق بين التعب والملل واليأس، مولين وجوهنا للأمل مهما كانت الصعاب. ولم نتعب لأننا لا نجد الخبز، فخير العيش أن نقتسما، وخيرات بلادنا اكبر من أن ندعّي العوز والفاقة والبحث عن مانحين ليرسلوا لنا الخبز والأدوية بالطائرات الحوّامة!!..
ولم نمرّ بالجفاف الذي يُعانيه أخوة لنا في الأرض، فلدينا عُقدا الرافدين حيث تتزين بهما جبهة العراق..فلماذا نتعب ونحن أحفاد الذين انطلقت من بين عيونهم ومن رحاب صدورهم حضارة الإنسانية وتعاليمها للخير والمدنية. إنها قصة نكاد لا نُحصي ثناياها إذ ننغمس في أول أسئلتها.. وليتنا نُطيق صبراً فلا نسأل، وليتنا لا نستمع لأسئلة الآخرين.. وأول الأسئلة العجيبة (كيف دخلنا هذهِ المتاهة؟).. و(من الذين أدخلنا بها). و(كيف تزحزحت هذهِ الأمة الرائدة وانكفأت في الجُبّ على رأسها؟). و(من الذي يضع كل يوم أثقالا أخرى على صدرها كي يحول دون مغادرتها تلك الظُلمة؟). و(من ننتظر؟)، و(لأي يدٍ نتطلع كي تمتدُ إلينا وترفعنا؟). و(هل بقي من امتنا ما هو خارج هذا الغيهب العجيب كي ينقذها؟). و(كيف تسنى له أن يبقى حُرا إذا أطبق الشر علينا؟).لا ندري، أي الحزن نقاوم، وبأي (مُتون) أتعبها حمل النفس.. فلم يشكّ السياب، ولم يكذب، إذ قال (أنا المسيحُ يجرُ في المنفى صليبهُ)، ولم يندم الجواهري إذ تمنى (لو ذاك الشراع الرخص له كفنٌ، يُحاك منه غداة البين يطويه..).. فما قصة الوطن الذي نحن فيه وليس فيه.. وكأننا نتفرج في النوم على حلم (كثيف) المعنى، ونأمل، ونحن في النوم، أن نصحو لننسى..لقد صرنا نفرح عندما تصدر عبارات ودية من نواب القائمة العراقية تجاه نواب دولة القانون، ونفرح إذ يؤيد نائب من دولة القانون كلام نائب من العراقية.. فيا للمصبية أن يكون سبب فرحنا كلمة أو إطراء من سياسي لآخر، على قضية قد تكون بلا معنى.. تصوّروا!!
على هامش الصراحة:مقادير الفرح، وسموم الأمل
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 15 أغسطس, 2011: 06:25 م