 مكتب المدى/ عبد الخالق دوسكي بحسب الإحصائيات والدراسات التي قام بها عدد من منظمات المجتمع المدني في محافظة دهوك ومنها منظمة سيوان المعنية بتنمية المرأة في دهوك فان معدل حالات الزواج بالإكراه والزواج المبكر مازالت مرتفعة داخل المجتمع وقالت: "هاتان الظاهرتان مازالتا متفشيتين داخل المجتمع الكردي ومحافظة دهوك بشكل خاص".
الى ذلك أشار الباحث الاجتماعي عبد الجبار عبد الرحمن ان لظاهرتي الزواج بالإكراه والزواج المبكر آثاراً اجتماعية سلبية كثيرة أبرزها الطلاق والتفريق في ما بين الزوجين والذي يترك آثاره على الأسرة وخاصة تربية الأطفال حيث يتمزقون في ما بين الوالدين الأمر الذي يدعو في النهاية الى حدوث الانحراف والجنوح نحو عالم الجريمة". وأضاف عبد الجبار: ان المرأة أيضا عندما تطلق في المجتمعات العشائرية فان هنالك نظرة سلبية توجه إليها من قبل المجتمع، مبيناً ان "المجتمع العشائري لا يتقبل المرأة المطلقة حتى الآن فتضطر إما الى تحمل معاناتها مع الزوج او الطلاق منه وتحمل نظرات وغمزات المجتمع لها".ويضيف الباحث الاجتماعي عبد الجبار: ان هذا النوع من الزواج يترك آثاراً  نفسية خطيرة على شخصية المرأة، حيث تصاب بالاكتئاب وربما الانزواء الأمر الذي يكون له مردوده السلبي على تربية الأولاد وعلى الجو العام للأسرة".دلبرين شابة (24سنة) تحدثت عن هاتين الظاهرتين بقولها: "نحن لا نؤيد الزواج المبكر ولا الزواج بالإكراه وندعو كافة الآباء الى عدم إتباع هذه الأساليب في تزويج بناتهم وعليهم احترام رأي الفتاة في اختيار شريك حياتها بحرية ووفق ما تطمح اليه، كي تعيش حياة هانئة وبعيدة عن الضغوطات والتشنجات النفسية والفكرية والاجتماعية التي كثيراً ما تؤدي بالبنت الى الانتحار".أما سعاد دوسكي التي تعمل مدرسة في إحدى مدارس البنات فقد بينت ان ظاهرة الزواج بالإكراه من العادات العشائرية القديمة التي مازالت متواجدة بكثرة داخل المجتمع وقالت: "هنالك نوع آخر من الزواج وهو الزواج المبادل أي ان عائلة تأخذ فتاة للزواج بابنها مقابل ان تعطيهم العائلة الأخرى ابنتها للزواج بابنهم وهذا النوع من الزواج أيضاً له آثاره السلبية التي تؤثر على المجتمع".وبينت سعاد ان الزواج بالإكراه يؤدي الى حدوث مشاكل زوجية كبيرة بين الزوجين، وأضافت: "في المدرسة لاحظنا حدوث الكثير من حالات الزواج المبكر او الزواج القسري والذي أدى الى حدوث حالات نفسية عصيبة للبنات في المدرسة وكثيراً ما فكرن بالانتحار".ودعت دوسكي إدارات المدارس ومديرية التربية الى ضرورة العمل على توعية أولياء أمور الطلبة وأهاليهم بالتقرب من بناتهم وأولادهم "لمعرفة ما يرغبون وما يريدون وعدم إجبارهم على الزواج بشخص غير لا يرغبون فيه لأن الزواج مرحلة مهمة في حياة كل إنسان قد تقلب حياة الفرد رأسا على عقب،لذا فمن واجب التربية والمدارس توعية أولياء الأمور بهذه القضايا من خلال الاجتماعات الشهرية التي ينظمونها مع ذوي الطلاب".وبشأن هذا الموضوع أوضح الباحث الاجتماعي حاجي رمضان من مديرية الرعاية الاجتماعية في دهوك انه ليس مع ظاهرة الزواج بالإكراه او الزواج المبكر وقال:"لأن هذا النوع من الزواج قد يؤدي الى حدوث مشاكل زوجية كثيرة قد تصل في الكثير من الحالات الى الطلاق والتفريق ما بين الزوجين كما ان الزواج بالإكراه كثيراً ما ينجم عنه حالات من الخيانات الزوجية من قبل الطرفين الأمر الذي يزرع بذور عدم الثقة والأمان داخل الأسرة والتي يكون لها تأثيرات سلبية على حياتهم بشكل عام وحياة أطفالهم بشكل خاص".وبخصوص الزواج المبكر يقول: "هذا النوع من الزواج أيضاً غير مقبول لديّ لأنه يؤدي الى استغلال الفتاة من قبل الرجل الأكبر سنا منها كما ان ذلك يترك آثارا نفسية على الفتاة عندما تكبر، وقد يدفع بالفتاة الى الجنوح والانحراف لأنها لم تصل بعد الى سن النضوج الذي يمنحها القوة والخبرة الكافية في إصدار القرارات المهمة في حياتها واتخاذ المواقف الصائبة إزاء ما تتعرض اليه من مشاكل زوجية،وهذا بالتالي يكون له الأثر الكبير على الأطفال والأسرة بشكل عام".ونوه حاجي بالآثار السلبية التي قد يتركها كل من الزواج المبكر او الزواج بالإكراه على المجتمع وحركة تطوره نحو التمدن، مطالبا  الجهات القانونية والقضائية والتنفيذية بمتابعة مثل هذه الحالات ومحاسبتهم وفق القوانين المعمول بها كي يتم سد الطريق أمام هاتين الظاهرتين والتقليل منهما لأنها تمس حياة الإنسان، وقال: "على الجهات القضائية محاسبة كل الذين يزوجون بناتهم في سن ما قبل البلوغ، كما ان على مديريات مكافحة العنف او منظمات المجتمع المدني العمل على متابعة حالات الزواج بالإكراه في هذا المجال وملاحقتهم قانونياً". وضمن هذا الإطار تقول شرين جعفر مديرة منظمة سيوان المعنية بشؤون المرأة في محافظة دهوك أنهم قاموا بتنظيم مشروع طويل الأمد يستمر الى نهاية هذا العام بدعم وتمويل منظمة (NPA) النرويجية يكافحون من خلاله ظاهرتي الزواج المبكر والزواج بالإكراه وقالت: "ان هاتين الظاهرتين من الظواهر المتفشية داخل محافظة دهوك،وهذا ما دفع بهم الى تنظيم هذا الم