TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الدمى القاتلة

الدمى القاتلة

نشر في: 16 أغسطس, 2011: 05:26 م

محمود النمرلم تزل الخلايا البعثية المتوارية خلف مسميات معروفة بأجنداتها  ومتفقة مع تنظيمات القاعدة القادمة من خلف الحدود، أو المتخندقة معها في الداخل، وهي تمثل الحواضن المنتجة والمتوالدة للإرهاب ،تلعب دورا هاما بل مستعصيا على الدولة أو الحكومة أو الأجهزة الأمنية من وزارتي الداخلية والدفاع ،اللتين مازالتا فارغتين من وزيرين لم يتم ترشيحهما إلى الآن ، من قبل الأحزاب الإسلامية السنية والشيعية ،
وهنا تكمن الطامة الكبرى التي أودت بالبلاد إلى مهاوي الخراب ،وذلك بإبعاد القوى الأخرى  ،أو الشخصيات الوطنية المعروفة ، لذلك وصلت البلاد إلى ماآلت إليه من دمار وفساد استشرى في كل مفاصل الدولة الغارقة بالخلافات  المتوارثة ، وسنبقى هكذا مادامت القوى الوطنية مستبعدة ومهمشة وغير قادرة على أن تعلن  عن صوتها في البرلمان نتيجة عدم وجودها أو ضعفها في البرلمان ،أو غير البرلمان وأقصد حتى في الوزارات التي تحكمها الأحزاب الدينية" السنية والشيعية" والمحاصصات الفاشلة التي هدمت الدولة العراقية .إن يوم  الاثنين  يدلل بشكل قاطع على أن الساحة مازالت  فارغة من حسها الأمني والاستخباراتي ،  ولايمكن لهذه الأجهزة حتى حماية نفسها من  قبضتي البعثيين والقاعدة ،وهما يخططان كما يحلو لهما في محاولة عرقلة  أو إفشال قيام دولة ديمقراطية  حرة متعددة الأطياف والرؤى .على المسؤولين في الدولة أن تكون لهم عبرة أو أكثر من درس، إن البعثيين هم وراء كل مايحدث في البلاد منذ سقوط نظام البعث ،ولكن العجيب  تراهم في الدوائر  يحتلون مناصب عليا  وحسب انتماءاتهم الطائفية التي تخندقوا معها ، لتضيع الشبهات عنهم ،وبعد ذلك ،تتم مخططاتهم وفق الأوامر والمعطيات التي تتكون في البلاد ووفق الاتفاقات مع التنظيم الإرهابي ،وهكذا يبقى الأمر معلقا في عرقلة أمن الدولة .إن التفجيرات في عشر محافظات منها بغداد العاصمة له دلالات معروفة ،ولكن المسؤولين يحاولون أن يغمضوا أعينهم أو يضعوا في آذانهم وقرا ، مادام الامر لايعنيهم  أو هو  بعيد عنهم ، مادام الإرهاب يستهدف المواطن فقط  منذ سقوط نظام البعث الفاشي .العلاج الأقرب إلى الوعي الصحي السياسي الوطني ،هو استهداف البعثيين وإبعادهم من جميع المناصب أو الامتيازات التي حصلوا عليها في انتماءاتهم الجديدة ، تحت مسميات الأحزاب الطائفية الجديدة ،واستهداف الذين خارج المناصب الذين يقبعون في الأماكن المظلمة لتحريك ( الدمى القاتلة ) في الشارع العراقي ، كذلك القضاء على الخلايا النائمة من( الأحزاب الاسلاموية ) التي لايعنيها الإسلام بشكل أو بآخر وما هي إلا مظلة مكشوفة من قبل الجماهير الواعية التي تعرفت أو هي تعرف اللعبة ولكنها مغلوبة على أمرها ، بعد أن أصابها الكثير من النظام البعثي المباد والتهميش الذي أنهكها  بعد سقوط  الفاشية .وعلى الحكومة أن  تتخذ إجراءات جديدة في مسألة بناء الوعي الأمني وتقوم بتغييرات شاملة للقادة العسكريين الذين لهم جذور ضاربة في البرك الآسنة البعثية ، والتي من خلالها تحدث الكثير من الفجوات القاتلة والمقصودة ، التي استهدفت  النظام الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ، وتحاول حلحلة الأمور وتقريب وجهات النظر مع القوى والشخصيات المعروفة بوطنيتها ، وتحشيد كل العقول النقية  التي يهمها بناء البلاد ،ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب  وليس عكس ذلك .لقد استفحلت  القوى الرجعية في إرباك امن الدولة والمواطن بعد أن عم الفساد  في كل المفاصل الحياتية ، وهي نتيجة هذا الخراب البنيوي في هيكلية الدولة ، والنتائج هي دلائل قاطعة بان هناك من يحرك هذه الدمى لتحطيم وتهشيم كل ما يمكن تحطيمة .الذي حدث يوم أمس الأول هو يوم عاثر من عثرات المحاصصات الطائفية التي وأدت بكل ماهو يوحي إلى بناء دولة تحلم بالحرية ، و قدمت نماذج سوداء ،وقطعت الألسنة  وكممت الأفواه  التي تطالب ببناء دولة تخلو من الطائفية والمفسدين  ومن الأحزاب الفاشية  وملاحقة  البعثيين  والقاعدة ،وهذه الاحباطات تحدث أكثر فأكثر ، مالم  تقطع الأيدي الملطخة بدماء الشعب العراقي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram