اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > جراحون بلامشرط!..أطباءناجون:عشائر متخصصة في"مكافآت"ما بعد الموت تهدد حياتنا

جراحون بلامشرط!..أطباءناجون:عشائر متخصصة في"مكافآت"ما بعد الموت تهدد حياتنا

نشر في: 16 أغسطس, 2011: 05:53 م

أعد الملف/ وائل نعمة – إيناس طارقالتقيته في احد مطارات اوروبا، كنت منشغلا بدفع حقائبي الثقيلة في صالة الانتظار، وفجأة رأيته يهم بالدخول الى القاعة ويجلس بالقرب مني. ترددت كثيرا قبل أن أتحدث معه، لاسيما وان أكثـر المسافرين لا يرغبون بالحديث مع غرباء في المطارات.
كانت سنوات العمر قد تركت علامات في وجهه، ورعشة يده التي تبرز منها العروق، امسك بجهاز "الموبايل" وبدت عليه صعوبة ايجاد الرقم الذي يريد الاتصال به ،محاولا البحث في سترته البنية عن نظاراته –كما اعتقد-   حينها استثمرت الفرصة لأتقرب منه ، وقلت "هل أساعدك في الاتصال"؟ استغرب سؤالي ولهجتي العراقية ، وسألني "أنت عراقي " ، فقلت " بالتأكيد يا دكتور سعد " . زادت علامات الاستغراب والدهشة، ولم البث أن بحثت له عن "سارة" التي كان يريد الاتصال بها كما اخبرني حتى سألني "كيف تعرفني"؟ .في بغداد حين كانت السيارات تعتبر صعود الأرصفة "شطارة " تمكنت من "الهروب " في احد الأزقة الضيقة في منطقة البتاوين ، بعد ان كان وضع الشارع مريبا لانه وقبل دقائق كانت سيارة "مفخخة " قد القت بحديدها الساخن على اجساد المارين في "السعدون " .ركنا السيارة وهرعنا مذعورين الى احدى "البنايات " التي تتزاحم فيها أسماء الأطباء ، وكنا نقصد احد الاطباء . كانت حالة صديقي متأخرة لانه يعاني من تليف في الكبد ، وانها المرة السابعة التي نأتي بها الى الطبيب نفسه ، واصبحت ملامحه وصوته من السهولة تذكرها ، فلم يكن مستحيلا ان اتعرف عليه على الرغم من مرور ست سنوات .قلت له " كنت أرفق احد المرضى لعيادتك منذ سنوات " ، ضحك وبدت عضلات وجهه مرتاحة اكثر ، خصوصا وانه كان قد ترك العراق بعد تهديدات وملاحقة من قبل افراد عشيرة "....." لان ابنهم لم يشف من مرضه بعد عدة عمليات أجريت له كانت علي يد الطبيب "سعد".كنت أتوقعه ان يسافر لحضور مؤتمر طبي او في رحلة سياحة ، لكنه وبعد ان اتصل بابنته في هولندا ، أكد لي ان الاخطاء الطبية واردة وانه من الممكن ان يتعرض الطبيب الى بعض الإخفاقات في عمله ، خصوصا وان مستشفياتنا تعاني الكثير من النقص في الخدمات والاجهزة وحتى الادوية ، فضلا عن نقص الخبرات بسبب سنوات " الحصار " التي وضعت الاطباء في "زجاجة " وأغلقت بسدادة محكمة ، ما جعل الكثير منهم يعتمد في عمله على خبرته السابقة دون ان يكون على تواصل مع العالم الخارجي والتعرف على تقنيات العمليات الجراحية ، والاجهزة الحديثة.احتجاجات ضد الفصل العشائري تذكرت هذا اللقاء وانا اسمع باحتجاجات بعض الاطباء من تكرار ظاهرة مطالبة الأطباء بالفصل العشائري وتهديدهم من قبل بعض ذوي المرضى الذين يتعرضون الى مضاعفات صحية بعد العلاج او التداخل الجراحي ، وقد دفع الكثير من الزملاء – حسب بيانات الاحتجاج -  مبالغ الفصل الكبيرة على الرغم من عدم إثبات التحقيق مسؤوليتهم عنه  لتفادي التهديدات التي قد تواجه حياتهم في ظل ظرف امني متوتر وغياب قانون يحمي الأطباء.ومن هذا المنطلق وتضامنا مع بعض الزملاء العاملين في مستشفى الكاظمية التعليمي الذين تعرضوا للتهديد جراء مثل هذه الحالة ..وقف أطباء المستشفى ومعهم فرع النقابة في بغداد معتصمين للاحتجاج ضد هذه الممارسات التي تتكرر ضدهم من دون وجود رادع من سلطة او قانون يحمي الأطباء ويضمن حقوقهم أمام أمثال هذه الحالات.ويضيف البيان " ان حصول المضاعفات الصحية لكثير من المرضى لا يعني بالضرورة وجود تقصير أو إهمال من قبل الطبيب ، كما ان إثبات تقصير الطبيب أو إهماله  مسؤولية اللجان التحقيقية  الفنية المختصة  التي من شأنها تحميل الطبيب المسؤولية الأخلاقية والجزائية حال ثبوت إهماله او تقصيره" .ونود التذكير بأن الأطباء هم من أكثر الشرائح المعرضة للتهديد وقد فقدنا مع الأسف الشديد نخبة طيبة من خيرة الأطباء الذين ذهبوا ضحايا الأعمال الإجرامية للإرهابيين وضعفاء النفوس ..كما تعرض الكثير منهم الى التهديد والخطف والابتزاز مما أضطر العديد الى الهجرة والعمل خارج العراق وفقد البلد كوادر مهمة هو في أمس الحاجة لها في هذه المرحلة الحساسة من تاريخه وهو يكافح من اجل اعمار ما هدمته سني القهر والظلم والتخريب.أننا نقف مع زملائنا في اعتصامهم ونؤيد مطالبهم سيما الدعوة الى الإسراع في تشريع قانون حماية الأطباء آملين ان يلفت هذا الاعتصام أنظار المسؤولين للمساهمة في  تشريع هذا القانون.وبحسب المتحدث باسم نقابة الأطباء في بغداد الدكتور سعد الخزعلي، الذي أوضح ان حوادث التهديد والابتزاز للاطباء باستغلال الفصل العشائري، متواصلة منذ زمن، بدون رادع من سلطة او قانون يحمي الأطباء ويضمن حقوقهم من هذه الحالات.وأوضح الدكتور الخزعلي، وهو استاذ في كلية الطب أيضا، أن حصول المضاعفات الصحية لبعض المرضى لا يعني بالضرورة وجود تقصير أو إهمال من قبل الطبيب، كما أن إثبات تقصير الطبيب أ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram