وديع غزوانمرة أخرى يتعرض أمن المواطن إلى اختراق خطير، يتمكن الإرهابيون من خلاله حصد أرواح بريئة في عشر محافظات.. الحصيلة الأولية قدرت بـ 300 شهيد وجريح، وهي ليست قليلة بكل الأحوال وصعبة إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار، التحسن النسبي الذي طرأ على الجانب الأمني، الذي كان مؤملاً أن يتطور، لكنه في نفس الوقت لا يعد انتصاراً لقوى الإرهاب التي دأبت على استغلال أزمات وصراعات السياسيين لتنفيذ أهدافها القذرة.. صور مروعة لضحايا أبرياء ودماء ودموع مصحوبة بحسرات وصرخات ألم على ما فعلته السياسة بالعراق والعراقيين وما جرّته من كوارث لن تنتهي، إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
وكالعادة مقابل كل تلك الأرواح البريئة خرج أولو الحل والعقد من سياسيين بمختلف صنوفهم ليتباروا في تصريحات جوفاء لا تحقق أمنا ولا تمنع إرهابيا من التمادي في جرائمه.. تصريحات إدانة وكلمات يعترف فيها السياسيون، ضمناً بما ألحقته خلافاتهم من أذى بحق العراقيين، عندما يدعون إلى درء فتنة الإرهاب بقواسم مشتركة للوحدة، غير أن السؤال المحير والذي لا نجد له جواباً هو كم مرة سمعنا مثل هكذا دعوات؟ وكم عراقياً يجب أن تزهق روحه بعبوة أو مفخخة حتى يصحو ضمير البعض ويدرك مقدار الثمن الباهظ الذي ما زال على العراقيين البسطاء دفعه دون سواهم من أجل أحلام ما زالوا يتشبثون بها رغم كل دسائس السياسيين لتعطيلها ووأدها؟ ومن المسؤول عن كل الذي يحصل من جرائم؟ولم يكن حال مسؤولي الأجهزة الأمنية بأحسن حالاً من سابقيهم من السياسيين، حيث واسونا ببيانات أشارت كالمعتاد إلى أن منفذي التفجيرات هم من القاعدة وأزلام النظام السابق، لكنهم لم يذكروا شيئاً عن الخطط الاستباقية لمنع مثل هذه الأعمال الإرهابية.ولسنا ونحن في هذا الموقف المروع في موقف الواعظ، غير أن الحقيقة التي يعرفها الجميع ويتغافلون عنها، إن تحقيق الاستقرار ألامني يستدعي حلولاً سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية، لأنها جميعاً مرتبطة ببعضها، وهذا ما نفتقده، بسبب الخلافات السياسية التي رجحت الثانوي على الرئيس.التدهور الأمني الكبير ليس من مسؤولية جهة بذاتها، بل تتحمله كل الكتل بهذا الشكل أو ذاك التي أصرت على صم آذانها عن أصوات العراقيين وهي تطالب بالإصلاح، قوى مع الأسف تستغل كل مصيبة في البلد لتسعير نار الخلافات، التي جعلتها بديلاً للمواقف الوطنية التي تضع المعالجات لمشاكل ليست عصية الحل.ما حصل في الخامس عشر من رمضان المبارك امتحان آخر للقوى السياسية ومدى إمكانيتها على اتخاذ موقف يتناسب وحجم التحديات، ولكن كم من امتحان فشلت في اجتيازه هذه القوى؟في منتصف رمضان دفع العراقيون ثمن سياسات عرجاء، وينبغي أن تحذر الكتل جميعاً، فقد ضقنا ذرعاً بتصرفاتها وعدم مبالاتها.. انتبهوا.. دم العراقيين غال على من يعرف حقه وهو دم طاهر له (حوبة وشارة)!
كردستانيات: فتنة الإرهاب
نشر في: 16 أغسطس, 2011: 06:27 م