TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما يا عراق: من الذي غبط المالكي؟

سلاما يا عراق: من الذي غبط المالكي؟

نشر في: 16 أغسطس, 2011: 06:46 م

 هاشم العقابيعندما يُذبح الشعب في وضح النهار وحكومته لا تحل ولا تربط، فهي مشاركة بالجريمة. ومن يطمس رأسه بالرمل، هذا اليوم، حفاظا على كرسيه حرام عليه أن يشُمّ هواء العراق ويشرب من مائه. والمسؤول الذي لا يكون عند مستوى مسؤوليته وكلمته وعهده ومواعيده، عندما يتعلق الأمر بقتل الناس، عليه أن يغادر موقعه وأن يحيل نفسه للقضاء قبل أن يحيله أحد، معترفا بعجزه. وان يعيد كل ما تسلمه من رواتب ومخصصات لخزينة الدولة. هكذا يجب أن تكون الأمور حين يهدر دم الشعب وتزهق أرواح أبنائه في أكثر من تسع محافظات في يوم واحد.
قبل أقل من أربعة أشهر قال المالكي: "إننا نرحب بالصوت الذي يرتفع لتوجيه النقد للدولة وللمسؤول هذا وذاك ولمن من يرتكب فسادا". فليرني ترحيبه وليجبني الآن إن كان مازال عند وعده. فالأمر لم يقف عند هدر المال، بل إلى هدر الدم يا حاج. وهذا اشد بشاعة وإيلاما من أي فساد. أليس كذلك؟تعال يا سيدي، ويا تاج راسي ونور عيني وأغاتي ومولاي يا أبا إسراء، وفسر لي أولا ما صرحت به في اللحظة نفسها التي أعلنت بها ترحيبك بالنقد يوم كنت تخطب بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين لاستشهاد السيد محمد باقر الصدر. لقد صرحت بأن "العراق الآن الأكثر استقرارا وأمنا بالمنطقة". ثم انك قلت بالنص: "أن البلد اليوم يستقر على حالة يغبط عليها ولا أقول يحسد". أي منطقة تقصد يا سيدي؟ هل هي الخضراء أم المنطقة المحيطة بالعراق؟ فان كنت تقصد الخضراء، فاني اشهد انك صادق، إذ لعمري أنكم فيها منعمون آمنون لا يمسكم فيها ما يمس العراقيين من موت وخوف وحر وقرف. أما اذا كنت تقصد المنطقة المحيطة بنا، فمن هم الذين غبطوك؟ هل الإماراتيون أم الكويتيون أم السعوديون أم الإيرانيون أم الأردنيون؟  وحتى لو قلت إنهم السوريون، الذين لم تخف مساندتك لحكومتهم في قمعها لناسها، فهم والله لم يقتل من شعبهم يوم الاثنين بعدد ما قتل من شعبنا. فعلى ماذا يغبطوننا؟ والله ليتهم حسدونا وخلصونا مما نحن به من "نعمة". نعترف لك إننا شعب ظل، بفضل قيادتكم وحمدها، بطرك النفس. لكننا لم نفقد عقولنا بعد حتى نصدق كل ما يقال لنا. سأطمع أكثر بدعوتك للترحيب بالنقد واستحلفك بالبيت الذي طفت حوله أن تجيبني:لو أن يوم الاثنين الفائت قد شهد بدل التفجيرات، جمعا من شباب هدتهم البطالة وغيرت شحة الكهرباء ألوان وجوههم. ورافقتهم فتيات عراقيات ارتدين أحلى ما عندهن من ملابس وسرحن شعورهن وتعطرن وخرجن معهم للتظاهر بساحة التحرير للمطالبة بحقهم الذي كفله لهم الدستور، ماذا سيكون فعلكم؟ قطعا سيعود وزير دولتك ليجمع عشائر كربلاء ومن حولها من جديد بعد أن يزودهم بعصي من نوع الزي الموحد و"أشياش كباب" مستوردة لجلد المتظاهرين وتمزيق أجسادهم وإسماع الفتيات المتظاهرات اقذر أنواع السباب والكلام البذيء بعد سحبهن من شعورهن وطرحهن أرضا. وان كنت ناس أذكرك بما حدث في العاشر من حزيران الفائت.قال وزير دولتك ومستشارك والمقرب منك جدا، إن أبناء العشائر خرجوا للتظاهر بعفوية بعد ان اهتزت غيرتهم بفعل جريمة عرس الدجيل؟ فعلام لم تهتز تلك الغيرة مع اهتزاز اكثر من تسع محافظات بالتفجيرات واختناقها برائحة الدم والموت خلال ساعات قليلة؟ لكن يبدو أن القضية، كما استشهدت سابقا بما  قالته العرب: "تعدو الذئاب على من لا كلاب له".كنت أتوقع منك فعلا لا تصريحا حول ما حل بشعبك يوم الاثنين. لذا استميحك الصبر وأزيد طمعي بدعوتك للنقد حبتين، لأقف عند تصريحك الأخير بخصوص جرائم الاثنين.وموعدنا غدا إن شاء الله.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram